في مشهد فني يمزج بين الفنون الإسلامية والهندسة الوصفية، قدّمت الفنانة الفلسطينية-السعودية دانة عورتاني ورشة عمل بعنوان «رسم الأشكال الهندسية» ضمن فعاليات مهرجان «انعكاس» الفني الأول من نوعه في القصباء بإمارة الشارقة.
تطرقت عورتاني، خلال الورشة التي استضافها ونظمها مركز مرايا للفنون، إلى إظهار الجوانب الأساسية في ممارساتها الفنية التي تعتمد على الأشكال الهندسية التي تدمج الخطوط المستقيمة والدوائر، حيث بيّنت للمشاركين الخطوات والنقاط الأساسية التي تنطلق منها للتخطيط للوحاتها الفنية، وتخيّل المادة التي يراد ترجمتها على الورق الأبيض، إلى جانب توضيح الدور الذي يلعبه تداخل الدوائر والأشكال الهندسية بعضها ببعض لإنتاج مادة فنية مشبعة بالأبعاد الجمالية.
واستطاعت عورتاني أن تحوّل قاعة الورشة إلى ما يشبه مرسم المهندسين من حيث العدّة الفنية التي قدّمتها للمشاركين، والتي اشتملت على أدوات تخطيط هندسية مثل البيكار «الفرجار» الكبير والمتوسط، والمساطر، وأقلام الروترنج المتخصصة بأحجامها ومقاساتها المتنوعة والألوان وغيرها، لتقودهم بخطوات مبسّطة إلى أسس صناعة الأشكال الهندسية وتوظيفها ضمن مساحات مناسبة في إطار اللوحة للخروج بعمل فني متناسق.
وتشير عورتاني إلى أن الفن الإسلامي إرث مهم نمتلكه في المنطقة العربية، لافتة إلى أن هذا النوع من الفنون مشبع بالأحاسيس والجمال ويمزج بين الأشكال الهندسية والتوليفات اللونية الباهرة التي تشير إلى حضارة فنية كبيرة.
وتابعت: «اللوحة فضاء شاسع يمكن من خلالها أن يسبح الفنان في فضاءات بعيدة ويترجم أحاسيسه بالشكل الذي يراه مناسباً، وأنا أقوم بتنسيق لوحاتي بتطريز الخيوط عليها، فغالباً ما تكون اللوحات عبارة عن خيوط متداخلة بعضها ببعض لتشكل الملمح النهائي للعمل الذي أريد له أن يحمل في طيّاته روح الشرق ويعبّر عن ألق الفنّ الذي يمكن أن يلاحظه الجميع على جدران المنطقة العربية بأسرها».
وتعتمد عورتاني في فنها على تقنيات «الهندسة الوصفية»، وهي علم يبحث في طرق تمثيل الأجسام الهندسية المختلفة على سطح مستوٍ مثل سطح ورق الرسم أو شاشات الحاسب الآلي وغيرها، والغرض من هذا الفن هو إظهار الأشكال واستخلاص الوصف الدقيق للمجسمات وتقديمها بشكل يسهل اكتشافها وفهم معانيها ببساطة.