يحقق الدكتور خالد الوادي، إنجازات كبيرة في «مدينة الملك فهد الطبية»، فالوادي المتخصص في جراحة الأورام النسائية، استطاع مع فريقه الطبي، تحقيق رقم عالمي في جراحات «المشيمة الملتصقة» بنجاح.

بطاقة
• مواليد عام 1980 في المدينة المنورة.
• تخرج من «كلية الطب - جامعة الملك سعود» في عام 2004.
• درس تخصص «النساء والولادة» في كندا 2007.
• تخصص في كندا في «جراحة الأورام النسائية» 2009.
• يعمل منذ عام 2016 في «مدينة الملك فهد الطبية».

• ما هي المشيمة؟ وكيف نعرّفها بشكل علمي؟
المشيمة هي جزء حيوي لحياة الجنين ونموه، ببساطة تُعتبر القلب والرئة للجنين داخل الرحم، وتعمل على إيصال الأغذية والدم والأوكسجين إلى الجنين لتسهّل عملية النمو، ومن الطبيعي أن تكون المشيمة ملتصقة التصاقاً بسيطاً في الجزء الأعلى من الرحم، وبعد حصول الولادة الطبيعية أو القيصرية تنفصل المشيمة بشكل تلقائي، وتخرُج كعلامة من علامات نهاية المرحلة الثالثة من مراحل الولادة، بعد مرحلة اتساع عنق الرحم ومرحلة الولادة، وهذا هو النوع الطبيعي من المشيمة.

• ما هي «المشيمة الملتصقة»؟ أعراضها، أسبابها؟ وما مدى الخطر في حالاتها؟
«المشيمة الملتصقة» تنمو في الجزء الأسفل من الرحم، في مكان وجود العمليات القيصرية السابقة، حيث تبدأ جذور المشيمة بالالتصاق بجدار الرحم، وعندما يكون هناك عمليات قيصرية متعددة بالسابق يكون هناك ضعف في جدار الرحم، وكما قلنا فالمشيمة تبحث عن غذاء ودم للجنين فتبدأ في الالتصاق، وفي بعض المرات تتجاوز جدار الرحم. و«المشيمة الملتصقة» درجات، فالدرجة الأولى تكون مجرد التصاق غير طبيعي بجدار الرحم، والدرجة الثانية يكون فيه التصاق كذلك في جدار الرحم لكن تظل المشيمة في محيط الرحم، وأما الدرجة الثالثة فهي الأكثر تعقيداً وأصعب عندما تتجاوز جذور المشيمة  جدار الرحم وتلتصق بالأعضاء المجاورة للرحم، وخاصة العضو الأكثر تضرراً، عضو المثانة، حيث تلتصق المشيمة بالمثانة، ومن الأعضاء المهمة التي تلتصق بها المشيمة، الجدار الجانبي من الرحم والذي يكون موجوداً فيه بالعادة الأوعية الدموية والشرايين التي تُغذي الرحم.

• هل هنالك مشاكل أخرى لـ«المشيمة»؟
فعلاً، فالنزف الحاد يحدث لكون جزء كبير من الدورة الدموية يمر في منطقة المشيمة والرحم لتغذية الجنين، فما يقارب 500 إلى 800 ملل من الدم، تمر كل دقيقة من هذه المنطقة، لذلك لك أن تتخيل عندما يحدث جرح فيها، بالتالي أنت سوف تخسر لتراً من الدم كل دقيقة، وأغلب المشاكل تحدث خلال عملية النزف الحاد داخل العملية، وقد تؤدي إلى مشاكل عدة، مثل تخثرات الدم أو السيولة فيه أو ميوعته، ويدخل المريض في إشكالات عدة نتيجة التصاقات الرحم مع المثانة أو الأعضاء الأخرى، مما يسبب جروحاً في الأعضاء المجاورة بسبب الالتصاقات، لكن مع خبراتنا من خلال العمليات التي قمنا بها، أصبحنا نأخذ احتياطاتنا لتلافي حدوث مشاكل كهذه.

• استقبلت مع فريقك 80 حالة للمشيمة الملتصقة في عام واحد ونجحت في علاجها.. فهل تُحدثنا عنها أكثر؟
لاحظنا في الأونة الأخيرة ازدياداً في عدد حالات «المشيمة الملتصقة» بشكل مُقلق، بسبب انتشار العمليات القيصرية بين النساء، وكان من الطبيعي أن العمليات التي تُجرى لا يتجاوز عددها خمساً إلى 10 كحد أقصى، لكن بسبب أن الرقم عال جداً لحالات «المشيمة الملتصقة» وأدّى بعضها إلى حالات وفاة، تم تكوين فريق طبي في «مدينة الملك فهد الطبية»، متخصص في عمليات «المشيمة الملتصقة»، من قسم الجراحة تحت قيادتي مع أقسام أخرى، كالتخدير والتمريض بدعم من إدارة «مدينة الملك فهد الطبية»، بقيادة الدكتور فهد الغفيلي والدكتور بهاء سلوت، وقمنا بإجراء ما يُقارب الـ80 عملية خلال السنة الماضية، وكانت النتائج متميّزة، حيث لم تحدث أي حالة وفاة.

• ألا يُعتبر هذا الرقم أعلى مُعدّل عالمي وإنجازاً لـ«مدينة الملك فهد الطبية»؟
نحن فخورون بالإنجاز وبالرقم العالمي، وفي النهاية الهدف الحقيقي للفريق هو أن تصل المرأة الحامل التي تعاني من «المشيمة الملتصقة» إلى بَرّ الأمان، وأن تغادر المستشفى بصورة كاملة وبين يديها مولودها وهو بصحة جيدة.

• ما السبب الرئيسي لكثرة حالات «المشيمة الملتصقة»؟
الثقافة الخاطئة ونقص الوعي، حيث إن العائلة ترغب في إنجاب أعداد كبيرة من الأطفال، قد تزيد عن ستة أو سبعة، وبعض الحالات عن طريق العمليات القيصرية، مما يزيد لاحقاً في حالات «المشيمة الملتصقة»، ففي الولادة الطبيعية نادراً جداً أن تحدث حالات «المشيمة الملتصقة»، عكس الولادة القيصرية التي تُعتبر سبباً مباشراً لهذه الحالات.