ليال عبود، فنانة تنحدر جذوراً من جنوب لبنان وتتمدد حضوراً في جنبات العالم العربي. و«من لا يعرف الفنانة ليال منير عبود يجهلها»، كونها مغنية «بوب»، وشاعرة غنائية، وراقصة مسرح، وعارضة، وتملك شهادة «ماجستير» في الأدب الإنجليزي، وفي رصيدها نحو 50 أغنية.
• ألم يُبعدك الفن عن الأرض والطبيعة؟
طبعاً لا. وأشعر بأنني كلما انخرطت أكثر في الساحة الفنية، أقترب أكثر من الأرض التي أنتمي إليها، وهي جزء أساسي في اندفاعي وحماستي وشعوري بالمسؤولية.
• تنتمين إلى بلدة لبنانية نائية، يعتبر كثير من أهلها أن الفن يستدعي تقديم تنازلات ويحبذون الابتعاد عنه. كيف أقنعت أهلك بجدوى عبورك طريق الفن؟
أنتمي إلى عائلة من 10 أولاد (سبع بنات وثلاثة صبيان)، ورثنا جميعنا الصوت الجميل عن الوالدة، لكن لم ينخرط أحد في المجال الفني سواي. وكنت أظن في البداية أن طريق الفن مرصوفة بالورود وجميلة، والنجاح في هذا المجال لا يحتاج إلا إلى موهبة وصقلها بالدراسة الفنية والموسيقية، لكن سرعان ما أدركت أن حول الورود أشواك كثيرة، وطريق الفن ليست بسيطة وسهلة أبداً، بل محفوفة بالتعقيدات والمساومات والتصنيفات والتنازلات.
الفن وطيبة القلب
• هل نفهم من كل هذا أنك ندمت؟
أبداً، كل مَطبّ يعترضني يقوّيني ويعلمني، ويجعلني أدرس خطواتي التي تليها بدقة أكثر. بتّ أدرك ولو متأخرة، أن الناس لا تفكر جميعها مثلي بطيبة قلب وبعفوية. وأصبحت أعرف أن الفن وطيبة القلب لا يمشيان معاً.
• مضى على احترافك الفن 12 عاماً، كنت قبلها في عداد «قوى الأمن الداخلي» في لبنان. فكيف لامرأة أن تكون في صلابة عنصر في «قوى الأمن» وفي نعومة فنانة رقيقة؟
(تضحك) بالفعل، انخرطت في «قوى الأمن الداخلي» في أول دورة في لبنان تقبل بدخول إناث، وكنّا 23 فتاة. كانت فترة صعبة جداً، تزامنت مع اغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري. اشتغلت فيها من قلب قلبي، وحين اندلعت أحداث أمنية حالت دون التحاقي بمركز عملي، بسبب تدمير الجسور خلال حرب تموز في لبنان، عاقبوني بتهمة «الفرار في زمن الحرب».
• هل كان هذا سبب تقديم استقالتك؟
لا. في عام 2007 أنجزت أول أغنية خاصة لي وهي «حواسي كلها»، ولم يعد في إمكاني أن أزاول حياة الفن والغناء ليلاً وأعود وأرتدي بذّتي العسكرية نهاراً. وأتذكر أن عميداً سألني يومها وكنتُ في بداياتي: كم تتقاضين عن الحفلة الواحدة؟ أجبته: نحو 2000 دولار. ابتسم لي وقال: معناه ثلاثة معاشات شهرية لك في «قوى الأمن». وهكذا قدمت استقالتي، علماً بأنني كنت شاطرة في عملي.
• ماذا تقولين عن آخر أغنية أطلقتها «يا عنب يا مشمش»؟
من سمع بعنوانها اعتقد أنها «طقطوقة»، لكنها في غاية العمق والجمال وتحمل قصة، فيها موسيقى وغناء «الراب». وأنا، من خلالها، أول فنانة عربية تغني «الراب». ويوم قبلت أداء «الراب» قيل لي: كثيرات حاولن قبلك وفشلن. أجبتهم: أنتم لا تعرفون ليال عبود. صوّرنا هذه الأغنية بين بيروت و«قلعة شقيف» في الجنوب، ونقلنا الصحراء إلى بيروت، واستعَنّا بجمَل وبصّارة.
• من يتابعك في حفلة حيّة يُسهب في الكلام عن أجواء الفرح والحماسة التي تبثينها.. فهل هذا أحد أسباب نجاحك وإثبات نفسك؟
أحد أسباب نجاحي هو حُسن اختياري للأغنيات الجميلة المتميزة. كل أغنياتي نجحت و«ضربت»، وجعلتني فنانة عربية شاملة، حتى ولو لم يكن لديّ حتى هذه اللحظة أغنية خاصة باللهجة الخليجية والعراقية.
الأغنية الخليجية
• هل نفهم من هذا أن عينك في المستقبل القريب، على الغناء باللهجة الخليجية؟
أكيد، علماً بأنني أؤدي في حفلاتي دائماً الأغنيات الخليجية، ويُطلب مني دائماً الغناء للمطرب محمد عبده، لا سيما أغنيتا «الأماكن» و«أيوه»، وللمطربة أحلام «قول عني ما تقول»، وأغاني المطرب العراقي ماجد المهندس. وأحب اللون البدوي كثيراً.
• غنيت قبل الاحتراف بكثير، وظهرت على الملأ أول مرة كمتسابقة من جنوب لبنان في برنامج «استوديو الفن». حدثينا عن (ليال عبود الطفلة - المغنية)؟
شاركت أيام المدرسة في الأنشطة الثقافية كافة، وحين اعتليت مسرح «استوديو الفن» أول مرة، فوجئوا جميعهم في مدرستي «الحاجة مريم»، وقالوا يومها: ليال قليط، وهذا هو اسمي الحقيقي، ستصبح مغنية. وتضاربت الآراء يومها بين ناس (مع) وناس (ضد). وأذكر أن هذا جعلني أتردد في الاحتراف الفني بداية، وأدرس الأدب الإنجليزي، علماً أنني كنت بارعة جداً في الأدب العربي، وهذا بسبب كثرة قراءاتي.
أخطأت
• ماذا عن ولدك؟ كيف هي علاقتكما؟
أصبح في سن الـ14، ولا أزال أقوم بنفسي بتدريسه، وهو يناديني «لولو».
• وهل يتأثر بالإشاعات الكثيرة حولك؟
هو يعلم أن العالم مليء بالسخافة أكثر من الثقافة وأن الكثيرين يحبون الاجتزاء. ومن أجل تجنب السخفاء والشائعات صرت لأجل ابني أكثر انتباها فيما أرتديه. ابتعدت كلياً عن الثياب المكشوفة، وكلما يكبُر الإنسان يتعلم. اعترف بأنني أخطأت في بعض الأمور.