يصفون المطربة الشابة ياسمين علي بالملاك البريء، ربما لأنها مبتسمة دوماً، متفائلة جداً،
قلبها طيب إلى أبعد الحدود، متسامحة ومتصالحة مع نفسها والآخرين. كما أنها تعد صاحبة أغرب وأسرع قصة صُعود في عالم الطرب في مصر والعالم العربي خلال السنوات الأخيرة، فقد رفضت الاشتراك في برامج لاكتشاف المواهب، واعتمدت على موهبتها، حلمت بالشهرة والنجاح وكان لها ما حلمت به، وبالصدفة وعن طريق إعادة غناء «تتر» مسلسل عربي قديم ونشره على مواقع «التواصل الاجتماعي»، نجحت فيما فشل فيه نجوم ونجمات احترفوا الغناء منذ سنوات، وسجّلت أرقام مُشاهَدة قياسية على موقعي «فيسبوك» و«يوتيوب»، وتهافتت شركات الإنتاج على التعاقُد معها. وفي حوارها مع «زهرة الخليج»، الذي جاء بعد جلسة تصوير حصرية، تكشف لنا أفكارها وخططها.
• بدايةً، مَن هي ياسمين علي؟
بنت مصرية من محافظة الإسكندرية، مواليد البحيرة، تخرّجت في «كلية الإعلام - قسم صحافة»، ومنذ أن كنت طفلة وأنا أحب الغناء، لم أترك مكاناً أو مناسبة لم أغنِّ فيها، لدرجة أنني كنت واحدة من أعضاء الفريق الغنائي لـ«جمعية الرقيّ بالمكفوفين»، وهم مَن علّموني أصول الغناء، وبعد سنوات تركت الإسكندرية واستقررتُ في القاهرة، وبالصدفة تعرفت إلى الفنان القدير محمد صبحي، وشاركت معه بدور صغير في مسلسل «ونيس» الجزء الأخير، وظهرت معه في عدد من حلقات برنامجه «مفيش مشكلة خالص»، وهما أسهما في تعرّف البعض عبر مواقع «التواصل الاجتماعي» إلى شكلي وصوتي، وفي تلك الفترة أيضاً كنت أغني في دار الأوبرا المصرية، وسط عمالقة الغناء في مصر والعالم العربي، واستطعت أن أحصل على جائزة د.أحمد زويل، كأفضل مطربة في الأوبرا عام 2016.
هؤلاء دعموني
• لماذا لم تلجئي إلى الاشتراك في برامج اكتشاف المواهب؟
لأني لا أحب مثل هذه النوعية من البرامج، كونها تركز على لجنة التحكيم أكثر من تركيزها على المواهب، لذلك أنا مقتنعة بأنها ليست الوسيلة المناسبة لإبراز موهبتي من خلالها، وعلى الرغم من أن خطواتي بطيئة، لكنْ لديّ إيمان قوي بأنني سأصل في النهاية إلى الهدف الذي أريده، وبرامج اكتشاف المواهب، على الرغم من أنها تحقق شهرة سريعة جداً لأصحابها، لكنها للأسف وقتيّة، وبمجرد أن ينتهي عرض البرنامج يختفي أصحابها ولا يعود لهم أي وجود على الساحة الفنية.
• مَن أكثر الشخصيات التي دعمتك في بداية مشوارك؟
شخصيات كثيرة ساندتني ودعمتني في بداية حياتي الفنية، على رأس هؤلاء الموسيقار حسن أبو السعود، رحمه الله، والفنان محمد صبحي، والمايسترو صلاح غباشي، والإعلامية منى الشاذلي.
• لو طلبنا أن تصفي لنا محمد صبحي بكلمة واحدة، ما هي؟
لا أستطيع وصف محمد صبحي أو اختزاله في كلمة واحدة ، لكن دائماً أقول عنه «الأستاذ المعلّم»، لأنه لم يُعلمني التمثيل فقط، بل علّمني الغناء أيضاً، على الرغم من أنه غير متخصص فيه.
قصة «نقابل ناس»
• ما قصة أغنية المطرب لؤي «نقابل ناس.. نفارق ناس»، التي قدّمتها بصوتك وتُعتبر واحداً من أهم أسباب شهرتك؟
مُجرّد ذكر اسم أغنية «نقابل ناس» يُسعدني، وحكايتها بدأت عندما سمعتها بالصدفة في «تتر» أحد المسلسلات، وبعد فترة اقترحت عليّ صديقتي المصورة هَنَا حافظ أن أغنيها على صفحتي في «فيسبوك»، وكنت أتعرض في هذه الفترة لمحاولة من بعض الأشخاص لإحباطي والتشكيك في موهبتي وقُدراتي الصوتية، فقررت أن أغنيها في غرفة نومي من دون ترتيب وطرحتها على «السوشيال ميديا»، وفوجئت في اليوم التالي بقيام عدد كبير من النجوم بإعادة نشرها على صفحاتهم، أمثال إيمان البحر درويش، الكاتب تامر حبيب، أمير كرارة، إيمي سالم وحميد الشاعري، على الرغم من أنه لا يجمعني بهم أي سابق معرفة.
• ما أكبر المكاسب التي حققتها من وراء هذه الأغنية؟
الفيديو تخطّى حاجز الخمسة ملايين مُشاهدة في ساعات، لدرجة أني فوجئت بمالك شركة «لايف ستايل ستوديز» للإنتاج، يذكر اسمي ويمتدح صوتي مع الملحن محمد يحيى. من هنا جاء التواصل والاتفاق بيني وبينه على إنتاج أغنية خاصة من اختياري، من دون تدخل من الشركة أو أي احتكار، فاخترت الشاعر تامر حسين والملحن محمد يحيى، اللذين دعماني بشكل كبير، ونتج عنه أول أغنية وهي «يا حُب زمان».
