تنتقل الدكتورة تهاني المطيري، مُدرّبة التنمية البشرية التي درست الكيمياء، وأصبحت مستشارة في جَودة الحياة، بين التدريب والكتابة، واضعة نوايا الخير بين عينيها، ساعية إلى أن تكون لها بصمة مُتميّزة في كل ما تعمله، وأن يكون لها أثر طيّب في كل مكان تذهب إليه.
• لماذا قررت أن تكوني مدربة في شؤون الحياة؟ وماذا يعني هذا التخصص؟
كان حلمي دراسة المحاماة، وعندما لم أستطع درست تخصص العلوم وأكملت به حتى النهاية، فحصلت على شهادة في الكيمياء ولم أعمل، وتوقفت لأرى أين أريد أن أجد نفسي، فقررت أن أستكمل دراستي في «علم النفس»، خاصة أنني انجذبت لهذا التخصص أثناء دراستي. وأثناء وجودي في أميركا، دار حديث بيني وبين شخص لديه اطّلاع على «البرمجة اللغوية والعصبية»، وفاجأني بأن ميولي واهتماماتي تنجذب نحو هذا التخصص، فلم أضيّع الكثير من الوقت وتوجهت لدراسته، وعلمت أنني كنت أمارسه بالفطرة، وشعرت بأنني وجدت ما أبحث عنه، ومن هنا بدأت الرحلة في مجال التنمية البشرية والاستشارات، فقررت أن أنقل حلمي من المحاماة إلى تطوير الذات.
علاج المشاهير
• وماذا عن تخصص الـ«لايف كوتشنج»؟
«علوم التنمية البشرية وتطوير الذات» لها العديد من الفروع والتخصصات، وكعادتي كنت أبحث عن الجديد لأقدمه، ومن خلال البحث توصلت إلى تخصص الـ«لايف كوتشنج»، وفي ذلك الوقت كان هذا التخصص غير دارج في مجتمعاتنا ومقتصراً على المشاهير والشخصيات السياسية والرؤساء، ولتميّز التخصص جذبني لأدرسه وأتعمّق به، وفعلاً تمّت تهيئتي مع «المنظمة العالمية للتوجيه الحياتي»، من خلال العديد من الـ«كورسات»، وكنت أول كويتية تنال هذا المسمّى.
• ما المقصود بالـ«لايف كوتشنج»؟
الـ«لايف كوتشينج» يقوم به المدرب بمساعدة العميل في التعرف إلى ذاته وتحديد أهدافه، ورسم خطة لتحقيقها وأخذ خطوات جادة في هذا الاتجاه. والمدرب المحترف وذو الخبرة يركز مع المتلقي على تحقيق نتائج إيجابية في حياة العميل الشخصية والعملية عن طريق بناء وعيه بذاته، فهو يساعده على اكتشاف مواهبه وفهم مكامن قوّته، وترتيب أفكاره، ثم دعمه لاتخاذ قرارات ناجحة. ولكن يظل الشخص نفسه صاحب الأفكار والقرار فيما يريد، فنحن دورنا توجيهه وإرشاده إلى اكتشاف ذاته ورسم مسار واضح للوصول إلى أهدافه عبر مواهبه ومهاراته.
• بماذا يختلف عن العلاج النفسي؟
الـ«لايف كوتشينج» لا يركز على مرحلة الطفولة وتجارب الماضي، التي قد تكون السبب فيما يعانيه الشخص في حياته، وهذا أساس العلاج النفسي، بل يُساعده على معرفة ما يريد تحقيقه في المستقبل، وسبب رغبته في الوصول إليه، كما يساعده على عمل خطة لتحقيقه.
بصمة خاصة
• ما البصمة الخاصة بك، وسط العدد الكبير من المدربين؟
أهم ما يُميّز طريقتي الصراحة والوضوح، وأنني أعطي نصائح مُحددة ولا أعطي حلولاً جاهزة للعملاء، بل أساعد الشخص على أن يجد حلاً لمشكلته بنفسه، وكلما كان الشخص أكثر صدقاً ساعد ذلك على حل مشكلته بطريقة أسرع، فأنا لا أحب أن يعتمد العميل عليّ أو يتعلق بي بأني أنا من سوف أحل له مشاكله، وطريقتي تكمُن في أن أضع الشخص على الطريق الصحيح من خلال تصحيح أفكاره.
• يُطلق عليك لقب «سفيرة السلام»، فما السبب؟
في بداية عملي في مجال التدريب والاستشارات، وجدت أن من أهم مفاتيح السلام الداخلي مسألة تقبّل الآخر، مهما كانت ديانته أو ثقافته أو مذهبة أو جنسيته، وقررت داخل نفسي أن أتعامل مع جميع البشر بناءً على مبدأ واحد ألا وهو (الإنسانيّة)، بغض النظر عن أيّ اعتبارات أخرى، واستمررتُ في هذا النّهج بطريق واضح المعالم، حتى حين بدأت دخول عالم «التواصل الاجتماعي»، كنت مُحايدة دوماً ومحتفظة بآرائي الخاصة لنفسي، ولا أعلن عنها للتأثير في الناس، فبدأت بالابتعاد عن مواطن الصراعات، وقررت أن أنشر رسالتي لمبادئ السلام والتفاؤل والإيجابية، وأساعد الناس ليتعلموا كيفية التعامل مع الغضب والعنف، ومعرفة ذواتهم وكيفية تقبّلها بطريقة صحيحة، وفي ذلك الوقت جاءني اتصال من «منظمة سفراء السلام» في الولايات المتحدة الأميركية، وأبلغوني أنه تم اختياري «سفيرة للسلام»، نظراً إلى ما شاهدوه من عطاءَاتي إلى الإنسان من دون تحيّز إلى أي فئة أو مَذهَب. فذهبتُ وتم تكريمي بالفعل.
ترتيب الخزانة الخاصة
تطلق إيمان المطيري على طريقتها في التعامل مع طالبي الاستشارات اسم «ترتيب الخزانة الخاصة به»، وتعني به أنها تساعد العميل على تعلم كيفيّة ترتيب أولوياته، وكيف يتخلص مما يضرّه ويؤذيه. وبعد أن يصل إلى تلك المرحلة، تبدأ معه رحلة اكتشاف ذاته والتعرف إليها والعمل على تطويرها، بما يُلائمها من خلال الجلسات الاستشارية الخاصة ليزداد وعيه، وليستطيع لاحقاً التحكم في حياته بشكل أفضل، والتخلص من مشكلة التمسّك بالماضي والخوف من المستقبل.