يتجدد الحديث دائماً عن فشل العلاقات الزوجية. فالنساء يتحدثن عن فشل الزواج بسبب شخصية الرجل العنيفة المتطلبة، المحبطة وغير المسؤولة، أما الرجال فيتحدثون عن مستلزمات الزواج، التي انحنت بسببها ظهورهم وظُنون المرأة التي تُنغِّص عليهم جلساتهم ووظائفهم وعلاقاتهم، وتبقى العلاقة الشائكة بين المتهم والمدافع.

من المسؤول؟

يتفق المتخصصون في العلاقات الزوجية وعلماء النفس، على أن الشخص نفسه يُعتبر المسؤول الأول عن فشل تلك العلاقات، سواءً أكان الزوج أم الزوجة، وأن المشكلة ذاتية، حيث بإمكانهم قيادة الأسرة بشكل جيّد إذا تعلم الاثنان كيفية التأمل في بعض الأمور التي يكتشفها كل منهم في نفسه.

أسئلة برسم الزوجين

من الأسئلة المهمة الموجّهة إلى الزوج والزوجة، وعليهما استيعابها والتفكير فيها مليّاً وطويلاً قبل الإجابة عنها.
- هل تتعاملان مع شريك الحياة بحُب غير مشروط؟ هل تُضحّيان بالوقت من أجل الاهتمام بالطرف الآخر، أم تُعانيان الأنانية في أحيان كثيرة؟

كيف تتصرفان عندما تحدث الخلافات؟ هل تسترسلان في الأفكار، خاصة عندما تكونان في حالة انفعال، جوع أو تعب. أم تصمتان وتهدآن حتى يتضح الصوت الخافت، وتكونا حكيمَيْن فيما ستُقرران؟

الكثيرون يتحدثون عن الحب، وأنك إذا أحببت لن تواجه مشكلة مع شريكك وتستطيع بالحب مواجهة أي تحدٍّ؟ هذا غير صحيح، فالحب مشاعر تأتي وتذهب وهي غير مستمرة. بل يمكن أن تجلبها متى شئت، لأن الحب خيار وتستطيع أن تعيش في الأسرة بسعادة. إذا اخترت أن تحبها، وأنك ستعيش تلك المشاعر في النهاية إن اخترت.

كيف هي العلاقة بينكما؟ هل أنتما جَدّيان أم هزليّان؟ تصل العلاقة أحياناً إلى درجة عالية من الضغط والتوتر، مما يُسهم في الخصام نتيجة توجيه اللوم والخطأ غير المقصود، لذا يحتاج الزوجان في بعض الأحيان إلى الضحك، مما يساعد على الاسترخاء وتجاوز الغضب.

على الزوجة ألا تعتمد على أن الزوج قادر على تحقيق الأحلام، ولتُدرك أن لديه إمكانات محدودة، وليس كل ما تطالب به مستجاباً. وعلى الزوج أن يتحاور مع زوجته بأنه ليس جبّاراً ليُحقق لها كل الأحلام.

هل مررتُما بأوقات صعبة وظروف قاسية؟ هل واجهتما أزمة هزّت كيان العلاقة الزوجية؟ البعض في مثل هذه الظروف قد ينهار ويتخذ قرار الهروب، والبعض يصمد ويُساند الآخر ويدعم بعضهما بعضاً، وفي ذلك قاعدة وسند كبيران يقويان العلاقة الزوجية، حيث يضعهما في دائرة الأمل.

عندما تختلفان وتتألمان، هل تتحدث بـ«أنا» ضد «أنت»، وهل هناك منتصر وخاسر؟ جرّبا «نحن»، فيها الحل الجذري للمشاكل والحوارات المؤلمة. وللعلم، ستحتاجان إلى الوقت لتتعلما استخدامها. وليَكُن، فالعبرة في النهاية.

الزواج مغامرة

نتفق جميعاً على أن الزواج مغامرة، فقد يتفق الزوجان فيسيران بخطى ثابتة وتكون علاقة مُمتعة ومثيرة، وقد تتعثر خطواتهما وتنتهي العلاقة، وهنا الاختيار بالاتفاق أم يدخلان في عاصفة أخرى؟ لهما الخيار.

استشارة

• لديّ أخت تعاني الاكتئاب، وزارت الطبيب النفسي الذي صرف لها أدوية، ولا تزال مستمرة في أخذها، طلبت من الطبيب أن يُطلعنا على الطريقة المناسبة للتعامل معها، لأنها تعاني بعض الأحيان من والدتي التي لم تتقبل وضعها، وتطلب منها الخروج مثلاً، وهي تقاوم وترفض، وقد يسبب ذلك انعزالها أكثر وبكاءها المستمر. فما الطريقة الجيدة للتعامل معها من دون مضايقتها؟

عليكم كعائلة أن تتفهّموا وضعها الحسّاس والدقيق، فلا تضعوها تحت الضغط حتى لا تتوتر. وتعاملوا معها بشكل طبيعي، ولا تُشعروها بأنها غريبة وغير طبيعية.

ولا تفرضوا عليها ما لا تستطيع القيام به، ومع تناولها الدواء ستكون أفضل. أخطروها أنكم معها إذا أرادت أي شيء لتشعر بدعمكم. وكونوا صبورين، لأن مسألة العلاج قد تستغرق وقتاً، ولا تأخذوا الأمور بشكل شخصي، وكأنها تُعاندكم أو لا تحب الجلوس معكم، تأكدوا أنها تقدّر وقوفكم معها ودعمكم لها، ولكنها لا تستطيع التعبير عن ذلك. وعليكم أن تحذروا من بعض الجمل، مثل «استجمعي نفسك واتركي الغرفة، أنت بخير»، و«كوني إيجابية وسعيدة».