بينما تحتفل المرأة بيومها العالمي، تفتخر المرأة الإماراتية بما حققته من إنجازات فاقت التوقعات، خلال مسيرتها على مدى العقود الماضية، فأصبحت لها مكانتها بين نساء العالم، نتيجة للدعم الذي وفرته لها الدولة لتمكينها في شتى المجالات، وتميزت لتكون على قدر طموح الإمارات، إذ سهلت لها الدولة السبل الكفيلة بتفوقها وتوليها مواقع المسؤولية، مما أسهم في دعم مسيرة التنمية. ومن جانبها، لم تدخر المرأة جهداً لإثبات جدارتها في أعمال مختلفة ليس فقط لتنجح فيها وإنما لتقدم نموذجاً يحتذى به لنساء المستقبل.
منى المنصوري.. سفيرة الموضة
واجهت مصممة الأزياء العالمية المهندسة الإماراتية منى المنصوري، الكثير من التحديات والصعوبات في بدايتها العملية أواخر الثمانينات، حيث كان المجتمع يرفض مهنة تصميم الملابس. وتقول: «كان ظهور المرأة في وسائل الإعلام في ذلك الوقت من الأشياء المرفوضة، في المجتمع الإماراتي عموما وبين أفراد عائلتي على وجه الخصوص، أيضا من أهم التحديات والصعوبات أنني عندما صممت أن أعمل في مجال تصميم الملابس، لم أستطع الظهور باسم عائلتي لذلك كان ظهوري باسم عائلة زوجي المنصوري، وأطلقت الاسم نفسه على علامة أزيائي (دار المنصوري للأزياء)». وتلفت المنصوري إلى أن تمسكها بالحجاب والزي الإماراتي كان أحد التحديات التي واجهتها، خاصة في البلاد التي سافرت إليها خلال عروض الأزياء الخاصة بها، وبالفعل استطاعت أن تجذب انتباه العالم بما تقدم من إبداع في عالم الموضة والأزياء وغيرت من نظرة الجميع لحجابها ونالت الكثير من الجوائز والتكريمات مثل أنها نُصّبت سفيرة للنوايا الحسنة من قبل منظمة الأمم المتحدة.
كما حصلت المنصوري أيضاً على لقب سفيرة دعم المرأة، ومنحتها الأمم المتحدة لقب «فارسة الوطن العربي» في فئة التصميم، فضلاً عن تكريمها من الصين كأفضل مصممة في قارة آسيا، وكرمت أيضا من قبل «لوروفيسيال الفرنسية» كأفضل مصممة أزياء، وحصلت على نيشان من كلية الفنون في روسيا.
غالية العلي.. سيدة العام
الطالبة الإماراتية غالية أحمد العلي، تدرس في السنة الثالث بجامعة زايد كلية إدارة الأعمال، تخصص مالية والفائزة بلقب «سيدة العام في مجال التمويل المؤسسي» من شركة آرنست ويونغ، هي مثال حي لقصص نجاح وتميز ابنة الإمارات على مر الزمان، إذ حصلت على الجائزة من بين 60 سيدة وفتاة تقدمن للمسابقة التي طرحتها الشركة وتم اختيار 11 وصلن إلى التصفيات النهائية في المسابقة، وبعد التصفيات الأخيرة حصلت غالية على اللقب وكانت الفائزة الوحيدة من دولة الإمارات. توضح العلي أنها اعتادت أن تحصل على تقدير ممتاز خلال سنوات الدراسة في الجامعة، مشيرة إلى أنها لم تتوقع الفوز أبداً، لأن المشاركة كانت قوية جداً والتنافس كان على أعلى مستوى، بيد أنها تعشق التحدي والمثابرة، وهذا من وجهة نظرها كان السبب الرئيسي في فوزها، فهي تعشق عالم المال والأعمال، وتتمنى أن تصبح سيدة أعمال فور تخرجها، وأن تنضم إلى «مجلس سيدات أعمال أبوظبي»، وأن يكون لديها مشاريع ناجحة ومتميزة. وتشير العلي أن المرأة الإماراتية حصلت على الكثير من الدعم والتمكين، وحان الوقت لأن تتميز وتبدع وتستثمر تلك الفرص التي منحتها لها دولة الإمارات.
