الدكتورة عذاري الفضلي، فتاة كويتية خرّيجة كلية الطب من جامعة «أوكلاند» في نيوزيلندا، وهي اختصاصية «علاج نفسي إكلينيكي»، تُرجع تفوّقها مهنياً إلى نشأتها وسط عائلة كبيرة، عوّدتها على قوة الشخصية وتحمل المسؤولية، وكانوا يعدّونها لتُصبح طبيبة، هدفها الأسمَى مساعدة الناس.

• لماذا تخصصت في «علم النفس» تحديداً؟
تخصصتُ في «الطب العام»، لكن من خلال الدراسة لسنوات عدة، وجدت أن أغلب أسباب الأمراض العضوية نفسيّة، وأن علاج معظم الأمراض يكون من خلال «علم النفس» وتغيير الأفكار، فقررت تغيير تخصصي، نظراً إلى الأهمية الكبرى التي وجدتها لهذا التخصص، إضافة إلى ميولي نحو مساعدة أكبر عدد من الأفراد، ما شجّعني على اتخاذ هذه الخطوة.

إيجابية
• ما سر إيجابيتك؟
تشبّعت بالحب والإيجابية منذ صغري، وفي الوقت ذاته تعلمت مبكراً أن الحياة لا بد لها من «يوم حلو وآخر مُر»، وأنها لا تسير على وتيرة واحدة، ولكل مشكلة حل؛ فكما أن هناك أوقاتاً صعبة، هناك أوقات جميلة أيضاً، ونحن من نملك قراراً في أن نزيد أوقات سعادتنا أو أوقاتنا الصعبة؛ وذلك من خلال الزاوية التي ننظر إليها ونتعامل بها مع جوانب حياتنا كافة. هذا إضافة إلى مجال تخصصي وعملي الذي صقّل تلك النَواة لديّ ليزيد من تفاؤلي وإيجابيتي.

• ما سر نجاحك في مهنتك؟
هبة ربانية أساساً تساعدني، إضافة إلى دراستي، في القدرة على انتقاء كلماتي جيداً، وتؤثر في من أمامي، إضافة إلى نيتي الكامنة داخلي منذ البداية في مساعدة من يلجأ إلى طلب الاستشارة، وطاقة الحب التي أرسلها إليه، فكل أحاديثي وأفكاري تعملان على دعم الشخص ومساعدته. ولا تتخيلي كمّ السعادة حين أنجح في تلك المهمة وأنقل الشخص إلى حياة جديدة.

سعادة
• ما مفهوم السعادة في نظر «علم النفس»؟
ليس هناك تعريف أكاديمي للسعادة، لكنها حالة شعورية نتيجة تبنّي فكر سليم وتوجّه إيجابي في الحياة، لذا على الإنسان تسخير حواسه كافة لتحقيق السعادة التي يرجوها، فالسعادة صنعة الحواس الخمس.

• هل السعادة عكس الاستسلام؟
الاستسلام أن أترك نفسي تحت سيطرة عيوبي وسلبياتي، وألا أحاول التحسين والتطوير من نفسي وحياتي، لكن السعادة تقبل العيوب والسلبيات، وفي الوقت ذاته أطور نفسي وأحسنها وأبحث عن طرُق علاجها. وأيضاً الاستسلام يكون مقروناً بالسلبية والنكران، ودليل ضَعف في الشخصية.

• ما مفهومك للسعادة؟
السعادة مصدرها داخلي في المقام الأول، ومفتاح السعادة قرار يَحْيَا به الشخص، يبدأ حين لا يَقرن الشخص سعادته بأي مصدر خارجي؛ فالسعادة حالة عقلية يقررها الشخص نفسه حين يعيش حالة من الرضا النفسي عن ذاته، تُولّد لديه شعوراً يبعث في نفسه الطمأنينة والسلام.

مشاعر
• هل الشخص السعيد لا يحزن؟
الشخص السعيد يعرف كيف يعيش كل شعور إنساني بطريقة متّزنة ومعتدلة من دون مبالغة، فأي شخص مهما كان سعيداً، لا بد أن يحزن لفراق إنسان عزيز أو شعوره بألم أو إصابته بمرض، ولكن يعيش تلك الحالة باتّزان ووعي كاملين، أي أنه لا يتمادى في حزنه، فلا يقف كثيراً عند مشاعر الحزن والغضب والقلق، بل يبدأ سريعاً بإيجاد الحلول ويستمر في حياته.

• وفي حال كُبتت تلك المشاعر؟
الكبت يؤدي إلى نتائج عكسية وأمراض مستقبلية؛ لأننا يجب أن نعيش كل لحظة بمشاعر حقيقية معتدلة تلائم الموقف، من دون مبالغة أو كبْت؛ فهذا يُنشئ الشخص السويّ، السعيد والمتزن، الذي يمتلك السلام والرّصانة في الحياة.

مواصفات «الشخص السعيد»
ترى الأخصائية النفسية الدكتورة عذاري الفضلي، أن أبرز مكوّنات «الشخص السعيد»، تتمثل في نظرته الإيجابية إلى الحياة، موضحة ومُختتمة: «سنجد الشخص السعيد بالضرورة مبتكراً، محباً، مبدعاً، يجيد التعامل مع الآخرين، يمتلك أنواعاً متميّزة وعديدة من الذكاء، يستمتع ويعيش اللحظة، مبتسماً في أغلب الأوقات، طاقته مرتفعة، يحب الإنجاز.. كما أنه يمتلك (كاريزما) وجاذبية وسلاماً داخلياً».