تُعدّ حقيبة يد المرأة قطعة صغيرة من حياتها، تخزن فيها الأشياء التي تحتاج إليها في أي لحظة.. من الخارج، تدل الحقيبة على أسلوب من تحملها، وقد تعطي فكرة عن المكان الذي ستتوجه إليه. على مدى الـ100عام الماضية، تغيرت اتجاهات الأزياء واحتياجات النساء، لكن ما بقي على حاله هو أنهن يهتممن بنوع حقيبة اليد والطريقة التي يحملنها بها.
يمكننا معرفة الكثير عن امرأة ما انطلاقاً من محتويات حقيبته. فحقائب اليد تُعتبر نوافذ إلى الروح، وهذا هو السبب في أننا عدنا (100 عام) إلى الوراء، لنغوص في رحلة تطور موضة حقيبة اليد. تبدأ رحلتنا عبر «كلاتشات» الساتان، والحقائب الكبرى المرصعة بالجواهر، والخوص المنسوج، حتى نصل أخيراً إلى حقيبة اليد الجلدية المتضخمة في عصرنا الحديث.
بدأت هذه الحقبة مع محفظة أو «كلاتش» الكروشيه الرقيقة، وكانت عبارة عن مشبك وسلسلة من الصلب. وعلى الرغم من صغر حجمها، إلا أنها قادرة على حمل مروحة يد، ومنديل، ومرآة صغيرة، ومشط صغير، وحامل قصدير. لم تكن حقائب اليد مألوفة في ذلك العصر، ولكن في بعض الأحيان كانت النساء تستخدم حقائب صغيرة زخرفية حساسة مع حزام رقيق يعلق من المعصم. ولأن النساء لم يكنّ يحملن سوى القليل من النقود، وكان لديهن القليل من المكياج في نهاية القرن، لم يتم العثور على هذه الأشياء في حقائب السيدات خلال هذا العقد.
جلبت العشرينات معها تصاميم صغيرة وجميلة مُطرزة بمشبك أو مزيّنة بكرات صوفية صغيرة، متصلة بالحقيبة pom-poms لتتناسب مع فساتين الـFlapper الراقصة. وتميزت الحقائب الأخرى في هذا العقد بأنماط زهرية مطرزة، وبالجلود المزخرفة أو المنحوتة للاستخدام اليومي، وبتعشيق معدني مع تصاميم «آرت ديكو».
1930s
بحلول الثلاثينات من القرن العشرين، اتخذت حقائب اليد أشكالاً مختلفة، وأصبحت حقائب الكتف، والحقائب ذات المقبض Clasp، والـ«كلاتشات» كلها من الاكسسوارات العصرية التي يمكن للنساء حملها. ظهرت في هذه الحقبة أيضاً التصاميم المعمارية والتي تتسم بتصميم الحبل المعقد، ومشبك الكهرمان كبير الحجم. وأمْسَت الحقيبة كبيرة بشكل كافٍ لتتسع للنظارات الشمسية وأحمر الشفاه ومشابك الشعر، وحامل السجائر الفضي، والمنديل، إضافةً إلى بعض المال.
1940s
أصبحت حقائب الكتف العملية شائعة للغاية خلال الحرب العالمية الثانية، ولكن بعد انتهاء الحرب، تمكنت النساء من احتضان الموضة مرة أخرى. وأصبحت حقيبة الـ«كلاتش» في أربعينات القرن العشرين أكبر حجماً، وأتت بتصاميم ملونة أنيقة تتناسق مع أزياء النساء. كما أن مادة البلاستيك الحرارية thermoplastics التي تم تطويرها بعد الحرب العالمية الثانية، أضافت مزيداً من اللمعان والبريق والمواد الحديثة والأشكال الهندسية. في أواخر الأربعينات، بدأت الشركات بإطلاق حقائب اليد Lucite، التي اعتبرت من الاكسسوارات المثالية للمتسوقات الثريّات في الخمسينات.
1950s
تُعتبر الخمسينات عقداً رائداً لحقائب اليد، ليس لأن المرأة كانت تستخدمها أكثر من ذي قبل أو لأغراض مختلفة، ولكن لأن المصممين أرادوا أن يكونوا مختلفين. كانت المواد المستخدمة في صناعة الحقائب أكثر تنوعاً مما هي عليه اليوم. في أوائل عام 1950، تم صنع معظم الحقائب من جلد التمساح أو الثعبان. لكن مع تقدم العقد، ذهب بعض مصممي الأزياء إلى حد جعل علب Lucite تعمل كحقائب. لاسيّما أن مادة البلاستيك الحرارية التي تم تطويرها بعد الحرب العالمية الثانية، انتشرت بسرعة.
1960s
خلال الستينات، كانت حقائب اليد مصنوعة من مختلف المواد، وفي الأغلب كانت تتميز بأنماط زهرية وتصاميم خلابة. بحلول عام 1966، أدّى انهيار التسلسل الهرمي الاجتماعي وظهور ثقافة الـ«هيبيز»، إلى ظهور أجيال شابة من النساء اللواتي ارتدين تصاميم باتشوورك (مُرقعة) أو كروشيه، وحقائب مصنوعة من سجاد kilim، والحقائب المزخرفة. وكانت الحقائب آنذاك تُصنع من كل شيء، بدءاً من الجلد إلى جلد الظباء Suede، إلى الألياف الطبيعية مثل القش، وتشمل أيضاً الزخارف الشعبية والزخارف الزهرية والصور.
1970s
في سبعينات القرن الماضي، كانت حقائب الخوص المجدولة شائعة للغاية. برزت أيضاً حقائب الـMacramé وتلك الخشبية المطرزة. ومع بدء النساء في قضاء المزيد من الوقت خارج المنزل ازدادت الحقائب حجماً لاستيعاب احتياجاتهن. هذا وأصبحت الحقائب مملوءة إلى الحافة عندما بدأت النساء بحمل دفاتر الشيكات، وعبوات مستحضرات التجميل ومقلمّات الأظفار وغيرها من اللوازم النسائية الصرف.
1980s
كانت دُور التصميم الكبرى، خلال هذا العقد، تصنع حقائب يد تُعتبر رموزاً لمكانتها، وبات في وسع عاشقات الموسيقى عام 1986 أن يضعن في حقيبة الـ«كلاتش» الجلدية كل ما يلزمهنّ، بدءاً من جهاز Walkman وأشرطة الكاسيت، إلى فيلم الكاميرا والصور الفوتوغرافية.
كانت حقائب «فيرساتشي» في التسعينات بمثابة بدعة سائرة، إذ كانت حقيبة جلد التمساح التي تحمل شعار الذهب الإيطالي الفاخر مرغوبة للغاية. كما أن حقائب الظهر شاعت في هذا العقد، والكثير من التصاميم الصغيرة أو متوسطة الحجم.
2000s
تلاعب المصممون بأشكال ومواد مختلفة لابتكار أنماط فريدة من حقائب اليد في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وكان لدخول التكنولوجيا أثرها، إذ باتت النساء يحملن بانتظام الهواتف الذكية والكاميرات الرقمية وأجهزة iPod للاستماع للموسيقى.
2010s
في العقد الحالي، استمرت الحقائب في اتخاذ أحجام أكبر أكثر من أي وقت مضى. وكلنا يتذكر حقيبة Celine التي كانت حقيبة «It» وراجت بشكل كبير عام 2016، حتى إنها أصبحت مثالاً لكل النسخات المقلدة لها من بعض العلامات التجارية.