تُعد الممثلة آلاء حسين واحدة من أهم الممثلات في وطنها العراق. بدأت حياتها الفنية في عالم الفنون التشكيلية، وما إن وطأت قدمها «معهد الفنون الجميلة» في بغداد، حتى جذبها قسم التمثيل الذي تعشقه جداً لتنتقل إليه بعد ذلك، وفي النصف الثاني من تسعينات القرن المنصرم، بدأت رحلتها في الدراما والمسرح، لتكون بعد سنوات بطلة مطلَقة لأهم الأعمال والبرامج. وفي حوارها مع «زهرة الخليج» تكشف عن أسباب اختفائها مدة عام ونصف العام، وجديدها.
المصنفة الأولى
• يُطلق عليك دائماً أنك المصنفة الأولى بالنسبة إلى الممثلات العراقيات، كيف تجدين هذا التصنيف؟
أنا لا أؤمن بالتصنيفات، وهذا ليس تواضعاً مني ولا تعالياً، فكل ممثلة في العراق «رقم واحد» بما تُجيده، فهناك منطقة أجيدها أنا ولا تجيدها غيري، وبالعكس. فكل ممثلة توضع في مكان صحيح مع مخرج يتعامل معها بشكل جيد ويفهمها، ستكون رقم واحد.
• لماذا نجدك المسيطرة على أدوار البطولة كافة، في البرامج والإنتاج الدرامي العراقي، بدليل أنك تتصدرين منذ أربع سنوات متواصلة، بطولة البرنامج العراقي الكوميدي الشهير «زرق ورق»، إضافة إلى أنك متواصلة منذ ثلاث سنوات بتقديم برنامج «الصدمة»، في الجزء المخصص للعراق على شاشة mbc؟
منذ نهاية التسعينات وأنا أعمل في سبيل أن أكون متميزة، لا أبحث عن الكم بل النوع، تعبت حتى أدرس، واجتهدت حتى أصل إلى الذي أنا فيه اليوم، ولم أعمل يوماً في المسرح التجاري، وتحملت «تنمّر الزملاء» و«الفقر» والكثير، حتى أنسج هذه الصورة التي وصلت إليها، والتي تجعل المقابل يقول عني إنني من ضمن الصفوف الأولى، وبفخر أؤكد «نعم أنا في الصفوف الأولى».
• تجيدين تقمص أدوارك الجدية والكوميدية بشكل عميق؟
منذ زمن طويل، كنت أحب دخول عالم الكوميديا لكني كنت خائفة، ودخولي الأول لهذا العالم عبر برنامج «عزوز وتمارا»، يرجع الفضل فيه إلى المخرج أسامة الشرقي، الذي نجح في إقناعي بدخول هذه المنطقة. وبالمناسبة، لم أكن أعرفه وقتها، أي أننا لم نلتقِ وجهاً لوجه أبداً، لكنه كان واثقاً بأنني من الممكن أن أعمل شيئاً، ونجح حدسه، إذ حقق البرنامج نجاحاً ساحقاً عند عرضه.
ظروف خاصة
• قبل عام ونصف العام اختفيت تماماً عن الأنظار، وعن الوسط الفني و«السوشيال ميديا»، وعن الرد على هاتفك. ما السبب؟
هذا صحيح، فقد مررت بظروف خاصة جداً بي لا أحب التصريح بها، ولكني أستطيع القول إن إساءة الأصدقاء والصديقات المقرّبين إليّ شخصياً، وهم من الوسط الفني هم السبب، لهذا قررت أن أنقطع.. فألغيتُ كثيرين منهم من حياتي نهائياً.
• أطللت في «فيديوهات» عدة، تحدثت فيها عن المظاهرات الشعبية التي عمّت مدينتي بغداد والبصرة، والبعض اعتبره «شو» لأجل جلب الأنظار نحوك؟
وهل أنا مضطرة إلى أن أعمل «شو»؟ فأنا ناشدت «منظمة حقوق الإنسان العالمية» فقط، حول انتهاكات تعرّض لها عراقيون في مظاهرات بغداد والبصرة، حيث قطعت السلطات الإنترنت، وتم منع وسائل الإعلام من تغطية المظاهرات.
«سفيرة اليونيسيف»
• هل تُغازلين المنظمات الدولية، لتحصلي على منصب أو لقب سفير في إحدى منظمات الأمم المتحدة؟
كل فنان تُحتّم مهنته عليه الحياد والإنسانية، بالتالي هو سفير، سواء أُعطي هذا المنصب من قبل هذه المنظمات أم لا، وأنا أصلاً متطوعة بشكل مجاني في بعض حملات «اليونيسيف» التي تخص صحة الطفل وعودتهم للمدارس.
• بالمناسبة. هل ترين أن كاظم الساهر استفاد من كونه «سفيراً لليونيسيف»؟
كاظم الساهر لديه أعمال إنسانية قبل تسميته بهذا اللقب، بل إن منحه المسمّى جاء متأخراً، ولا أنسى يوم غنّى «تذكر» في التسعينات، فكسر عزلة العراق وحصار أطفاله اقتصادياً من منع وصول الحليب، إذ بعد الأغنية توافدت بواخر حليب الأطفال من دولة الإمارات إلى العراق. وفي ذلك الوقت كان كاظم الساهر أهم سفير للطفولة والإنسانية، ولا أعتقد أنها جمرة وانطفأت داخل «أبو وسام»، وأنا مؤمنة بإنسانية كاظم الساهر قدر إيماني به كفنان.
حياة الفهد
• لاحظنا أنك تتمتعين بعلاقة صداقة كبيرة مع الفنانة ميس كمر، فلماذا لا تحاولين أن تسلكي مثلها طريق المشاركة في الدراما غير العراقية؟
لا أنكر أنه عُرضت عليّ بعض الأعمال في سوريا والأردن ورفضتها، لأن العمل كان مُنافياً للواقع اجتماعياً، وفيه إساءة إلى الشخصية العراقية بشكل كبير، كأن يظهر العراقي سارقاً، والعراقية راقصة وخادمة، وهذا يُخالف الحقيقة، إذ إن العراقيين عندما هاجروا من بلدهم في فترة ما، أنعشوا اقتصاد سوريا والأردن ومصر، من خلال أموالهم الضخمة التي جلبوها معهم إلى تلك البلاد.
• من تُثيرك في الدراما الخليجية؟
الفنانة الكويتية حياة الفهد.. فهي «رقم واحد»، وأحترمها كممثلة وكاتبة تكتب لقضايا الظل في المجتمع الكويتي عبر التاريخ أو الحاضر، وتختار الشخصيات التي تناسب عمرها كبطلة.
• هل التقيتها؟
للأسف لا. ويُمكن إذا التقيتها أجهش في البكاء، فهي نجمة من نجمات طفولتي.
الدراما العراقية
• في رأيك: الدراما العراقية إلى أين؟
إلى الهاوية والحضيض، بسبب عدم احترام الدولة لها، إلا في أوقات الحاجة إليها.
• ألم يصل صوتكم إليهم؟
نعم. وصل، وحصلنا على وعود كاذبة.
• أخيراً، ما الشخصية التي تتمنين تجسيدها؟
الفنانة التشكيلية القديرة وداد الأورفلي، فقد عاشت حياة زاخرة وعاصرت مُتغيرات كثيرة، وهي شخصية لديها محطات مهمّة في حياتها.