• يسألني أحدهم: ما رأيك في نفاق الوسط الفني؟ فيُعيدني بالذاكرة إلى حكايات فنية عديدة، لعل أبرزها عندما كنّا نُخطط لجمع أكثر من نجم على أحد أغلفة «زهرة الخليج»، وعلى الرغم من أن هؤلاء النجوم يتشاركون في برنامج واحد، ونجدهم على الشاشة مُتحابين، منسجمين معاً، يُدلون في حق بعضهم بعضاً بأجمل عبارات الغزل والثناء، لكنهم بعيداً عن الأعين، وعندما اقترحنا عليهم فكرة جمعهم في جلسة تصوير، بدأت حينها الاعتذارات؛ فأخذ كلّ منهم على انفراد يوضح سبب رفضه، مُعدّداً مساوئ زملائه. ويتكرر المشهد في الكثير من المناسبات الفنية، إذ نجد فنانتين تتعانقان أمام الأعين، وفي الظهر يشتعل بينهما «الضرب تحت الحزام». وللأسف، بات الفنان الذي لا يُجيد النفاق لا مكان له في الوسط الفني، كحال الكثير من البشر في الحياة عموماً. وفي هذا تقول القصة: «سأل مدير ثلاثة موظفين في العمل: (2+2=5)؟ فأجاب الأول: «نعم يا سيدي». أما الثاني فأجاب بقوله: «نعم يا سيدي، الإجابة 5 إذا أضفنا إليها واحد». وأجاب الثالث: «لا يا سيدي الإجابة خطأ، والجواب الصحيح هو 4». وفي اليوم التالي، لم يجد الموظفين زميلهم الثالث في العمل، وبعد السؤال عنه، علموا أنه تم الاستغناء عنه. فتعجب نائب المدير وقال للمدير: «يا سيدي لـمَ تم الاستغناء عن الثالث؟». فرد قائلاً: «أما الأول فهو كاذب، ويعلم أنه كاذب وهذا النوع مطلوب. وأما الثاني فهو ذكي ويعلم أنه ذكي، وهذا النوع مطلوب أيضاً. وأما الثالث فهو صادق ويعلم أنه صادق، لكن هذا النوع مُتعب ويصعُب التعامل معه». هنا سأل المدير نائبه: هل (2+2=5)، فأجاب نائبه: «سمعت قولك يا سيدي وعجزت عن تفسيره، فمثلي لا يستطيعون تفسير قول عالم مثلك». هنا رد المدير في نفسه قائلاً: «وذلك مُنافق.. وهذا النوع محبوب!» وهكذا هو حالنا في هذا الزمن.. ما رأيكم؟

• الغبي هو من يظن أن الناس أغبياء، وللأسف هناك الكثير من الفنانين يعتقدون أن الجمهور مثل قطعة إسفنج، يمتص كل ما يُقال له، مُتناسين أنه في زمن الـ«سوشيال ميديا» بات الجمهور على دراية بكل أفعال النجوم. وهنا تقول القصة: «دخل طفل صغير محل حلاقة، فهمس الحلاق للزبون: هذا أغبَى طفل في العالم، انتظر وأنا أثبت لك. هنا وضع الحلاق درهماً في يد و25 فلساً في اليد الأخرى، ونادى الولد وعرض عليه المبلغين، فأخذ الولد الـ(25 فلساً) ومشَى. عندها قال الحلاق: ألم أقل لك هذا الولد لا يتعلم أبداً. وفي كل مرة يكرر الأمر نفسه. وعندما خرج الزبون من المحل قابل الولد خارجاً من محل الحلوى، فدفعته الحيرة إلى أن يسأل الولد، فتقدّم منه وقال له: لماذا تأخذ الـ(25 فلساً) في كل مرة ولا تأخذ الدرهم؟ فأجابه الولد: لأنه في اليوم الذي سأخذ فيه الدرهم.. سوف تنتهي اللعبة».
معنى الكلام، أحياناً نعتقد أن بعض الناس أقل ذكاء كي يستحقوا تقديرك لحقيقة ما يفعلون، والواقع أنك تستصغرهم عن جهل منك. وكما قلت: الغبي هو من يظن الناس أغبياء. وفي هذا السياق، تصالحت المطربتان أحلام ونوال الكويتية مؤخراً، وشاهدنا لهما «فيديو» وهما تتعانقان وتبكيان عند وصول أحلام لزيارة نوال في منزلها بالكويت، ويومها غرّدت أصالة تتحدث عن النفاق لدى الكثير من البشر، وطبعاً تغريداتها التقطتها أحلام وفهمت مغزاها، فكان أن علّقت عليها بشيء من الذكاء والسخرية، مُعلنة تضامنها في الرأي مع أصالة، لكن مثل هذه اللعبة بين أصالة وأحلام لم تَنطلِ على الجمهور الذي فهم أن هناك «إنّ» بين الاثنتين فأصابهما بالتعليقات الجريئة التي طالت النجمتين. وها هو الأمر يتكرر من جديد، ولكن بشكل آخر بين المطربتين أصالة وأنغام؛ فصديقتا الأمس هما مَجازاً «عدوّتا اليوم»، خاصة بعد زواج الأخيرة من شاب كان مرتبطاً بقريبة لـ«صولا» ولديه منها أطفال، ما تسبب في شتات أسرته الأولى. وطبعاً هذه الأزمة بين النجمتين التقطها الجمهور، وأصبحت لسان حال تعليقاتهم، فمتى يعي نجومنا «أن الوضوح هو فضيلة المعلمين»؟

• بعيداً عن النفاق الفني واستغباء الجمهور، أبدي إعجاباً بالفنانتين نانسي عجرم وسيرين عبد النور، اللتين شغلتا نفسيهما عن «القيل والقال» هذه الفترة بالالتفات إلى أطفالهما. وأهنّئ نانسي التي أنجبت مؤخراً طفلتها الثالثة «ليا»، كما أهنّئ سيرين التي لم يشغلها عملها في «الهيبة 3» عن طفلها.. وفعلاً كما في الفن ليل.. هناك نهار.