تستوحي مهندسة التصميم الداخلي السعودية أرجوان الشريف أفكارها من كل شيء حولها أو تقع عليه عيناها، شغفها الأول هو التصميم. فأرجوان التي تخرجت بـ«مرتبة شرف أولى» في (جامعة دار الحكمة) في جدة بالمملكة العربية السعودية، وتحمل درجة البكالوريوس في التصميم الداخلي، انتقلت إلى مدينة سان فرانسيسكو في أميركا لدراسة «الماجستير» لاحقاً. وتقول: «وجودي في أميركا كان نقطة انتقالية في حياتي، وخاصة مهنيّاً. درست على يد مصممين وتعاونت مع مُبدعين لهم تأثير كبير في لمستي الفنية اليوم. بعد التخرج انتقلت إلى الإمارات، وتحديداً مدينة دبي للعمل في شركات عالمية، وأنا ممتنّة لكل الفرص التي أتاحتها لي دولة الإمارات».
هواة الرسم والفن
تقول الشريف: «أعمل في مجال التصميم الداخلي منذ ثماني سنوات، اخترت دراسة التصميم في الجامعة لأنني كنت من هواة الرسم والفن. ولكن بعد أول سنة من دراستي للتصميم، اتضح لي أن هذا المجال أعمق بكثير من ألوان دهان واختيار أقمشة للستائر، إنما هو علم دراسة هندسة مساحات، وهندسة العوامل البشرية والاجتماعية. التصميم الناجح يجب أن يؤدي وظيفة قبل أن يكون شيئاً جمالياً، وهذا سرّ أغلب المشاريع الناجحة عالمياً، لأن المعنى الدقيق لكلمة تصميم أو design هو إيجاد حلول عملية لمشكلة حاضره. نحن نقضي 80% من حياتنا اليومية داخل مبانٍ، فمن الأحرى أن تكون مرُيحة، عملية وجميلة، وأن يكون لي يد في جعل ذلك ممكناً هو سبب حُبي لمجالي».
تحدٍّ جديد
وعن الصعوبات التي تواجهها، تؤكد الشريف أن كل مشروع جديد هو تحدٍّ جديد، مشيرةً إلى أن المصمم الناجح يسعى إلى ابتكار ما هو أفضل وأحدث وأغرَب. موضحةً أن أكبر تحدٍّ في مشاريعها يتمثل في إقناع العميل بالمجازفة بما هو خارج عن المألوف، سواءً أكان في التقسيم الهندسي للمساحات أم اختيار خامات جديدة ومبتكرة.
وعن أهم مشروع عملت عليه تكشف الشريف: «فكرة المشروع «لاونج للطيران» كانت مبتكرة ومستوحاة من الطبيعة. هذا المشروع كان صغير المساحة لكنه جريء وفيه حرفة عالية في التنفيذ. صمّمنا المساحة وكأنها حديقة خارجية وداخلها أقفاص خشبية تُحدد مساحات الجلوس. هذا تغيير جذري لفكرة الرفاهية في الابتعاد عن المذهّب واللامع، والتركيز على مبدأ الطبيعة والاتّزان».
خامات جديدة
وعن الخامات التي تفضل العمل عليها من خلال تصميم المساحات، تقول الشريف: «أنا دائماً حريصة على الاطّلاع واستكشاف ما هو جديد في عالم التصميم. فمجال التصميم كدُور الأزياء كل موسم يحمل خامات ومواد جديدة. ولكن من أحب المواد لديّ الخشب الطبيعي، فهو متنوع، صادق، يعيش فترة طويلة، ويزداد جمالاً بالعمر، ويعطي دفئاً لأي مساحة، خاصة المنازل».وتضيف: «أستوحي أفكاري في التصميم من كل شيء حولي، من الطبيعة، من المباني التاريخية ومن حكايات المستقبل. أحب الألوان وأجازف بالنقوش والمجسّمات الهندسية، فأنا من عشاق السفر، وكل بلدة أزورها تُلهمني بشكل أو بآخر. ومن أحَبّ المدن إلى قلبي في أميركا سان فرانسيسكو، وفي أوروبا باريس، وجَدّة في العالم العربي».
ملتقى الحضارات
ترى الشريف أن مدينة دبي، التي تعيش فيها، وهي موقع عملها الأساسي، أثبتت للجميع أنها تنافس المستوى العالمي للتصميم. فهي ملتقى الحضارات وفيها سكان من جميع أنحاء العالم، هي عالمية بكل معنى الكلمة. وعن العمل فيها كمصممة، تقول: «كل من حولي، سواءً عملائي أم زملاء في العمل يأتون بخبرات من أنحاء العالم كافة، وهذا الشيء مُلهم جداً، وحُبّي العمل في دبي نابعٌ من كونها «همزة وصل» بين التصميم في العالمين العربي والغربي. مع كل ذلك لا أزال أحرص على العمل على مشاريع في المملكة، وأشعر بالفخر بأني كنت أعمل في شركة عالمية وعملائي من السعودية. أعتقد أن العمل في جدة وتحديداً في السنوات الخمس الأخيرة، أصبح على مستوى عالمي شبيه بالعمل في دبي، واليوم المملكة تمر بتغيير جذري وتطور كلنا نفخر به».
لا فرق بين الجنسين
ترى المصممة ارجوان الشريف أنه لا فرق بين الرجل والمرأة، خاصة في مجال التصميم الداخلي. مُشيرةً إلى أنها تدربت وتعاونت في العمل مع الجنسين وكل فرد يتميز بمواصفات فريدة، بغض النظر عن كونه رجلاً أو امرأة.
ومن خلال خبرتها مع العميل المثالي تؤكد أنه من يثق بقدراتها الفنية والتقنية، ولا يخاف أن يجازف ويخرج عما هو في نطاق المألوف في تصميم مشروعه.