أول يوم لي في «زهرة الخليج» صادف الـ20 من مارس 2018. دخلت مبنى شركة «أبوظبي للإعلام»، بارتباك البدايات، الذي سرعان ما تبدد عندما شاهدت مظاهر زينة واحتفالات، وعلمت أن الشركة تحتفل باليوم العالمي للسعادة، ومع الوجوه الضاحكة، والبالونات في أرجاء الشركة، والترحيب اللاحق بي، اعتبرت ذلك حظاً سعيداً، لا يد لي في ترتيبه. وفرحت كثيراً.
مع الوقت علمني عملي أسباباً أخرى للسعادة، غير تلك التي أعرفها، ويعتقد بها معظم الناس عن الصحة والثراء والنفوذ. عرفت نساء وجدن السعادة في البذل والتطوع، وبث الأمل في مجتمعاتهن المحلية. رأيت الرضا عن الذات والثقة بالنفس في عربيات حصلن على حقوقهن. أعددت قصصاً عن منظور مختلف للجمال. لمست عن قرب كيف يصنع عطاء الإمارات السعادة في مخيم «مريجيب الفهود» للاجئين السوريين في الأردن.
كل ذلك، كانت تختبئ في تفاصيله قصص الناس، وهم لا يوفرون أدنى فرصة للفرح. الطفل اللاجئ احتضنه العطاء، وأدخله مدرسة، وأهداه لعبة إلكترونية. الطفلة المغربية بطلة «تحدي القراءة العربي» مريم أمجون تكتب فخراً لبلادها. شابان من الإمارات يتدربان لارتياد الفضاء. أبوظبي تفتتح عام التسامح، وتتيح لعشرات الآلاف من المسيحيين قداساً دينياً، ترأّسه بابا الفاتيكان.
في الـ20 من مارس 2019، علمني عامي الأول في «زهرة الخليج»، أن الطاقة الإيجابية، والمواظبة على العمل، وابتكار الحلول، وعدم الاعتراف باليأس، كلها طرق مباشرة إلى السعادة، أما الأسباب، فلا حصر لها. أهمها أن تجد ذاتك في المكان والدور، كما تحب، ثم تحاول أن تصنع الفرق، وإن كان بسيطاً.
ضوء
اليوم العالمي للسعادة، مناسبة لنتذكر بشراً مثلنا، يشاركوننا هذه الأرض، ولا ينعمون بأحوال معيشية سعيدة. ونتمنى أن يكون هذا اليوم حافزاً عالمياً، للوقوف معهم، وتخفيف معاناتهم الإنسانية.