من المعروف أن الشتاء هو الوقت من العام الذي يكون فيه الناس أكثر عرضة للاكتئاب، ويعود ذلك جزئياً إلى البرودة والأجواء المعتمة، ولكن أيضاً لأن الأشخاص يميلون إلى التقليل من الخروج من المنزل، كما تنخفض الأنشطة الإجتماعية والبدنية على حد سواء.
ومنذ زمن بعيد، ارتبط الاكتئاب بالنشاط البدني، ولكن طبيعة هذا الارتباط، حتى الآن، تركت سؤالاً واحداً مطروحاً: هل يمكن أن تقلل ممارسة الرياضة خطر الإصابة بالاكتئاب في المقام الأول؟
وتوصلت الآن دراسة جديدة أجراها باحثون في مستشفى ماساتشوستس العام إلى إجابة على هذا السؤال، إذ تقول رئيسة فريق الباحثين كارمل تشوي :"باستخدام البيانات الوراثية، وجدنا أدلة على أن المستويات الأعلى من النشاط البدني قد تقلل بشكل عارض من خطر الإصابة بالاكتئاب".
ويعني هذا أن المرء إذا مارس الرياضة بانتظام ، فإنه يقلل بفاعلية من خطر إصابته بالاكتئاب، ويستند هذا البحث إلى مجموعات بيانات من دراسات للارتباط على مستوى العوامل الوراثية بشأن النشاط البدني والاكتئاب.
وكانت هناك مجموعتان للبيانات حول النشاط البدني، إحداهما قام فيها المشاركون بالتسجيل الذاتي لمستويات ممارستهم للرياضة، وأخرى جمعت فيها البيانات من جهاز استشعار لرصد الحركة.
وأظهرت البيانات من جهاز استشعار رصد الحركة أن النشاط البدني قد منع الاكتئاب، لكن مجموعة البيانات التي تم تسجيلها ذاتياً لم تجد هذه العلاقة.
ووجدت الدراسة أن هذا ربما كان لأن الأشخاص لم يسجلوا أشكالاً معينة من النشاط البدني في تقاريرهم، مثل المشي إلى العمل، أو تنظيف المنزل.
ومع ذلك ، فإن أي شكل من أشكال النشاط البدني يمكن أن يساعد في منع الاكتئاب، وفقا للدراسة وتضيف أن الباحثين يتطلعون الآن إلى مقدار فوائد الرياضة لمختلف الأشخاص، والطرق التي يمكن أن تساعد بها هذه المعلومات في تعزيز النشاط البدني بشكل عام.
من المحتمل أن يحتاج الأشخاص الذين لديهم استعداد جيني للاكتئاب إلى اتباع نهج مختلف في ممارسة التمارين الرياضية مقارنة بالأشخاص الذين يمرون بمواقف تتسم بالضغط النفسي تسببت في الاكتئاب.