معصومة العيداني.. الكيماء والفن
معصومة العيداني بوعلي أول مهندسة كيميائية إماراتية، وتعمل حالياً مستشارة فنية لمكتب الرئيس التنفيذي في شركة أبوظبي لتكرير النفط – تكرير، وهي أيضاً أول مخرجة تهتم بمشروع فني على قيمة عالية من الأهمية وهو مشروع تطوير وتعزيز رسالة مسرح العائلة، لتجمع ما بين الهندسة والثقافة والفن. تشير إلى أن الدراسة لم تكن يوماً مقياساً أو معياراً لنجاح الإنسان في حياته، لكنها مرحلة انتقالية إلى حياة أرحب وأشمل، فكل إنسان لديه الكثير من الرغبات والطموح والأهداف وبالتالي، فإن السعي إلى تحقيق الهدف هو أولى خطوات النجاح والتميز في الحياة. وتضيف: «مشوار حياتي حافل بالإنجازات والتميز، فقد تخرجت في المعهد التكنولوجي العالي للهندسة في جمهورية مصر العربية وكنت الأولى على دفعتي، وحصلت على تقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف، ثم التحقت بالعمل في مصفاة (أم النار)، كأول مهندسة تصنيع على مستوى شركات البترول. لي إسهامات كبيرة في مجال كتابة القصة القصيرة والسيناريو، وألفت العديد من المسرحيات التي تعني بالعائلة، أيضا أنظم الشعر، ولي باع طويل في الفن التشكيلي وشاركت في العديد من المعارض الفنية داخل الدولة وخارجها».
ترى العيداني أن المرأة تستطيع أن تتحدى الصعاب، وتوفق بين العمل وشؤون المنزل من خلال وضع خطة يومية تدير بها الوقت بالطريقة الصحيحة، لافتة إلى أن الإصرار على النجاح والعزيمة فضلاً عن تمكين الدولة للمرأة مثلث النجاح والتميز.
ياسمين بوكتارة.. سيدة أعمال تعشق الديكور
تشعر سيدة الأعمال الإماراتية المصرية، مهندسة الديكور ياسمين بوكتارة بالفخر، كونها تعمل في المجال الذي تعشقه، مشيرة إلى أن لديها شركة خاصة تعمل في مجال التصميم الداخلي، تضاهي أعمالها الذوق الإيطالي. وتلفت ياسمين إلى أن والدتها (رائدة أعمال) هي ملهمتها وساعدتها على اقتحام سوق العمل فور تخرجها، موضحة أن لديها أكثر من 170 ألف متابع على مواقع التواصل الاجتماعي لأنها تقدم لهم أفكاراً عصرية لديكورات المنازل. توضح ياسمين أنها واجهت الكثير من التحديات خلال مشوار حياتها العملية، خاصة من منافسيها في المجال، بيد أنها أصرت على مواصلة عملها والوصول إلى القمة، وقد أطلق عليها متابعوها لقب «أميرة الكلاسيك». وتبين أنها نجحت في مجالها بسبب تحديها للمعوقات وإصرارها، إذ بدأت بإنشاء مصنع أثاث إلى أن اتسع مجال عملها وأصبحت تمتلك الآن ثلاثة مصانع ومعرضاً للأثاث. وتقول: «الإنسان يستطيع أن يتخطى ما يعيقه من تحديات ويصنع منه سلماً يصل به إلى القمة، لاسيما وقد وفرت لنا دولة الإمارات ما نصبو إليه من دعم وتمكين وحان الآن دورنا كي نرد لها جزءاً من الجميل».
فاطمة المزروعي.. الركض في مضمار الإبداع
الكاتبة والقاصة الإماراتية الشابة فاطمة سلطان المزروعي، ترى أن مشوارها الأدبي الذي حصدت فيه العديد من الجوائز مثل «جائزة العويس» لأفضل عمل روائي على مستوى الدولة، و«جائزة الشيخة شمسة بنت سهيل» في مجال الأدب والفنون والإعلام، والمركز الأول في مسابقة التأليف المسرحي في جمعية المسرحيين، كان مجرد نتيجة وليس غاية. وتقول: «ما زلت أواصل الركض في المضمار لتحقيق الإبداع فبنت الإمارات لا يمكن أن ترضى عن رقم 1 بديلاً في ظل التمكين الذي حصلت عليه وتذليل العقبات والفرص التي لابد أن تغتنمها من أجل الوطن الغالي». وتشير المزروعي إلى أن جدتها هي مصدر إلهامها في الحياة وهي من أوقدت شرارة الكتابة داخلها من خلال سرد الكثير من القصص، قائلة: «أحببت عالم الكتابة القصصية والرواية والمسرح والشعر ونمى شغفي بالكتابة والتأليف منذ الصغر». وتتمنى المنصوري نشر مبادئ السلام والأمن في جميع أرجاء الوطن العربي من خلال كتاباتها، ترى أن أدباء اليوم لديهم فرصة أكبر لتعدد دور النشر والتي كانت قليلة جداً في السابق.