من أين تحصل على الأفكار المحلّقة في الخيال؟.. من الكتب؟
ربما يجب أن تضيف شيئاً آخر، وهو المتجر نفسه الذي تشتريها منه. إذ يكون أحياناً أغرب من مواضيع الكتب نفسها، حيث تنتشر في بعض أنحاء العالم مجموعة من المكتبات، في أماكن لا تخطر على البال، وبأشكال لا يمكن توقعها، وهي ليست مجرد مكتبات تحتوي على مجموعة كُتب فحسب.. بل الدهشة والمفاجأة معاً.
كشك الهاتف
لم يقتنع سكان «ويستبيري سب مينديب» في بريطانيا، بقرار شركة الاتصالات بإزالة «كشك» الهاتف العمومي التقليدي الأحمر، إذ جادت قريحتهم بفكرة تحويله إلى مكتبة صغيرة وجذابة، تحتوي على كتب وأقراص (دي.?ي.دي)، تبرّع بها عدد من السكان المحليين، وتبقى المكتبة مفتوحة أمام أهل البلدة 24 ساعة، ويراجع عدد من المتطوعين الكتب دورياً.
ثمار الكتب
عُرف المهتمون بالمكتبات بالتغلب على جميع العقبات، من أجل نقل الكلمة المكتوبة إلى الجمهور، ومع فكرة مبتكرة وتصميم ملهم ظهرت المكتبة المعلقة على الأشجار في مدينة ليون الفرنسية، حيث يمكن للقراء أو الزوار اختيار أي كتاب من على الشجرة، لقراءته في أي وقت يحلو لهم. هذه المكتبة المعلقة عبارة عن تحفة فنية ولكنها فعالة للغاية في تحفيز الناس على القراءة.
ثقافة بعجلتين
استلهمت مكتبة بيما كاونتري العامة في مدينة توكسون بولاية أريزونا الأمريكية فكرة الدراجة الهوائية المتنقلة المليئة بالكتب لتثقيف الناس الذين لا يجدون وقتا للجلوس داخل المكتبات لفترات طويلة، إذ تنتشر هذه المكتبة المتنقلة في مناطق كثيرة في المدينة خاصة في الحدائق ومحطات القطار والمطار وفيها يمكن للقارئ استعارة أي كتاب، ثم يعيده بعد الانتهاء منه.
الحمار والأسفار
(كَالْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً)، تتجسّد هذه العبارة في واحدة من أكثر المكتبات المتنقلة والفريدة من نوعها في كولومبيا، حيث تحمل «الحمير» الكتب وتتنقل بها عبر الأماكن الريفية الوعرة، وتهدف هذه الفكرة التي ابتدعها مُعلم المدرسة الابتدائية لويس سوريانو، إلى غرس حب القراءة في نفوس الأطفال المحليين في القرى الفقيرة المحرومة من المكتبات. ويجلب الحماران الكتب والسعادة للأطفال.
«سلاح» المعرفة
حوّل الشاب الأرجنتيني راؤول ليمسوف، رمز «الدبّابة» من أداة دمار إلى سلاح معرفة، يُحارب بها الجهل، فقام بتحويل سيارة «فورد فالكون» موديل 1979 إلى «دبابة»، فأضاف إليها المدفع المعروف للدبابات، مع كثير من الأرفُف الداخلية والخارجية المليئة بأكثر من 900 كتاب في شتّى العلوم والمعارف. ويقوم ليمسوف بالتجول بـ«دبابته» الغريبة في شوارع بيونس آيرس، لتوزيع الكتب مجاناً مُقابل مجرّد وعد بقراءتها.
المكتبة الآلية
لم تترك التكنولوجيا شيئاً إلا وضعت بصمتها عليه، بما في ذلك المكتبات؛ إذ انتشرت خلال الفترات الأخيرة في أنحاء كثيرة من العالم، خاصة في الصين واليابان، مكتبات على غرار مكينات بيع المشروبات الغازية، وقد بدأت فكرتها في عام 1930، وتركزت في مناطق «المولات» ومحطات القطار والأوتوبيس وأماكن الانتظار. حيث يُمكن، لمن يرغب، وضع ثمن الكتاب وكتابة عنوانه، فيخرج له مباشرة.
الدراجة النبيلة
الدراجة اللطيفة ذات العجلات الثلاث، التي تحمل أكثر من 700 كتاب. هي أكثر بكثير من مجرد مكتبة متنقلة، إنما هي قصة إيطالية ساحرة عن الكتب والأطفال والصداقة، إذ حقق بها أستاذ إيطالي متقاعد، يُدعى أنطونيو لا كافا، غايته النبيلة في نشر حُب القراءة لدى الصغار. ومنذ أوائل عام 2000، وهو يجوب قرى باسيليكاتا الصغيرة بدرجاته الشهيرة، ناشراً البهجة ومعززاً الثقافة والمتعة بين الأطفال المحليين.