يسرا اللوزي، فنانة هادئة ذات ملامح رقيقة، ورثتها عن أمها ذات الأصل السوري، بدأت حياتها الفنية «راقصة باليه».. وعلى الرغم من أن والدها يعمل أستاذاً للإخراج المسرحي في «الجامعة الأميركية»، إلا أن دخولها عالم التمثيل جاء بمَحْض الصدفة، بعد أن أسند إليها المخرج الراحل يوسف شاهين دور البطولة في فيلم «إسكندرية نيويورك»، وعمرها لا يتعدّى الـ16 عاماً وقتها، وتمكنت حتى اللحظة من أن تحتفظ لنفسها مكانة مُتميّزة وسط بنات جيلها.

• تُشاركين في الجزء الثالث من مسلسل «كلبش»، ألا يحمّلك نجاح العمل مسؤولية معينة؟
المسلسل له جمهوره ومتابعوه، ونجاح الجزأين السابقين منه يلقي بحمل ثقيل على فريقه. أدرك أن الجمهور مُتحمس لمعرفة بقية القصة في الجزء الثالث، فأنا دوري مُحللة نفسية، أهتم بحركات الجسد والخطوط والأصوات في تعامُلي مع الشخصيات.

• لك عمل آخر ينتظره الجمهور في الموسم الدرامي الرمضاني بعنوان «قمر هادي»..
(مقاطعة): هذا المسلسل أحبه جداً وأراهن عليه، فأجواء العمل تُعيدني إلى كواليس فيلم «إسكندرية نيويورك»، الذي قدّمني من خلاله المخرج الراحل يوسف شاهين للساحة الفنية، فمُخرج المسلسل هو رؤوف عبد العزيز، الذي كان مصوراً في الفيلم، وتجمعني به علاقة وطيدة، فضلاً عن ثقتي به، وعندما عرض عليّ العمل وافقت فوراً لشدّة حماستي للنص والتسلسل المنطقي في سرد الأحداث وفهمها، فكل حلقة مبنيّة على الحلقة التي سبقتها. وبالتأكيد وجود الفنان هاني سلامة في المسلسل يعطي العمل رونقاً مختلفاً في أول تعامُل يجمعني به.

«تصفية حساب»

• ما صحة قيامك ببطولة فيلم «تصفية حساب» أمام الفنان عمرو سعد؟
الأمر صحيح. لكن تم تأجيل تصوير الفيلم مرات عدة، وأعتقد أنه سيتم تصويره بعد الانتهاء من تصوير أعمال الموسم الدرامي الرمضاني المقبل، علماً بأن دوري بسيط في الفيلم لكنه مُهم ومحوري.

• هل ندمت مرة على مشاركتك في أي عمل فني؟
الوقت دائماً له دور في تقييم الأشياء والأعمال التي قدمتها، فالذي أجده مناسباً في فترة زمنية ماضية، ربما لا يحصل على تأييدي نفسه له في الفترة الحالية والعكس. فالخبرة والتجربة أيضاً لهما دور في التقييم، ولا يوجد عمل ما بعينه أشعر تجاهه بهذا الإحساس.

• هل تتأثر حياتك الشخصية بطبيعة الشخصية التي تقومين بأدائها؟
هناك تأثير بالتأكيد، فعندما تكون الشخصية التي أقدمها من بيئة مختلفة عن بيئتي الحقيقية، أو تختلف لهجتها مثل «الشخصية الصعيدية»، أو بعيدة عن شخصيتي في الحديث وحركة الجسد. وحدث معي هذا فعلاً في فيلم «حالة حُب»، الذي قدمت خلاله دور فتاة «فرفوشة» مهتمة بمظهرها بشكل كبير، وطبيعي جداً أن يحدث تأثير في شخصيتي، لكنه لا يستمر طويلاً.

حقوق إنسان

• هل دراستك لحقوق الإنسان لها علاقة بتركيبتك الثقافية؟
أنا حاصلة على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية. فعلى الرغم من حُبي وتعلّقي بهذا الجانب الأكاديمي في حياتي، إلا أنني لا أمارسه بحكم انشغالي فنياً.

• ما دور والدك الدكتور محمود اللوزي في دعم مشوارك الفني؟
والدي دوره كبيرٌ جداً في نجاحي، ودائم التشجيع لي، ويطلب مني الدقة في التفكير قبل الموافقة على أي عمل، لكن قراراتي، سواء أكانت على المستوى العملي أم الشخصي، تنبع من داخلي وإحساسي، كما أن والدي مرتبط بالعمل الأكاديمي، وعلاقاته بالوسط الفني قليلة جداً.

