كانت النجاحات التي حققتها خلال فترة الثمانينات على وجه الخصوص، سبباً في أن تحتل مكانة صنعتها لنفسها في السينما، حتى صار الجميع يطلقون عليها، وحتى اليوم، لقب «نجمة الجماهير». إنها نادية الجندي، التي ربما تُعتبر الفنانة المصرية الوحيدة، التي لطالما احتلت صدارة شبّاك التذاكر مرات عديدة، وأمام نجوم كبار.
عن تجربتها الفنية ومشوارها وسبب غيابها خلال الفترة الماضية تتحدث لـ«زهرة الخليج».
أشعر بالضيق
• ما سبب غيابك عن الساحة السينمائية طيلة الفترة الماضية؟
كي أعود للسينما، لا بد من وجود عمل جيد وهذه عملية صعبة جداً، أنا مُقلة، والقلة لا تعني الكسل، لكن العودة للسينما مسؤولية، لأني وصلت إلى مكانة معينة من خلال أعمالي التي قدمتها في الماضي، ولا بد من الحفاظ عليها.
• لكن، ألا ترين أن الأعمال التي تقدم في هذه الفترة جيدة؟
للأسف، اليوم لم يعد هناك من يكتب أعمالاً قوية ولا توجد «سيناريوهات» متميزة، فالكتّاب الكبار لم يعودوا موجودين. ففي الماضي كانت هناك أعمال أدبية لعمالقة مثل نجيب محفوظ ويوسف إدريس، ومؤلفين عمالقة أمثال بشير الديك، وحيد حامد ومصطفى محرم، أمّا الآن فلم تعد هناك موضوعات شيّقة تقدم على الشاشة، فضلاً عن أن أي عمل أقدمه لا بد أن يكون له هدف ورسالة، وليس مجرد عمل من أجل الوجود فقط.
• ما الحل من وجهة نظرك؟
أنا في حالة بحث مستمر وهذا يستغرق وقتاً، وبالتأكيد أشعر بالضيق عندما يلومني الجمهور بسبب غيابي، لكن كثيرين لا يعرفون كواليس ما يدور في الوسط الفني. فللأسف، المناخ حالياً سيئ جداً، سواء أكان في الدراما أم السينما، و«الشلليّة» سيطرت على الساحة الفنية، وأصبح لا يوجد على الساحة غير الأعمال السطحية، وفي المقابل تُستبعَد الأخرى الجادة، ولا أعلم في مصلحة من يصب ذلك، والدليل أن مستوى ما يُقدّم هبَط كثيراً.
موضوع الساعة
• لا تزال هناك أعمال تحقق نجاحاً هائلاً.. ألا ترين أن هذا مقياس على أنها جيدة؟
لا. لأن ما يُقدم للجمهور أصبح على الدرجة نفسها، لذلك صار لزاماً على المسؤولين عن الدراما أو الدولة حماية الأعمال الجيدة ودعمها. مثلاً، لديّ عمل سياسي جيد، يحتاج إلى تكلفة عالية وقناة معيّنة، ولا يوجد مُنتج يستطيع أن يقدمه بمفرده، وأرى أنه موضوع الساعة ويناقش قضية مخابراتية خطيرة، وقد كتبه المؤلف أحمد صبحي منذ أكثر من عامين.
• هل المسلسل يتحدث عن السياسي المصري أشرف مروان، زوج ابنة الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، الذي توفي عام 2007؟
لا علاقة بين العمل وأشرف مروان، ولا أعرف لماذا يُقال ذلك؟ وأعلن من خلال «زهرة الخليج»؛ إن كل ما قيل من أنني مرشحة لبطولة مسلسل عن أشرف مروان لا صحة له، كما أنني لا أعرف شيئاً عن العمل إطلاقاً، فأنا كل ما قلته عن عملي الذي أجهّز له إنه «ملف مخابراتي»، ومن الممكن أن يكون الربط جاء من هنا.
