تمتلئ ساحات تصميم الأزياء في دولة الإمارات بأسماء عديدة لمصممات إماراتيات لامعات، أثبتن جدارتهن وقدرتهنّ على المنافسة في الصفوف الأولى بين المصممين العالميين، ممّا شكل صورة جديدة لواجهة السوق المحلية للأزياء في الإمارات.
ومع تَعدّد المعارض النسائية التي تُقام على مدار العام، حققت المصممات الإماراتيات الصاعدات قاعدة كبيرة من الزبائن من خلال مشاركتهن في هذه المعارض، حيث أسهمن في لفت ذائقة السيدات اللواتي يفضلن الماركات العالمية إلى التصاميم المحلية التي تجمع بين الاحتشام والعصرية، من حيث التصميم والألوان والأقمشة المستخدمة.
في «حي دبي للتصميم»، الذي يُعتبر أحد أهم المعالم التي تدعم المواهب الإقليمية الناشئة، ومكاناً للعديد من العلامات التجارية الرائدة في العالم، افتتحت مصممة الأزياء الإماراتية يارا بن شكر داراً للأزياء لتبدأ أولى خطواتها نحو العالمية.
التصميم غلب الطب
تقول يارا عن تحصيلها الأكاديمي: «طالما أحببت الفن والإبداع، وهذا ما أقنعني بأن أترك دراسة الطب وأتوجه إلى تصميم الأزياء». وعن بداياتها في التصميم، تقول: «التجربة في البداية كانت صعبة، لكنني حصلت على التشجيع والدعم من الأهل، لقد كانت الصعوبة في عدم تقبّل الجميع مهنة تصميم الأزياء، ولا يزال هذا المجال جديداً على الساحة، إضافة إلى صعوبة تعلم قصّ القماش بالطريقة الصحيحة، وكيفية ترجمة قطعة من القماش إلى تصميم راقٍ وجذاب». وتضيف يارا: «مصممة الأزياء البلجيكية دايان فون فورستنبرغ، التي اشتهرت بفساتينها المبطنة هي أول مصدر إلهام لي، فقد كوّنت دايان إمبراطورية في عالم الأزياء بتصميم واحد فقط، وهو الفستان الملتفّ على الجسم Wrap Dress، والذي لا نزال نلبسه إلى يومنا هذا».
تركيز على الألوان
تحرص يارا عند تصميم أزيائها على أن تكون متجددة وتحمل لمستها الخاصة، وغالباً ما تكون تصاميمها مناسبة لحشمة المرأة الإماراتية وأناقتها، وعلى الرغم من تنوع تصاميمها، إلا أنها تفضل ألا تدخُل مجال تصميم العباءات، وتقول يارا: «لا أميل إلى تصميم العباءات، ولن تجدي في أي مجموعة من تصاميمي سوى قطعة أو قطعتين، أفضّل التركيز على القطع التي تُلبَس تحت العباءة وثياب السفر المريحة والأنيقة، كما أركز كثيراً على الألوان جميعها ولا أفضل لوناً معيناً».
القطع المزدوجة
تحرص يارا على ابتكار التصاميم التي تُلبَس بطرُق عدة، كالسترة المزدوجة مثلاً، وتوضح: «القطع المزدوجة لا تتوافر غالباً، وكانت أول مجموعة لي تعتمد على التصاميم مُتعددة اللبس، وجاءتني هذه الفكرة قبل التخرج، حيث إنني كنت أحاول تصميم سترات للسفر، فصممت أكثر من قطعة تُلبَس على الوجهين، أحدهما سادة والآخر منقوش».
وتضيف يارا أنها عندما تذهب لاختيار الأقمشة لا تضع في ذهنها تصميماً معيناً أو قطعة قماش معينة، بل تستلهم تصاميمها بعد اختيار ما يُعجبها من الأقمشة، وتقول: «تتميز تصاميمي بأنها تميل إلى الطابع الغربي أكثر، وتبرز في مجموعة الربيع والصيف أنوثة الخمسينات، من خلال الفساتين الناعمة وألوان الباستيل الهادئة ونقشات الورد».
بوتيك إلكتروني
سلمى المري، والدة يارا فنانة تشكيلية إماراتية، لها مسيرة وبصمة فنية مرموقة، أثّرت في ابنتها وجذبتها شيئاً فشيئاً إلى حُب الفنون والتصميم، تذكر يارا هذا التأثير قائلة: «أمي جعلت من الفن أولوية في حياتي، حتى أذكر أننا في صغرنا كانت والدتي تجمعنا في الاستوديو الخاص بها، وتعطينا مشروعاً فنياً أسبوعياً فأصبح الإبداع لدينا «روتين»، وكان دعم والدي لوالدتي ولنا في الفن كبيراً جداً، فكنّا عائلة تنشأ على التصميم والإبداع، وساعدني هذا على الوصول إلى ما أنا عليه، وسهّل عليّ تحديد أهدافي وطموحي، فأنا أطمح إلى أن تصل تصاميمي و(بوتيكاتي) الخاصة إلى العالمية، وأحلم بأن يكون لي «استوديو» خاص بي في مدينة نيويورك، وأن أستطيع بناء (بوتيك إلكتروني) يكون مُتاحاً للجميع، ولن أتوقف فقط عند الأزياء، بل أرغب في أن أدخل مجالات عدة».
حقيبة Gemini
تسافر يارا كثيراً، وتنتقل من فندق إلى آخر، لذا ابتكرت حقيبة Gemini المناسبة للسفر والتي يمكن تحويلها إلى محطة للماكياج، من دون الحاجة إلى إعادة التوضيب ومن ثم التفريغ في كل مرة. وتجلى ابتكارها في تصميم مجموعة مميزة أضافتها إلى علامتها التجارية.