دراما عربية

• ارتبط اسمك كثيراً بتقديم البرامج، لكن لم يتحول المشروع إلى حقيقة؟
كانت تطرح أفكار لا تُترجم إلى واقع، وبقيت مُعلقة في الهواء. فبالنسبة إليّ لا أمانع في تقديم عمل تلفزيوني أو إذاعي، بشرط أن تكون الفكرة جديدة.

• وهل أنت مُتقبّلة للانفتاح على أنواع الدراما العربية الأخرى، كالدراما في الخليج العربي أو سوريا ولبنان؟
بالتأكيد يُسعدني أن أكون ضمن أبطال دراما عربية، سواء أكان في الخليج أم في أي مكان آخر، ولا أرفض المبدأ، لكن يجب توافر نصّ مناسب يراعي التنوع الجغرافي للممثلين ولهجاتهم وبيئاتهم.

أجور الفنانين

• يدور لغَطٌ بين الحين والآخر، حول أجور الفنانين المشاركين في الدراما والسينما، فكيف تتعاملين معه؟
على الرغم من أنني لا أفهم في موضوع الإنتاج بشكل كبير، لكن من خبرتي أجد أن هناك خطأ في دورة رأس المال، فهناك مثلاً جيل من المخرجين، كالمخرج خيري بشارة، لا يحصلون على أجورهم إلا بعد عام أو اثنين من شركة الإنتاج. وتجد أيضاً ممثلاً أجرَهُ مرتفع جداً، على الرغم من أن مسلسله لا يحقق قيمة مالية تتناسب مع أجره، ويأتي الممثل نفسه في الموسم التالي ليطلب أجراً أعلى.

• كيف تتعاملين مع الـ«سوشيال ميديا»، باعتبار أنها أصبحت نافذة للفنان على جمهوره؟
هي سلاح ذو حدّين، ولكن من المهم للفنان ألا يأخذ الأمر على أعصابه، فلا بد أن يبقى معتدلاً فيما يُنشر. شخصياً أرفض أن تكون حياتي الشخصية مشاعاً بين الناس، ولكني أنشر جزءاً بسيطاً منها لا يتجاوز 10%، يتفاعل معه الناس، فهم يحبون دائماً معرفة جزء من الأخبار الخاصة لنا، فمثلاً أضع صورة لي وأشير إلى أنها من تصوير ابنتي.

برنامج علاج

• كيف أصبحت صحة ابنتك «دليلة»، بعد أن صرحت منذ عامين بأنها تعاني «الصمم»؟
حالة دليلة الصحية جيدة وفي تحسّن مستمر، وصارت تتجاوب معنا وتسير وفق برنامج العلاج المخطط له.

• يُشاع دائماً أن الفنانات يتركن تربية أولادهن للخادمات، فما ردك؟
الأمومة لها احترامها وتقديرها عندي، ودائماً أقضي جميع أوقات فراغي مع ابنتي، وأحاول دائماً أن أعطيها حقها، مثلاً أستيقظ مبكراً قبل ميعاد ذهابها إلى «الحضانة» لأحضّر لها الطعام. وفي الأيام التي أصور فيها أعمالي أضع برنامجاً يومياً، بحيث لا يحرمني من رؤية ابنتي ومتابعتها، وإصابتها بـ«الصّمَم» لا تُعيقني عن ممارسة حياتي أو حياتها.

• هل عانت دليلة ظاهرة «التنمر» في الحضانة؟
حَضَانة دليلة تتفهّم جيداً وضع الأطفال، ففيها أطفال كثيرون من مختلف الجنسيات والبيئات، وشخصياً لا أعتقد أن يكون الأطفال صورة واحدة طبق الأصل عن بعضهم، وهم يراعون خصوصية كل طفل. ولا نستطيع محاسبة الأطفال على هذه الظاهرة، فالأمر يعود للبيت، وعلى الأسر أن توَعّي أطفالها.

• شاركت في حملة «اسمعني»، التي تهدف إلى التنبيه حول حقوق «الصم»، فهل أنت سفيرة لها؟
كنت مجرد ضيفة ولست سفيرة لها، فقط تمّت استضافتي للحديث عن تجربتي مع ابنتي، لتوعية الأمهات بخصوص أطفالهن.


3 مرات
تكشف الفنانة يسرا اللوزي أن اهتمامها بالرياضة والمواظبة على ممارستها لثلاث مرات أسبوعياً، وراء رشاقتها وتمتعها بصحة جيدة، لكنها تستدرك: «أنا مُحبة جداً للطعام بأنواعه كافة وخاصة الخبز، ومن الممكن أن أتناول ثمانية أرغفة في الوجبة الواحدة، ولكن لا أترك نفسي لرغباتي الخاصة، كما أتناول جميع أنواع الفاكهة، ومنها الأفوكادو، الفراولة والموز، وأحرص على شرب الماء بكثرة، وأحاول التقليل من السكريات».