قد يكون «الشطرنج» بالنسبة إلى كثيرين مجرد لعبة للتسلية، ولكنه بالنسبة إلى البطلة الإماراتية روضة السركال، ابنة التسع سنوات، حياة وسبيل إلى الشهرة، حيث قادها شغف الإصرار والتحدي إلى مُعانقة الانتصارات، وأصبحت صاحبة الميدالية الذهبية في «بطولة العالم لناشئي الشطرنج»، من أكثر اللاعبات الملهمات في العالم العربي. وعلى الرغم من صغر عمرها، إلا أنها وثقت بموهبتها وقدرتها على نيل بطولة العالم من أول نقلة لها مع «الشطرنج»، ليسجل هذا الإنجاز بحروف من ذهب باسم دولة الإمارات، وتحقق ما لم يحققه أحد من قبلها.
«زهرة الخليج» التقت «قطار الشطرنج السريع»، كما أطلق عليها مدربوها، للتعرف إلى بدايتها مع لعبة الأذكياء، وأحلامها، وأبرز هواياتها الأخرى.
• لماذا اخترت لعبة «الشطرنج»؟
تُخصص عائلتي ركناً في المنزل للألعاب، ومن ضمنها لعبة «الشطرنج» التي يمارسها أفراد عائلتي كافة، وأعتبر شقيقتي شمة أهم عوامل حُبي للشطرنج، حيث إنها تمارسها باحترافية، فهي لاعبة أيضاً في «نادي أبوظبي للشطرنج»، وطالبة في «معهد التكنولوجيا التطبيقية»، وتتدرب معي يومياً، سواءً أكان في النادي أم البيت، فضلاً عن مُرافقتها لي في المعسكرات الخارجية.
احتراف
• كيف بدأت قصة احترافك «الشطرنج»؟
عندما تعلقت باللعبة في المنزل، أخبرت والدتي عن رغبتي في الانتساب إلى نادٍ لأتعلم لعبة «الشطرنج» بشكل احترافي، وبالفعل ذهبت مع والدتي إلى «نادي أبوظبي للشطرنج» لأنضم إلى صفوف لاعبيه، ولكنهم أخبرونا بعدم إمكانية التسجيل، حيث إن عمري حينها كان أربع سنوات، ولوائح النادي لا تقبل الأطفال دون سن السادسة، لكن من حُسن حظي أنني قابلت الكابتن وائل، الذي قام باختباري ونجحت في الانتساب إلى النادي، وبعد خمسة أشهر من التدريبات شاركت في بطولة آسيا للناشئين، وحققت الميدالية البرونزية.
• ما دور عائلتك في دعمك رياضياً؟
على الرغم من عدم ممارسة عائلتي «الشطرنج» بشكل احترافي، إلا أنهم هيّؤوا لي البيئة والمناخ المحفزين للتميّز داخل وخارج الدولة، فضلاً عن الترقب والانتظار الذي تعيشه أسرتي خلال المواجهات التي أخوضها، خاصة الأخيرة منها، وتسافر والدتي معي في كل البطولات، حيث إنها أهم شخص بالنسبة إليّ، فعندما أفوز تتعامل معي بشكل مختلف عن خسارتي، ودائماً تمتص غضبي، لأنني ما زلت لم أتخلص من عادة البكاء عند خسارة أي مباراة، فالبكاء يخفف عني كابوس الخسارة.
سفر
• ماذا تحملين في حقيبتك أثناء السفر إلى البطولات؟
عندما علمت أنني سأسافر لأول مرة خارج الدولة للمشاركة في إحدى بطولات «الشطرنج»، لم أكن أعرف كيف أجهز حقيبتي وماذا سأضع فيها، وقامت والدتي بهذه المهمة كاملة، لكن الشيء الوحيد الذي حرصت والدتي على أن تجعلني أضعه بيدي في حقيبتي، عَلم دولة الإمارات، وقالت لي (علم بلادك هو «تاج» تضعينه فوق رأسك، وتحتفظين به في قلبك قبل حقيبتك).
• كيف تتعاملين مع المواجهات الإلكترونية في «الشطرنج»؟
لحسن حظي أن شقيقتي لطيفة طالبة جامعية، متخصصة في برمجيات الكمبيوتر، وتقدم لي النصح والإرشاد في كيفية التعامل مع المواقع الإلكترونية المتخصصة، في خطط ومباريات الشطرنج الدولية، وكيفية تنظيم المواجهات الإلكترونية، خاصة عندما أكون مُقبلة على مباريات حاسمة.
• ما أبرز طموحاتك؟
أتمنى أن أنال شرف الحصول على لقب الـ«جي.إم»، وهو أرقى لقب في رياضة «الشطرنج» على الإطلاق، ولم يحصل عليه في الإمارات سوى لاعب وحيد، هو سالم عبد الرحمن، وحلمي البعيد هو الوصول إلى مقعد «رئيس اتحاد الشطرنج» في الدولة، وعلى المستوى الدراسي أتمنى أن أصبح طبيبة، حيث إنني أتألم كثيراً لرؤية أي مريض، وأرغب في مساعدة الناس وخدمة وطني.
• أخيراً، ما مواهبك الأخرى؟
أحب رياضة السباحة وأمارسها بشكل دائم، وأعشق الرسم وأقضي جُلّ أوقات فراغي في رسم الأشياء منذ أن تعلمت كيفيّة إمساك القلم، ولكني أقضي معظم أوقاتي بين الدراسة ورياضة «الشطرنج».
إنجازات
ذهبية «بطولة آسيا الغربية للشطرنج الكلاسيكي، فئة ثمانية أعوام»، عام 2016.
ذهبية «بطولة الإمارات لفرق الشطرنج، فئة 10 أعوام»، عام 2017.
ذهبية «بطولة العالم للشطرنج، فئة ثمانية أعوام»، عام 2017
ذهبية «بطولة العالم للمدارس، فئة تسعة أعوام» عام 2018