ربما كنت تعيش وسط ضغوط تسببها لك وسائل الاتصال المحيطة بك، كالرسائل الإلكترونية، الواجبات اليومية، الاتصالات الهاتفية، الرسائل النصية، والمواقع الاجتماعية التي تشترك فيها، وتلح عليك بالمتابعة والرد. مما يجعلك تضحي بما هو مهم بالنسبة إليك، مقابل الرد على كومة من الرسائل الموجودة أمامك، إن وسائل الاتصال الحديثة تشبه الدوامة التي سوف تغرق فيها ساعات النهار وتنتهي، علماً بأن متابعة هذه الوسائل بطريقة مبالغ فيها لن تنتج لك عملاً متميز تخرج به.
«زهرة الخليج» تقدم طرقاً تجعلك تقدم أعمالك المهمة وتعطيها الأولوية.
ضع عملك في المقدمة
ابدأ يومك بعملك الشخصي، حيث تكون مفعماً بالنشاط والحيوية والإنتاجية، أنت المسؤول الأول بأن تجعل تطورك في العمل قمّة أولوياتك. كان الموسيقار الشهير «موزارت» يضع موسيقاه في المقدمة، لقد كان في إمكانه تأليف الموسيقى في أي مكان وزمان، وقت الطعام، أثناء الجلوس والحديث مع أصدقائه، أثناء لعب الكرة. وأكثر الأوقات أهميةً، تلك التي ألّف فيها موسيقاه حين وضعت زوجته مولودها في الغرفة المجاورة لغرفته. ترك «موزارت» إرثاً موسيقياً هائلاً، فعلى الرغم من وفاته مبكراً، إلا أن عزف موسيقاه يتطلب من أي عازف ثمانية أيام كاملة من العزف المتواصل من دون توقف حتى يُنجزها، لقد كان عمله في مقدمة اهتماماته.
أعطِ الأمور حجمها الطبيعي
يتعامل العظماء مع توافه الأمور على أنها كذلك، ومع المسائل المهمة أنها كذلك أيضاً، فعندما تكون مفعماً بالحيوية، لا تمضِ أوقات نهارك الأولى منغمساً في الأعمال التي لا فائدة منها، لأنك حين تتفرغ لأعمالك المهمة تكون قد فقدت طاقتك وأهدرت وقتك وخارت قواك، ويصبح من الصعب التركيز في أمور العمل المهمة. إن إبداع أشياء متميزة ككتابة رواية، تصميم لوحة، أو شركة قيد الإنشاء، يتطلب إنجازها الوقت الكافي، ولن تبدو هذه الأشياء مُلحّة كإزعاجات وسائل الاتصال الإلكتروني التي تغرق فيها كل يوم، إن أكثر الأشياء أهمية في حياتك تعتبر أكثر هدوءاً في الأغلب.
لا تنتظر الفرصة بل أوجدها
لا تنتظر حتى تملك المال أو الوقت الكافيين أو المنزل الملائم. افعل ما تريده الآن قبل أن يُدركك الوقت، لكل شخص مساحة مريحة يشعر فيها بالأمان، ولا يريد مغادرتها، هذه المساحة تقيّدك، ولا تحثك على فعل شيء، ماذا لو خطوت خارج هذه المساحة، وكنت مشبعاً بالتحدي والإلهام، سوف تختبر أشياء جديدة في الحياة، بل وتعرف مدى لنفسك وقوتك ومواجهتك لم تكن تعرفه، وأنت قابع في مساحة راحتك، لن تتعلم السباحة ما لم تنزل إلى الماء. إن توسيع مساحتك المريحة يخلق لديك ثقة بالنفس، وحين تعتاد توسيع حدودك فلن يكون هنالك تأثير كبير للصدمات التي تصدمك بها الحياة في وجهك، وستعتاد التحديات، ولا يكون ذلك إلا بأن تتعلم كيف تتعلم، والهدف من التعلم تطوير ذاتك، واستكشاف طرق لا نهائية، فالعقل قادر على النمو كل يوم، وإنتاج آلاف الأفكار. التعلم والمعرفة شيئان مختلفان، فالتعلم أكثر أهمية من المعرفة، التي هي بمثابة تراكم احتياطي للمعلومات يمكن استخدامها، ويمكن تركها من دون استخدام. أما التعلم، فإنه يقتضي منك أن تستكشف باستمرار أفكاراً جديدة ووسائل تواصل حديثة، ويتطلب منك وعياً حسياً بما يحيط بك، لا أن تكون ذاكرتك مجرد آلة نسخ للمعلومات.
اختر الفئة التي تشحنك بالطاقة
هناك أناس جيدون يمدونك بالطاقة والحماسة، يدفعونك إلي ملاحقة حلمك، يرون فيك ما لا تراه أنت في نفسك، يخبرونك أنك تستطيع وقادر على ما تنوي القيام به، يفرحون لك إن نجحت ويقدرون عملك، لا ينظرون إلى إخفاقك في الأمر أنه فشل، بل تجربة وستمر، ويشحذون قواك لتبدأ من جديد. وآخرون يستنزفون طاقاتك، ويحيطونك بهالة من السلبية، يدمرون موهبتك ويحبطون همتك، ويضعونك في سجن (خطر الاقتراب)، ويقنعونك بأن ما ستقدم عليه محفوف بالمخاطر، ويجعلون أحلامك تتبخر، وتضيع آمالك بسبب كلمة أو عبارة منهم. لذا، عليك أن تختار أياً من الفئتين تريد أن ترافقك في دروب الحياة. فالأصدقاء والعائلة المحيطون بك يشكلون جزءاً من الوقت اللازم لدفع أحلامك إلى الأمام.