الإصرار على لبنان
• لماذا كررتِ التعاون في أغنية «يا بتاع الورد» مع فريق عمل «يا حُب زمان» نفسه؟
محمد يحيى وتامر حسين والمخرج فادي حداد، وشركة الإنتاج، وقفوا إلى جانبي في بدايتي ومن دون أن يكون لديّ أي رصيد فني، وكانوا من أسباب وجودي الآن، ولأني لا أنسى أصحاب الفضل في مسيرتي وعرفاناً بالجميل، كان لا بدّ أن أقول لهم شكراً من خلال اختيارهم، ليكونوا صنّاع ثاني أغنياتي. وللعلم، أنا محظوظة بالعمل معهم مُجدّداً.
• ولماذا تم تصوير كليب «يا بتاع الورد» في لبنان تحديداً؟
لأني أصررتُ في أول كليب «يا حُب زمان» على أن يتم تصويره في بلدي مصر، على اعتبار أنه أول أعمالي الفنية، وبالفعل خضع فادي حداد لطلبي، وجاء هو وفريق عمله إلى مصر لتصوير الكليب، ولهذا السبب قررت أن أقرّب المسافات وأسافر إليهم لتصوير الكليب الثاني «يا بتاع الورد» في لبنان.
بعد 5 سنوات
• كيف ترين نفسك بعد خمس سنوات؟
لا أستطيع أن أتوقع أين سأكون غداً أو بعد خمس سنوات، ومنذ خمس سنوات مضت لم أكن أتوقع أن أصل إلى الذي وصلت إليه اليوم عن طريق «فيديو» على مواقع «التواصل الاجتماعي». لكن، سأظل أجتهد وأعمل لأحافظ على المكانة التي وصلت إليها عند جمهوري، وأدعو الله أن يساعدني على إيصال صوتي إلى كل الناس.
• هل من أحلامك أن تتفوّقي في مصر على المطربتين شيرين وأنغام يوماً من الأيام؟
مستحيل، شيرين وأنغام أستاذتان في جيلهما، وأنا لن أتفوّق عليهما لأنهما، وحتى الآن، من المستحيل أن تتفوقا على أم كلثوم وشادية ووردة. الحكاية باختصار من وجهة نظري، هي أنه «جيل بيسلّم جيل» الرّاية.
• في «بوست» على حسابك في «انستجرام» شاهدنا لك صورة تجمعك مع شيرين عبد الوهاب وتمتدحينها؟
لأنها بالفعل تستحق المديح. وأنا قلت لها: «بحبك أوي، بس مش زي ما كل الناس بتحبك.. أكتر منهم بقى» وهي مع كل أغنية لها بتعلمنا أشياء تعلّم فينا، ومن خلال «زهرة الخليج» أبارك لها على ألبومها الأخير «نسّاي».
أم كلثوم وأسمهان ووردة
• هل ترين نفسك خليفة السيدة أم كلثوم؟
أنا تربّيت على أغاني أم كلثوم وأسمهان ووردة، وأحاول أن تكون مسيرتي شبيهة بهنّ، لكن بما يتناسب مع طبيعة الجيل الحالي ورغباته الموسيقية، وأعلم أن هذا الأمر صعب لكني سأحاول، فربما أنجح في النهاية.
• أخيراً، لماذا ترفضين الغناء في الأعراس والفنادق؟
هذا مبدأ خاص بي، فأم كلثوم وعبد الحليم غنّيا في أفراح من قبل، لكن أنا مشكلتي «من زمان جداً» أني لا أحب الغناء في الفنادق أو الأفراح، لأن شخصيتي والأغاني التي أقدّمها لا تناسبان هذه الأجواء إطلاقاً.
غناء فقط
انتشر مؤخراً العديد من الأقاويل مفادها ندم ضيفتنا ياسمين على المشاركة في مسلسل «بيت السلايف»، وتوضيحاً للأمر تقول: «لم أندم، ولكن هي تجربة ومرّت وتعلمت منها الكثير، ورفضت أعمالاً عُرضت عليّ من بعدها، لأني مطربة ولست ممثلة، ولن أقبل بأي عمل سينمائي أو درامي في المستقبل، إلّا لو كان عملاً غنائيّاً محترماً سيضيف إليّ ولتاريخي».
دويتو «ملاك وشيطان»
نجاحات عدة حققتها ياسمين علي عام 2018، كان بينها أن شاركت في «مهرجان قرطاج الدولي 54» في تونس، وحفل كبير أحيته على مسرح «مدرسة الجامعة الأميركية» في الأردن، واختيارها سفيرة تمثل وطنها مصر في «المهرجان الشبابي العالمي للتنمية المستدامة» بدورته الأولى في البحرين. وتعيش ياسمين فرحة أحدث أغانيها «ملاك وشيطان» التي سجلتها «دويتو» مع الفنان اللبناني سليم عساف خلال زيارتها الأخيرة لبيروت، كل هذا جعل ياسمين تزور الأسبوع الماضي مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة في السعودية لأداء مناسك العمرة وزيارة المسجد النبوي، داعية أن يحمل عام 2019 الخير والصحة والنجاح لها ولأسرتها والعالمين العربي والإسلامي.