د. كلير القاعي
«أسيد الهيالورونيك» أو حمض «الهيالورونيك»، هو المادة الأساسية التي تدخل في تركيب المواد المالئة (الفيلر) المستخدمة في مجال التجميل. يستخدم لحقن البشرة وكمادة رئيسية تدخل في تركيب العديد من الكريمات المهمة لعلاج البشرة وتدعيمها، وعلاج منطقتي حول العينين. تكون مادة «أسيد الهيالورونيك» موجودة في الجسم بشكل طبيعي وخصوصاً في طبقات الجلد، وهي عبارة عن جل وهدفها الأساسي هو امتصاص الماء من الأنسجة المحيطة، لإعطاء الليونة والمرونة والترطيب للبشرة وتدعيم «الكولاجين» والمحافظة عليه. ومن المعروف أن هذه المادة تقلّ كلما تقدم الإنسان في العمر، لذلك هي موجودة بكميات كبيرة عند الأطفال وهي وراء نضارة بشراتهم وحيويتها ومرونتها. كما أن هذه المادة موجودة في المفاصل والعظام ولها دور في حركتهما، ويعود تراجعها إلى نشاط أنزيم يسمى «الهيالورونيداز» الذي يفكك هذه المادة ويضعفها مع التقدم في السن.
وعندما يدخل «أسيد الهيالورونيك» في تركيب المواد المالئة، يتم ذلك بنسب مركّزة مختلفة، من الضعيفة إلى العالية جداً، ويختلف استخدام كل نوع منها بحسب المنطقة المراد حقنها، وتحضر بطرق يمكن أن تكون فيها الجزيئات مترابطة مع بعضها بقوة أو ضعيفة الترابط. فمثلاً نختار في منطقة العين «الفيلر» من «أسيد الهيالورونيك» بنسبة مركزة خفيفة، وكذلك في منطقة الشفاه تكون المادة طرية ولينة أكثر من بقية المناطق، في حين أننا عند استخدام «الفيلر» لشد البشرة أو لإعطاء ملامح تحديد للخدود أو للفك، نختار المادة المالئة المتماسكة أكثر والأقل مرونة. ويشار إلى نوع آخر يستخدم لترطيب البشرة، هي مادة مالئة خفيفة الجزيئات، توزع في كامل الوجه والرقبة وحتى منطقة الصدر واليدين، تمتص الماء وتعطي النضارة وتخفي الخطوط الرقيقة في البشرة.
باختصار، تعيد المواد المالئة «أسيد الهيالورونيك»، نضارة وحيوية البشرة وتشدها وتصحح علامات التقدم في العمر، ويعتبر استخدامها آمناً ولا مضار له ولا مضاعفات جانبية. ويمكن استخدام هذه المادة في عمر مبكر، شرط استخدام «الفيلر» الخفيف بهدف النضارة، في حين يستخدم «الفيلر» الأقوى للأعمار المتقدمة، إلا في بعض الحالات التي تستلزم استخدامه في سن مبكرة، بسبب وجود تراجع في الذقن أو الفك أو ضعف في منطقة تحت العين.
نصيحة
يجب دائماً مراجعة الطبيب المتخصص لأخذ الاستشارة الطبية المناسبة لعمر المريض ووضعه، والانتباه إلى أن الحفاظ على الشكل الجميل لا يعني المبالغة في استخدام التجميل. ويفضل أن يترافق علاج البشرة بـ«أسيد الهيالورونيك» مع استخدام كريمات العناية المناسبة مع طبيعة البشرة، وفي حال جفافها الشديد، تستخدم الكريمات التي تحتوي على حمض «أسيد الهيالورونيك» أيضاً.