خطت سياسة تمكين النساء في الإمارات خطوة كبيرة، هذا الشهر، برفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50%، في انعطافة تاريخية، تستحق التوقف عندها عربياً، ودراستها، سعياً إلى الاستفادة منها، في زيادة حصص العربيات في المجالس التشريعية، من أجل استكمال المرحلة الأكثر أهمية في البناء الاجتماعي، عبر تحويل شعار «نصف المجتمع» إلى واقع ملموس، تجد فيه النساء أنفسهن في سدة التشريع، بعدما أثبتن كفاءاتهن في المجالات الحيوية كافة، في الدول والمجتمعات.
في «المجلس الوطني الاتحادي 2019»، ستشغل الإماراتيات 20 مقعداً، وبذلك تجسد قيادة الدولة رؤية جديدة للتنمية الشاملة، التي تستهدف الاستثمار في الإنسان، وترى في كل الأنواع الاجتماعية مصادر قوة وثراء، في إطار من العدالة والمساواة في المسؤوليات والواجبات، ليتقدم معيار المساهمة في الإنتاج والتنمية الوطنية، على الهوية الجندرية، وقد بات الرجال والنساء في مسار واحد، من دون أفضلية لجنس على آخر.
وصول الإماراتيات إلى نصف مقاعد المجلس، تحقق قبل أن ينتهي الجدول الزمني المحدد في عام 2021، للاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة، التي تستهدف سلسلة من الأولويات، في مقدمتها البناء على الإنجازات والمكاسب المتحققة للمرأة الإماراتية، والحفاظ على استدامتها، إلى جانب الاستمرار في بناء قدراتها، ما يضمن توسيع نطاق مشاركتها التنموية، وتحفيز روح الريادة والمسؤولية لديها.
الاستراتيجية، التي أطلقتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في عام 2015، تشكل مظلة للأفكار والمبادرات والبرامج، التي تؤسس إطاراً تشريعياً ومؤسسياً، يواكب أفضل الممارسات العالمية، و«يتوافق مع التزامات الدولة بالمواثيق والمعاهدات الدولية، إضافة إلى رفع مستوى مشاركة المرأة، كماً ونوعاً، في مختلف المجالات، ونسبة تمثيلها في مواقع السلطة، وصنع القرار».
هذا الفهم المتطور لأهمية مكانة المرأة، وتوسيع الخيارات أمامها، يمثل حافزاً كبيراً للإماراتيات والعربيات، فالحواجز المختلفة، التي أعاقت اندفاعة المرأة إلى واجهة القرار في القرن الماضي، ثبت أنها وهمية، ويكفي لإثبات ذلك استعراض النماذج النسائية الريادية، والمبدعة، وما أكثرها في التشريع، والسياسة، والاقتصاد، والثقافة، وأينما كان هناك مجال تكون فيه المسؤولية على قدر الكفاءة، وليس تبعاً لثنائية: ذكر وأنثى.

ضوء

بالغ التهنئة لـ«أم الإمارات» على هذا الإنجاز، الذي تتطلع النساء في العالم العربي، إلى نتائجه، وهنّ واثقات بأن «بنات زايد» قادرات مجدداً على صناعة الإلهام، والأمل..