نساء كثيرات يتقدم بهنّ العمر وهن يحاولن الحمل والإنجاب، وكثيرات ينتابهن الخوف من أن يمضي الوقت ويُصبح العمر وراءهنّ، وتحقيق الحلم مستحيلاً، وأن يواجهن براثن السرطان ولم يُنجبن بعد. فهل يفقدن الأمل؟ وهل يقلن لمشاعر الأمومة وداعاً أم يفكرن في حلول تُطيل الحلم؟.. تجميد البويضات حل أمامهن.
كلنا نعلم أنه مع تقدم المرأة في العمر يزداد احتمال حدوث تشوهات صبغية، خطر الإجهاض، عيوب خلقية، واضطرابات تجعل من الحمل أكثر صعوبة، لذا يجد البعض أن تجميد البويضات وسيلة فاعلة لوقف الساعة البيولوجية، وتوسيع الخيارات الإنجابية المتأخرة، والحفاظ على البويضات الجيدة الفتيّة. إذاً، هو خيار جذاب ويُجدّد الأمل.
فترة الصلاحية
تستعيد المرأة حين تريد البويضات المتجمدة بالطريقة نفسها التي تخضع لها، حين تُحقن بالهرمونات مثل «الإخصاب الاصطناعي»، بعد أن تتم إذابتها وتخصيبها ونقلها إلى الرحم كأجنّة. ويستغرق الأمر نحو ثلاثة أسابيع لاستكمال دورة تجميد البويضات، وهذه المرحلة تتضمن أسبوعاً إلى أسبوعين من تناول حبوب منع الحمل لإيقاف الهرمونات الطبيعية مؤقتاً، ثم أخذ حقن الهرمونات نحو 10 أيام لتنشيط المبيضين ونضج بويضات عدة، حينها تتم إزالتها بإبرة توضع في المهبل تحت توجيه الموجات فوق الصوتية، ويتم هذا الإجراء تحت التخدير الوريدي وهو غير مؤلم. ثم يُصار إلى تجميد البويضات على الفور. وفي حال كانت المرأة على استعداد لمحاولة الحمل فوراً أو حتى بعد سنوات، يُصار إلى إذابة البويضات وحقنها مع حيوان منوي واحد، لتحقيق الإخصاب ونقله إلى الرحم كجنين.
تُستخدم عادة حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر من أجل تجميد البويضات، وكل الدراسات بيّنت حتى اللحظة أن جودة البويضات لا تتأثر حتى ولو خُزنت مدة تجاوزت الـ10 سنوات.
10 بويضات
لكن كم يفترض أن يكون عدد البويضات المخزنة ليتحقق الحمل؟
أثبتت الدراسات أن مُعدل ذوبان البويضات البالغة يصل إلى 75%، مما يعني أن معدلات التخصيب تصل إلى 75% عند النساء اللواتي لم يتجاوزن سن الـ38، بالتالي إذا جرى تجميد 10 بويضات، يُتوقع البقاء لسبع منها عند ذوبان الجليد، ويُصار إلى نقل ثلاثة إلى أربعة أجنّة إلى امرأة في سن الـ38. لذلك يوصى بتخزين 10 بويضات لكل محاولة حمل.
مُعدلات الحمل من البويضات المجمّدة تتغير وفق عمر المرأة، ففي حال تجاوزت سنها الـ38 عند التجميد، تتراجع هذه المعدلات من دون أن تلغيها، حيث تحقق حمل نساء كنّ في سن الـ40 وما فوق عند القيام بتجميد البويضات.
تخشى نساء كثيرات تأثير الهرمونات في أجسادهن ونفسياتهن. وكل الإجابات تشير إلى أنها تسبب فعلاً تغيرات مزاجية وربما انتفاخاً في البطن، لكنه لا يزيد على ذاك الانتفاخ الذي يسبّبه تناول المرأة فطائر في الأعياد، وتُسهم الهرمونات أيضاً في تضخّم المبيض قليلاً من أجل خلق مساحة لاستيعاب الحويصلات المتعددة المتوسعة، وكل منها تحتوي على بويضات ناضجة. على كل حال، يهم أن تعرفن أن حقن الهرمون يبدأ في اليوم الثاني أو الثالث من الدورة الشهرية.
أنواع من الهرمونات
هناك ثلاثة أنواع من الهرمونات تُستخدم في هذا الإجراء، أولها الهرمون الذي ينبّه الجريب «إف.إس.إتش»، الذي يساعد المبيضين على العمل ساعات إضافية لإنتاج مُتعدد. ويبدأ بتناول هذا الهرمون في اليوم الأول أو الثاني من دورة تجميد البويضات، ويُصار إلى حقنه مرة أو مرتين يومياً لمدة ثمانية إلى 11 يوماً. أما الهرمون الثاني فيُعرف بالمضاد، لأنه بدل أن يساعد على تحفيز المبيضين يُمنع من الإباضة المبكرة، ويُصار إلى حقن هذا الهرمون مرة واحدة يومياً بدءاً من منتصف الدورة. أما الهرمون الثالث فيُعرف باسم Trigger، ويتم حقنه قبل 36 ساعة من «الاسترجاع»، مع تحضير الجسم لتحرير البويضات في الوقت المناسب.
التوقيت هو كل شيء في مثل هذا النوع من العمليات. وكل الإجراءات والأدوية التي تُعطى، هي من أجل التأكد أن الجسم أصبح جاهزاً لأي خطوة ناجحة في هذا الإطار.. فالوقت قيّم جداً.
5 معلومات
• إجراء تحفيز المبيض وتجميد البويضات ليس خطيراً، والآثار إذا نتجت تكون محدودة.
• خطر العيوب الخلقية، التشوهات الصبغية، مضاعفات الحمل عند استخدام البويضات، أو الأجنة المجمدة، لا تزيد على نسبتها في الحمل الطبيعي.
• يتم حقن الهرمون في الأنسجة الدهنية بإبَر رقيقة، بالتالي هذا الإجراء غير مؤلم أيضاً.
• إجراء سحب البويضات لا يستغرق أكثر من 15 دقيقة، ولا يتطلب سوى تخدير خفيف.
• البويضات التي تُجمّد في سن الـ35 وتتم إزالة الثلج عنها، تكون نسبة نجاح الحمل فيها مُعادلة لنسبة الحمل ببويضات طازجة تُزرع في رحم امرأة في سن الـ40، بالتالي نجاح الخصوبة لا يتوقف على عمر المرأة عند التخصيب، بل على عمر البويضة حين جُمّدت.