المجتمع المثقف المتعلم أكثر أماناً وصحة وازدهاراً. والترويج للقراءة والكتابة أمر حاسم للحفاظ على البشرية، وعامل حضاري فاعل لإخراجها من كهوف الجهل والظلام؛ ولأجل ذلك انتشرت حول العالم مُبادرات القراءة المحلية الإقليمية والعالمية، التي قادت الكثير من الناس إلى طريق السلام والتسامُح وتعزيز الرخاء من خلال المعرفة. في التقرير التالي رَصْد لمجموعة مشاريع مُلهمة.
«تحدي القراءة» في الإمارات
في دولة الإمارات، من بين أكثر من 340 مبادرة وفاعلية وطنية رئيسية للقراءة على مستوى الدولة، تنفّذها أكثر من 100 جهة محلية واتحادية، يطل مشروع «تحدي القراءة العربي»، كأكبر مشروع لتشجيع القراء بين الطلاب في العالم العربي، حيث التزم أكثر من مليون طالب بقراءة (50 مليون كتاب)خلال العام الدراسي. ويهدف «تحدي القراءة العربي» إلى تطوير شغف القراءة بين الأطفال والشباب في العالم العربي، وبناء القراءة كعادة متجذّرة في حياتهم.
«أنا أقرأ» في العراق
بدأ المشروع بحملة أطلقها شباب عراقيون على مواقع «التواصل الاجتماعي» عام 2012، لإحياء الكتاب المنسي لدى المجتمع المحلي، فقاموا بنشر الكتب على شبكة الإنترنت، وأثْرُوا النقاش حولها بشكل جاذب، إضافة إلى تزويد القرّاء بقوائم مطوّلة مُفهرسة لعناوين الكتب العالمية والعربية. ثم تطورت المبادرة ووصلت إلى المقاهي، وخرجت منها الكثير من الأفكار المشجعة على القراءة، مثل مجالس قراءة الكتب في الهواء الطلق.
«مشروع الترجمة» في اليابان: يُعد هذا المشروع الحكومي أحد أكبر المشروعات المشجّعة على القراء في العالم، إذ أدركت الدولة باكراً أن الأطفال هم البداية، لذا في كل عام يحرص فريق ياباني على حضور «معرض ميونخ الدولي للكتَاب» في ألمانيا، لحصر كل جديد في مجال كتب الأطفال باللغات كافة، ثم يختارون منها ما عليهم ترجمته إلى اللغة اليابانية، بهدف أن يُصبح الطفل الياباني مُلمّاً بكل ما يحصل عليه أطفال العالم من معلومات وخبرات.
«دوّار القراءة» في مصر
واحد من مشاريع ومبادرات عديدة أطلقتها مؤسسة «اقرأ» التابعة لجامعة القاهرة، وتقوم فكرته على توفير نحو خمسة آلاف كتاب، من مؤلفات كبار الكتّاب والأدباء والمبدعين، لحثّ الطلاب والباحثين وأعضاء هيئة التدريس والعاملين على القراءة، وأن يكون لكل منهم مكتبته الخاصة من خلال دعم الجامعة. ويسعى المشروع إلى جمع (125 ألف كتاب) في مجالات المعرفة الإنسانية وإبداعات كبار الكتّاب والأدباء والمفكرين كافة.
«كلمة قوية» في ألمانيا
مشروع مُتميز ابتكرته «مكتبة فريدريشسهاين» وسط برلين لتشجيع القراءة، وتحفيز اكتساب اللغة. يساعد المشروع ثمانية برامج يتعاقب عليه الأطفال حتى سن الـ12،على أن يكونوا فُصحاء، ويمتلكون معارف ومهارات يصبحون بها أقوياء كالكلمة، ويصبحون «كلمة قوية». يتكون البرنامج من مجموعات، ولكل مجموعة عدة عروض، يزورها الطفل لمدة عام دراسي كامل.
«من حق السجين أن يقرأ» في تونس
مبادرة مؤثرة، أطلقتها المدوّنة لينا بن مهني، انطلقت من شبكات «التواصل الاجتماعي»، وتهدف إلى جَمْع آلاف الكتب وتوزيعها على السجون التونسية كافة، وتمكين كل سجين من كتاب، لحثّ السجناء على المطالعة وتنمية القراءة لديهم، من أجل رفع المستوى المعرفي والثقافي لديهم، وحمايتهم من أشكال التطرف والأفكار الإقصائية كافة، ومن هذه الفكرة بدأ انتشار المكتبات داخل كل السجون التونسية.
«الجليس» في الكويت
يُشجع المشروع الشبابي الكويتي على القراءة والكتابة، وإحيائها من خلال أدوات عملية فاعلة، كما يهدف أيضاً إلى تكوين جيل مثقف يرتبط بالكتاب ويرى أهميته، لدى المشروع قرابة الـ(150 نادياً)، ينتسب إليه (1500 عضو)، وكل نادٍ يحتوي على مجموعة من خمسة إلى 10 أشخاص، يتفقون على قراءة مجال معيّن (أدب، تنمية بشرية، شعر، وروايات)، ثم يجتمعون للمناقشة في لقاء أسبوعي، أو مرتين في الشهر.
«مكتبة الأسرة» في الأردن
بهدف خلق مجتمع قارئ وتشجيعاً على القراءة والمطالعة وتنمية الفكر الناقد، انطلقت «مكتبة الأسرة» تحت شعار «مكتبة في كل بيت»، وهو مشروع ثقافي تعليمي أسّسته الملكة رانيا، وطوّرته وزارة الثقافة الأردنية عام 2006، وقدّم المشروع ما يُقارب الـ700 عنوان، منها ما يزيد على 250 عنواناً للطفل، وتستند فلسفة هذا المشروع إلى توفير الكتاب في جميع مناطق الأردن وبأسعار رمزية.