يرى معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغيّر المناخي والبيئة، أن المرأة تلعب دوراً مهماً في الحفاظ على بيئة متجددة مستدامة، من خلال دورها كأم وزوجة ومسؤولة، داعياً إلى تكاتف المؤسسات الحكومية المختصة مع المدارس والمنازل، في سبيل توفير بيئة نظيفة خالية من الملوثات.
ويؤكد الزيودي في حواره مع «زهرة الخليج»، بمناسبة انعقاد «أسبوع أبوظبي للاستدامة» في دورته السادسة، أن دولة الإمارات تسابق الزمن وتقود العالم في مجال الطاقة المتجددة، مُشيداً باستضافة العاصمة أبوظبي لهذا الحدث العالمي، الذي نجح في ترسيخ مبادئ الاستدامة ليس في دولة الإمارات فقط، بل في المنطقة العربية والعالم.
دعم ابتكارات الشباب
عن جديد «أسبوع أبوظبي للاستدامة» هذا العام، أوضح الزيودي أن (جائزة زايد للطاقة) تحولت إلى (جائزة زايد للاستدامة)، ترسيخاً للمبادئ والأساسيات التي وضع لبنتها الأولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيّب الله ثراه)، فضلاً عن وجود مُلتقى خاص للمستثمرين في القطاع المستدام، وشارك في الدورة السادسة 200 خبير في الطاقة المتجددة، و120 وزيراً من 180 دولة.
ويشير الزيودي إلى أن ملتقى تبادل الابتكارات في مجال المناخ «كليكس» يهدف إلى جمع أفكار الشباب وروّاد الأعمال في الابتكارات التي تخص الزراعة وجودة الهواء والنقل النظيف، والفضاء والطاقة والغذاء، حيث تم استقطاب ما يقارب 811 مشروعاً عالمياً هذا العام، واختيار 48 مشروعاً من بينها، سيتم عرضها على المستثمرين الذين سيقومون بدورهم بتبنّي هذه الأفكار ورعايتها حتى ترى النور.
ويُضيف معاليه: «العام الماضي تم تبنّي أكثر من مشروع باستثمارات مُعلنة، قيمتها 45 مليون دولار لمدة ثلاث سنوات، ونتوقع هذا العام أن يصل حجم الاستثمارات إلى 20 مليون دولار سنوياً لدعم مشاريع وابتكارات الشباب، وهذا هو الهدف الرئيسي من أسبوع أبوظبي للاستدامة».
وكشف الزيودي عن مشاركة تسعة مبتكرين إماراتيين هذا العام يعرضون ابتكاراتهم للمستثمرين، مُشيراً إلى أن الشباب لديهم فرصة عظيمة قدمتها لهم الدولة وعليهم استثمارها، وأن يكونوا على قدر المسؤولية في الحفاظ على الموارد والإسهام في تميّز دولة الإمارات ورفعتها في شتّى المجالات، خاصة مجال البيئة الخضراء المستدامة، مع محاولة الابتكار والإبداع في هذا المجال حتى ننافس العالم، لا سيما أن دولة الإمارات الآن تسابق الزمن وتقود العالم في مجال الطاقة المستدامة. ويضيف معاليه: «علينا جميعاً أن نعي أن الحكومة بمفردها لا يمكن أن تقوم بكل الأدوار للحفاظ على بيئة مستدامة، ولا بد أن يكون للشباب والقطاع الخاص أيضاً دور فعال في هذا الشأن».
