نسمع عن أمور خارقة، وعن طرائف غريبة، نتناقلها ونحن نقول ما السرّ، وكيف استطاع هذا الطفل أن يعيش؟. طفل ولد بلا دماغ، لكنه عاش بعد أن حيّر الأطباء، بتلك المعادلة التي لايمكن تصورها.

لاشك فإن  هناك، حالات طبية ميئوس منها، قد تترك للقدر، أو للسؤال عن السر، وربما قول يا سبحان الله،  حالات تجعل أصحابها يدافعون عن الحياة من أجل البقاء. ولكن ماذا لوكانت بعض الحالات أقرب إلى المعجزة، وهنا نورد لكم حكاية طفل تعتبر حالته المرضية نادرة، وميئوس منها، ورغم ذلك عاش.

"نوح وول"  ولد بدون دماغ، تلك الحالة الغريبة التي عرفها والده حين كان برحم امه، يومها خيّم اليأس على "شيلي وول، وروب"، والداه البريطانيين، فالحالة التي أخبرهما عنها الطبيب وضعتهم بحالة ذهول وخوف، بعد أن أجرت الأم فحص الحمل المعتاد في الأسبوع العشرين للحمل.

ونظراً للأمراض المعقدة التي يعاني منها الجنين،  عرض الأطباء على والديه  فكرة الإجهاض، مرات عديدة، لكن الزوجان أصرا على متابعة مشوار الحمل ،وعرف الوالدن أن صحة الجنين، أو الطفل المنتظر تهدد حياته كونه يعاني من  "شلل الحبل الشوكي"، إلى جانب  استقساء الرأس، وهو حالة معقدة جداً تؤدي إلى امتلاء الجمجمة بالسوائل وتضخم حجم الرأس، وبالتأكيد فإن اليأس من الحياة جاء طبيعياً حسب توقعات الأطباء، هل سيعيش أم لا؟

 

لحظة ولادة نوح قرر الأطباء أن يقوموا بتدليك في جمجمة نوح لتصريف السوائل الزائدة لأن ذلك قد يساعد في تخفيف الضغط على أنسجة دماغه، وشعرت العائلة بالدمار عندما كشف الأطباء أن الصبي كان يملك 2 في المئة فقط من المادة الدماغية في جمجمته.

نوح كان يستطيع تناول الشراب، بسبب جذع دماغه السليم، ولكن ورغم ذلك فقد تحولت رحلة حياته إلى تجارب وبحوث طبية، كونه عينة نادرة للأطباء، الذين كانوا يراقبون نمو الصبي. وعندما بلغ نوح ثلاثة سنوات حصل ما لم يكن في حسبان العلم والأطباء، وكانت المفاجأة عندما اكتشف الأطباء أن 80 في المئة من المادة الدماغية قد تم ترميمها لدى الطفل.

ويعتقد الأطباء أن التحويلة التي أدخلوها في دماغ الصبي لاستنزاف السائل القحفي ربما تكون قد مكنت خلايا الدماغ من التكاثر. ولكن وفقاً للميكانيكا البيولوجية، فإنه لم يتم اكتشاف الطريقة التي يمكن أن تتكاثر بها الخلايا الدماغية، وتعتبر هذه الحالة معجزة طبية.

 وعلى مر السنين استطاع الصبي المعجزة أن يتغلب على الصعوبات التي يعاني منها، واكتساب الكثير من الأشياء، فتعلم كيف يكتب اسمه وكيف يتحدث أمام حشد كبير من الأشخاص دون أي خوف، والكثير من الأشياء الأخرى.

وباختصار هذا الصبي هو معجزة مطلقة.