أطل الفنان الإماراتي فيصل الساري، كمفاجأة جميلة على جمهور برنامج «أمير الشعراء»، الذي تنتجه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، ويبث أسبوعياً على قناتي «الإمارات» و«بينونه»، ويهدف إلى صون التراث، وتعزيز الاهتمام بالأدب والشعر العربي. وبمرافقة الفرقة الموسيقية، عزف فيصل الساري مع أعضاء فرقة «أوركسترا ياس» عدة مقطوعات موسيقية جمعت الشرق بالغرب، ليس فقط على مستوى الآلات، إنما على مستوى المقطوعات، فمزجت الفرقة بين موسيقى السودان وأثيوبيا وأرمينيا وأمريكا اللاتينية وإسبانيا والهند والخليج، تأكيداً على أصالة وجمال ورفعة الهدف السامي لعام التسامح، الذي اتخذته الإمارات عنواناً لها ولفعالياتها خلال هذا العام 2019.
• كان لافتاً تقديمك في أمسية برنامج «أمير الشعراء»، لوحة موسيقية من دون غناء أو صوت بشري، فكيف تشرح الفكرة للجمهور؟
ببساطة، جعلت آلة العود تغني بـ 7 لغات، وسافرنا على متن هذه الآلة ما بين أمريكا اللاتينية وإسبانيا وأرمينيا وأفريقيا والهند وأمريكا الشمالية ونهاية وصلنا إلى منطقة الخليج، الفكرة هي تعبير فني موسيقي مني ومن أعضاء الفرقة عن «عام التسامح» الذي نحتفل هذا العام به في دولة الإمارات، وقد وجدنا أن مسرح «أمير الشعراء» هو واحد من أكثر الأماكن تناسباً مع هذه الفكرة، فهذا البرنامج يمثل فكر التسامح منذ موسمه الأول الذي انطلق قبل ما يزيد عن عشر سنوات، فلجنة التحكيم الموقرة تضم أعضاء من الإمارات ومصر والجزائر، ومقدمة البرنامج سعودية والمتسابقون ينحدرون من أكثر من 12 جنسية، وهذا واحد من أسمى معاني التسامح.
علاقة الشعر والموسيقى
• هناك علاقة وثيقة بين الشعر والموسيقى، كيف تشرح الأمر من وجهة نظرك الموسيقية؟
الشعر الموزون فيه موسيقى، لأن الشعر يعتمد على بحور الشعر، والبحر الشعري عبارة عن إيقاع، لهذا فالقصيدة الموزونة بشكل صحيح تسمع فيها موسيقى بشكل لا شعوري، والموسيقى عبارة عن نغم وإيقاع، فالقصيدة هي إيقاع يحتوي على نغم يترجمه كل ملحن بأسلوبه وطريقته، فالموسيقى موجودة في ثنايا كل قصيدة جميلة موزونة.
• الموسيقى لا لغة لها، فإلى أي مدى استطعنا كعرب التأثير في الموسيقى العالمية؟
لا شك أننا مؤثرون إلى درجة عالية، والدليل على ذلك أن الكثير من الموسيقيين العالميين استفادوا من تراثنا وموروثنا الموسيقي، ومن مقاماتنا ومن فنوننا المميزة، فمثلاً لو استمعت إلى بعض مقطوعات «تشايكوفسكي» فستجد في بعض سيمفونياته، أنه استخدم مقام «حجاز» المعروف عربياً، ولو حللنا موسيقى «نينو روتا» التي استخدمها في فيلم «العراب» وحصد عليها الأوسكار، ستجدها موسيقى عربية بامتياز فيها مقاما «نهاوند» و«حجاز» وعدد من النغمات والمقامات العربية الأخرى. أيضا الموسيقى الإسبانية وموسيقى منطقة البلقان، ما زالت تعتمد مقامتنا الموسيقية الشرقية في أغنياتها، فإذاً نحن تركنا أثراً منذ الأزل في الموسيقى العالمية.
• ما الذي تعنيه لك آلة العود؟
العود هو حصاني وصديقي الوفي، وهو كذلك أفضل وسيلة أعبر فيها عن مشاعري.
الشاعر المالي مفاجأة منافسات الحلقة الـ7
شهدت الحلقة السابعة من موسم «أمير الشعراء» الثامن، حضور الشيخ سعيد بن طحنون آل نهيان، ونائب رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي عيسى سيف المزروعي، ومدير «أكاديمية الشعر» سلطان العميمي، إضافة إلى عدد من الدبلوماسيين وأساتذة جامعة الإمارات. وجمعت الحلقة خمسة شعراء مثلوا خمس دول، هم: عائشة الشامسي من الإمارات، دينا الشيخ من السودان، عبدالمنعم حسن محمد من مالي، سلطان السبهان من السعودية، وعلي حسن سلمان من البحرين. وأمام أعضاء لجنة التحكيم المؤلفة من د.علي بن تميم، ود.عبدالملك مرتاض، ود.صلاح فضل، قدم الشعراء نصوصهم. وقبل بدء المنافسة بين الشعراء، أعلنت مقدمة البرنامج، لجين عمران عن تأهّل الشاعر مبارك سيد أحمد من مصر بـ77 درجة بعد تصويت الجمهور له على مدار أسبوع كامل، والذي تمكّن بتلك النتيجة من الانضمام إلى زميلته الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري التي تأهّلت قبله بفضل الدرجات الـ47 التي منحتها إياها لجنة التحكيم. فيما لم يكن التصويت لصالح بقية الشعراء، وهم هاني عبدالجواد من الأردن، ابتهال تريتر من السودان، سعد جرجيس من العراق.
أما مفاجأة الحلقة فتمثلت بتأهل الشاعر المالي عبد المنعم حسن إلى الدور نصف النهائي من المسابقة، والتي تشهد للمرة الأولى منذ انظلاقها، ليس فقط مشاركة شاعر من جمهورية مالي، إنما بانتقال الشاعر كذلك إلى المرحلة الأخيرة، وذلك إثر حصوله على 47 درجة من لجنة التحكيم. وفي المقابل بدأ بقية زملائه رحلتهم نحو التصويت، وهم: دينا الشيخ، سلطان السبهان، عائشة الشامسي، وعلي حسن سلمان. حيث سينتظرون نتائج تصويت الجمهور لهم.