تحليل البيانات
من الإضافات التي يشهدها «أسبوع أبوظبي للاستدامة» أيضاً، كمحور أساسي هذا العام موضوع «الرقمنة»، وفي هذا الشأن يوضح الزيودي أن الاستخدام المتزايد للبيانات الضخمة والتعلم الآلي واستخدام الإنترنت في شتّى نواحي الحياة، ساعد على تقارب القطاعات المختلفة، مُعتبراً أن هناك الكثير من المعلومات في مجال الماء والكهرباء وأنظمة النقل ووظائف المناخ، ستساعد «الرقمنة» و«تحليل البيانات» على اتخاذ قرارات صائبة حول الاستدامة وتميّزها، شارحاً: «التكنولوجيا تُسخّر من أجل خير البشرية وخدمتها، وتحقيق أهداف الأمم المتحدة في مجال التنمية المستدامة، وللمرة الأولى في إمارة أبوظبي، يشهد «أسبوع أبوظبي للاستدامة» كيف يمكن توظيف البيانات، ودراسة التأثيرات المحلية والعالمية على أهم المشاريع، خاصة في مجال الاستدامة، وأهم التحديات المستقبلية التي سوف تواجهها وتوضيح الخسائر والمكاسب، لإيجاد أفضل الحلول في مجال الاستدامة».
طاقة الرياح
وحول الدور الذي تلعبه فعاليات «أسبوع أبوظبي للاستدامة» في تطبيق مشاريع التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة، يؤكد الزيودي نجاح الحدث في تطبيق مشاريع طاقة الرياح العائمة، كاشفاً عن وجود دراسات وأبحاث تتم حول كيفية الاستفادة من ماء المحيطات والبحار.
وقال معاليه، إنّ «أسبوع أبوظبي للاستدامة» نجح في إضافة دروس عدة إلى المناهج الدراسية حول البيئة وكيفية الحفاظ عليها وغير ذلك من أمور الاستدامة، مُشيراً إلى أن العمل لا يزال مستمراً مع وزارة التربية والتعليم من أجل توعية الطلاب وإرشادهم حول الاهتمام بالبيئة، لأنهم نواة المجتمع، مُضيفاً: «لا بد من تكاتف المنزل مع المدرسة والمؤسسات المختصة في توعية الطلاب، وتوجيههم لحماية البيئة وعدم إهدار مصادرها، والحفاظ على بيئة خضراء خالية من الملوثات».
دور المرأة
أما عن دور المرأة في مجال الاستدامة، فيقول د.الزيودي: «المرأة تلعب دوراً مهماً في الحفاظ على بيئة متجددة مستدامة، لا سيما أن تغيير السلوكيات الخاصة بالحفاظ على بيئة نظيفة يبدأ من المنزل، ويتم ذلك من خلال المرأة المربية والنموذج الذي يَحتذي به جميع أفراد الأسرة، إضافة إلى أن المرأة تشغل الكثير من المناصب القيادية في مجال البيئة واستدامتها». ويختتم معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي بالقول: «علينا أيضاً الاهتمام بتوعية المرأة حول كيفية الحفاظ على بيئة مستدامة، وعدم هدر مصادر الطاقة أو الماء حتى تستطيع أن تكون قدوة لأبنائها، وعلى جميع أفراد المجتمع مساعدة المرأة أيضاً للوصول إلى هذا الهدف، فتكاتُف المؤسسات الحكومية المختصة مع المدرسة والمنزل، من الأشياء الضرورية التي تُسهم في خلق بيئة نظيفة خالية من الملوثات».
الطفرة التكنولوجية
عن تخوّف البعض من قضاء الطفرة التكنولوجية، وخاصة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، على الوظائف عن طريق إحلال «الروبوتات» محل البشر، يؤكد د.ثاني الزيودي أن الآلات التي ستحل محل العمالة في العديد من الوظائف، سوف تفتح المجال في الوقت نفسه لتوفير وظائف جديدة لم تكن موجودة من قبل، خاصة في مجالات الطاقة النظيفة وتحليل البيانات، وسوف يحتل الفضاء مكانةً كبيرة في المستقبل، ناصحاً الشباب بالتركيز على دراسة متطلبات السوق ومعرفة توجّه الحكومات والعالم، إذ إن ذلك سيُساعدهم كثيراً على اختيار التخصص المناسب لهم، خاصة في المرحلة الجامعية أو ما بعدها.