سعدت بحضور محاضرة «زايد نهضة أمة»، لحرم سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني، سمو الشيخة خولة بنت أحمد بن خليفة السويدي، نظمها برنامج «حديث الثلاثاء» في ختام الموسم الثقافي لمكتبة زايد الإنسانية في مؤسسة التنمية الأسرية، في أبوظبي، الأسبوع الماضي، وكان لي وللحاضرات فرصة نادرة في الإصغاء إلى تفاصيل من حياة المؤسس الكبير، بما يشبه تصفح كتاب ثري بالقيم والقصص النبيلة.
«حديث الثلاثاء»، أتاح للحضور إطلالة استثنائية على ما أنجزته الإمارات في العقود الماضية، حين وضعت الإنسان هدفاً لكل مؤسسة، ولكل قانون، ولكل نافذة نحو الخير والتنمية والنهضة، مثلما أتاحت لنا الاقتراب أكثر فأكثر من شخصية فذة، فالإرث الإنساني العميق للراحل الكبير، لا يزال ملهماً لبناته وأبنائه، ولا يزال أعظم من أن تحيط به الكتب والوثائقيات، التي أرّخت مسيرته.
سمو الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي، أضاءت لنا أكثر من قنديل أمل بالمستقبل، وهي تروي لنا صفحات من الدعم اللامحدود الذي قدمته عبقرية المؤسس للنساء، حضوراً وتمكيناً ونهوضاً، وقد «وضع، رحمه الله، على يمناه أم الحكمة، والرأي السديد، أم الجود، كافلة اليتيم، وراحمة السائل»، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة» (حفظها الله).
عرفنا من محاضرة سموها ما لم نقرأه في الكتب الكثيرة عن حياة الأب المؤسس، وكيف كانت كل بنات الإمارات بناته. يحرص على تعليمهن، ويسأل عن أحوالهن المعيشية والاجتماعية، ويتابع شؤون الجمعيات النسائية في الدولة، وهذه رواية عن قرب، مليئة بكل الصفات والمناقب العالية لشخصيته، طيب الله ثراه.

ضوء

«حديث الثلاثاء» كان ختاماً مثمراً لعام زايد، وحضرته قيادات نسائية فاعلة، في مقدمتهن الشيخة د.شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، المعروف عنها دعمها المتواصل لحركة الثقافة المحلية، وكانت من رائدات تأسيس الصالونات الأدبية في الدولة، إذ أطلقت «مجلس شما محمد للفكر والمعرفة». وهو أول منصة أدبية في مدينة العين منذ أكثر من عشرين عاماً.