هل أنت رائعة في العمل، لكن لا أحد يقدر ذلك؟
إذا كنت تبذلين قصارى جهدك في العمل، ولكنك تشعرين بأنك لست محل تقدير، فالسبب الأساسي قد يكون أحد هذه الأمور الثلاثة:
(أنت لا تقومين بعملك على نحو جيد.. مناخ العمل سيئ.. من حولك لا يعرفون ما تفعلينه).
لنفترض أنك تبذلين جهداً كبيراً، ومناخ عملك جيد، ولكن من حولك في بيئة العمل لا يعرفون ما تقومين به، لأنك لا تعلنين عن إنجازاتك، وهذا خلل في تركيبة المرأة يجعلها تفترض أنها إذا كانت تقوم بعملها على نحو جيد، فإن مديرها وزملاءها سيكونون على علم بذلك، والمشكلة تكمن في أن هؤلاء في الغالب يكونون منشغلين بالقلق على إنجازاتهم الشخصية، وهنا عليك أن تنهضي وتجذبي انتباههم وتتفاخري بإنجازك. مهلاً التفاخر هنا لا يكون تفاخراً بالنفس، وإنما بالإنجاز، والطريقة تتمثل في أن تكوني طيبة تجاه الآخرين بحيث لا يمكنهم سوى مدحك في حضورك وغيابك.
قرارات
ليكن لديك علم بأن أغلبية القرارات التي تؤثر في مستقبلك المهني تحدث خلف الأبواب المغلقة وأثناء عدم وجودك. وهذا يعني أنه عندما يحين موعد ترقية ما في عملك، أو منصب جديد، أو تقييم لأشخاص سيتم إيفادهم لمؤتمرات، أو لاختيار أفضل مرشح لمنصب شاغر، فهناك فرصة كبيرة لاختيارك، حين يجلس فريق المسؤولين حول الطاولة ويقارنون بين مميزات وعيوب من سيحصل على الوظيفة، والسؤال الآن هو: ماذا سيحدث عندما يذكر اسمك؟ إذا كان الأشخاص الذين يعملون معك بشكل مباشر يعتقدون أنك جيدة، لكن لا أحد في الإدارة يعرف بوجودك، فهذه مشكلة كبيرة. ولذلك أنت في حاجة إلى العمل بحماس على تحويل الزملاء إلى أنصار يؤيدونك في الأمور المهمة عندما يحين وقتها مراراً وتكراراً.
مهمتك هي محاولة الحصول على أكبر عدد ممكن من الداعمين لحياتك المهنية، وهنا من الضروري أن تكوني نموذجاً للقائد الموجه للآخرين، لأنه عندما يحترمك زملاؤك ويثقون بك، سيصبحون أكثر استعداداً لدعمك خلف الأبواب المغلقة.
شبكة علاقات
من هذا المنطلق لا يمكنك العمل مع كل من في الشركة بشكل مباشر، ولذلك أنت في حاجة إلى السيطرة على الوضع بشكل أكبر والعمل بفاعلية على جذب الانتباه لك في المواقع المهمة. وهذا يعني ضرورة وضع خطة لاختيار الأشخاص الذين يجب أن تعرفيهم (والذين يجب أن يعرفوك) وإيجاد طرق للفت انتباههم، وهناك أساليب كثيرة لذلك، وبغض النظر عن هذه الأساليب لا تجلسي فحسب - على أمل - أن يلاحظ أحد ما عملك من تلقاء نفسه، لأنك سوف تضيعين وسط الزحام.
لو رجعت قليلاً إلى بداية حياتك العملية وفكرت بتغيير بعض الأمور، فسيكون أول هذه الأمور تكوين شبكة علاقات، ربما تعتقدين أن الأداء المذهل والنتائج الباهرة يؤديان إلى النجاح المهني، وأنك إذا عملت بجد واجتهاد وحققت نتائج فسيعرفونك تلقائياً ويرشحونك لفرص أقوى كترقية، أو منصب جديد، نعم هذا جيد، ولكنك مع مرور الوقت ستعلمين أن النجاح أكثر من الجهد والعمل بشكل رائع، بل هو أيضاً بسط النفوذ من خلال الخبرة المكتسبة، ومن خلال معرفة الآخرين، وتكوين شبكة علاقات قوية من المعارف داخلياً وخارجياً.
التطور المهني
حتى تصلي للتطور المهني، عليك أن تنتبهي إلى:
1 - ضعي أهدافك، اكتبي أهدافاً قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، في إطار زمني معين.
2 - أوجدي مثلاً أعلى لك. أوجدي لنفسك شخصية تحبينها، لتكون مثلك الأعلى، اطلعي على تجربتها، وكيف تمكنت هذه الشخصية من تخطي الأزمات والمعوقات، واستفيدي من ذلك في حياتك العملية.
3 - اشتركي في دورات تدريبية في مجال عملك، مهما بلغت من درجة عالية في التعليم الأكاديمي، فأنت بحاجة إلى الاطلاع يومياً على الجديد، والخضوع لدورات تدريبية، فهذا يجعلك على تماس بكل جديد في إطار عملك، ويميزك عن الآخرين.
4 - طوري مهارات التواصل لديك، في العصر الحالي أصبح العمل الجماعي أمراً مفروغاً منه، والعمل ضمن فريق، لغة لا يستطيع المضي فيها إلا من فهم وطبق مهارات التواصل والحوار المشترك، وتقريب وجهات النظر، والعمل على المشتركات والبعد عن الاختلافات.
5 - لا تستمري في عملك إن كان لا يمنحك التطوير. ابحثي عن عمل جديد تحبينه، لتبدعي وتتطوري فيه.
6 - افصلي بين حياتك الخاصة وعملك، ولا تجعلي أحدهما يؤثر في الآخر.
7 - اعتني بمظهرك الخارجي، فهو عنوانك في العمل، وفي كل مكان.
8 - اجلسي مع كبار الأخصائيين والخبراء واستفيدي من علمهم، فهذا يوفر عليك الكثير من الجهد والوقت.