• لماذا ارتبط اسمك بالأعمال السياسية؟
لأنني وطنية، وقدمت أعمالاً تمس السياسة ومشواري الفني ينقسم إلى مراحل. أول مرحلة كانت الأفلام الاستعراضية، بداية من «بَمبة كشّر»، و«ليالي الياسمين». المرحلة الثانية بدأت بالأفلام الاجتماعية، مثل «الباطنية»، و«وكالة البلح». بعد ذلك قدمت «المدبح» عن عالم التجار الغامض، ثم «عزبة الصفيح» عن حي العشوائيات، وكيف كانت تتم المتاجرة بالناس البُسطاء، ثم انتقلت إلى مرحلة ثالثة وهي الأفلام السياسية، وقدمت أعمالاً مثل: «شبكة الموت»، «عصر القوة»، «حكمت فهمي»، «ملف سامية شعراوي»، «امرأة هزّت عرش مصر»، «مُهمة في تل أبيب»، «48 ساعة في إسرائيل»، وهذه الأفلام أثبتت نجاحي عند الجمهور.
بين الماضي والحاضر
• المنافسة بين النجوم والتصريحات دائماً في كل عصر لها شكلها. فهل انشغلت وقتها في المنافسة مع «نجمة مصر» نبيلة عبيد؟
«مفيش منافسة بيني وبين نبيلة عبيد»، فأنا أحبها لأنها فنانة قديرة ولها تاريخ سينمائي جميل، لكني لا أعلم لماذا يضعونني في منافسة مع نبيلة عبيد، ولا يوجد أي وجه مقارنة، وهذا ليس تقليلاً من قدرها، ولكني مختلفة عنها في أني لي طريقي الخاص، وبالتالي لا يوجد لي منافسون، المنافسة كانت بيني وبين عادل إمام على الإيرادات، ومع ذلك لم يخرج أي منا يوماً وقال إنه الأول في الإيرادات، على الرغم من أن أفلامي أحياناً لم تكن تتساوى مع أفلامه في شباك التذاكر أو تتخطاها.
• ما الذي تغير بين النجوم حالياً من ناحية المنافسة؟
الذي يحدث حالياً (عيب).. «عملية ردح بالبلدي»، وهذا غير لائق للفنان لأنه قُدوة، ومع احترامي للكل، إن الذي يحدث يجعل الجمهور يسخر منهم، لأنه غير راضٍ عن هذا الوضع. ففكرة الصراع على من هو رقم واحد وهم كبير.
حقيقة الخطبة والزواج
• ما حقيقة الأخبار المنتشرة خلال الفترة الماضية حول خطبتك؟
إنها شائعات لا أساس لها من الصحة، وحين أتزوج لن أنكر ذلك، و«أنا لسّه صغيرة وزي القمر، وأقدر أحب وأتجوز وأعمل اللّي أنا عاوزاه».. فهذا أمر شخصي.
• الجمهور يختلف على عمرك الحقيقي، وهناك من يبالغ.. ألا يضايقك ذلك؟
أنا أكثر فنانة تمت المبالغة في سنّها الحقيقية على مواقع التواصل، وهذا يوضح حب الجمهور لي ومدى اهتمامه بي، ولكن الذي يحدث شيء غير طبيعي.
• فتح البعض ملف أنك تخليت عن الفنان عماد حمدي في آخر أيامه.. ما ردك؟
عماد حمدي أعتبره والدي كما هو والد ابني، والدليل على كذب هذه الادّعاءات، أنه عمل معي في فيلم «الباطنيّة» وكان من إنتاج زوجي وقتها محمد مختار، وهناك صور لي أنا ومختار مع عماد شديدة الحميمية، وكل ما قيل حول أنني «بهدلته في آخر أيامه ولم أسأل عنه غير حقيقي»، وهذه من ضمن الشائعات، ولم يقف إلى جانبه أحد سوى نادية الجندي، لأنه والدي وأستاذي، وهو من ربّاني وأنا طفلة، وهذه محاولة من البعض لتشويه صورتي عند الجمهور.