مستجدّات عدة حدثت في حياة الفنان الكويتي حسن البلام. فعلى الصعيد الفني، عاد من المملكة العربية السعودية، بعد أن قدّم في مدينة الرياض ثلاثة عروض لمسرحيته «العُظماء السبعة»، شكر بعدها الجمهور السعودي و«هيئة الترفيه» على حُسن وحفاوة الاستقبال. أما على الصعيد الشخصي، فاحتفل البلام بـ«عَقد قرانه» الشهر الماضي، وتفاعل كثيرون عبر مواقع التواصل مع هذا الخبر، فبينما اعتبره البعض صادماً، غرّدت إحداهن قائلة: «حسن البلام طلّق ثلاث مرّات وتزوج الرابعة، وأنا للحين ما تخرجت وحظي تعدّل». وتَوجّه عدد من نجوم الخليج، بينهم: د.حبيب غلوم، داوود حسين، طارق العلي، فهد البناي الذي كان شاهداً على الزواج، وآخرون بالتهاني للبلام.
• هل تجد الجمهور لا يزال مُقْبلاً على برامج المنوعات، مثل «بلوك غشمرة» الذي قدمته العام الماضي؟ وما مدى رضاك عن البرنامج؟
كلّي رضا عن البرنامج، والناس بسبب افتقادهم هذا النوع من البرامج يُقبلون عليه بحُبّ في رمضان، مما يمنحه النجاح.
• لو عاد بك الزمن للوراء وطُلب منك تصوير «بلوك غشمرة» من جديد.. فما التعديلات التي ستُدخلها على العمل؟
سأحذف كل المشاهد التي أغضبت الجمهور مني، فهناك مشاهد أغضبت المشاهد السوداني، وأخرى أغضبت أهل الأحساء في السعودية، على الرغم من عدم وجود أي تَعمّد لإغضاب أحد، لكن الجمهور أصبح حساساً أكثر، والـ«سوشيال ميديا» أصبحت فتيلاً لتفجير الفتنة بين الناس.
الرد بحدّة
• تظهر أحياناً عبر الـ«سوشيال ميديا» وتردّ بحدة، ما السبب؟
لأن هناك من أعطى نفسه الحق في أن يؤدّبني أو يقسو علي، بالتالي عليه أن يتحمل قسوتي أيضاً.
• أنت مع الفنانين الذين يردّون هجوم الجمهور بهجوم مشابه؟
لا. وطوال عمري أمتنع عن الرد. فهناك من سب أمي، وشكك في أصلي وانتمائي ولم أرد، لكنني أرد على «المنفلتين» قليلي التربية.
• هناك من يقول إنه يجب على الفنان ألا يتدنى إلى مستوى من يهاجمه نفسه؟
الفنان بشر أولاً وأخيراً، من الممكن أن يُستدرج لأي مستوى، ولماذا يتصيّدون للفنان إذا رد، وإذا ما رد «طيّحوا حظه؟»، ودعني أقل: إنه حتى اللحظة هناك نظرة دُونية للفنان، ولقد تناولت هذه الزاوية في «رسالة الماجستير»، وكيف لو تقدم الفنان للزواج فمن المرجح أن يتم رفضه فقط لأنه ممثل، ناهيك عن الطائفية والعنصرية المتفشيتين فيما بيننا.
• ولكن في كثير من بلداننا العربية الفنان مُكرّم ومقرّب إلى السلطة؟
صحيح، ولكن وقت النسب الأمر يختلف ويتبدل والموازين تتغير وتختل.
أدوار النساء
• ما عنوان «رسالة الماجستير» الخاصة بك؟
رسالتي عن تشخيص الرجال لأدوار النساء في المسرح الكويتي، والفنانان عبد العزيز النمش وعبد الناصر درويش نموذجان لذلك، حيث إنه كان من اللازم تقديمي موضوعاً لم يتم تناوله من قبل أكاديمياً، وعلى الرغم من أن مصادري حول الموضوع قليلة، لكن إصراري عليه نابع من رغبتي في تأصيل دور الفنان الذي يقدم دور المرأة وأنه ليس امرأة أو لديه ميول لذلك، بل حاله حال أي فنان لديه القدرة على تقديم «كاركتر»، وأنا شخصياً سبق أن واجهت مشكلات أسرية، وأثناء الخطوبة، وأخرى نفسية وشخصية، حتى إنني كنت أرى تلك النظرة المستهجَنة في عيون الناس داخل الديوانية، للبلام الرجل الذي يجلس بينهم، والذي قدّم دور امرأة على الشاشة.
• ما الذي دفعك إلى الحصول على درجة علمية أكبر، وأنت فنان معروف ولست في حاجة إلى ذلك؟
السعي وراء سعة أفق أكبر، ومعلومات جديدة وثقافة أكثر، فالكتب التي اطّلعت عليها خلال تحضيري للرسالة أعطتني ثقافة شخصية، والإلمام بمصطلحات علمية جديدة، مثل المصطلح الذي اكتسبته من الدكتور أحمد صقر في «جامعة الإسكندرية» وهو «السيميلوجيا»، ومعناه «علم الدلالات».
فترة وأذهب
• هذا معناه أنك لست حريصاً على لقب «دكتور» من أجل اللقب؟
أنا حريص على حسن البلام ولد إبراهيم ونصرة، وعندما أحصل على الدكتوراه سأتقاعد ولا يهمني أن يناديني الناس بـ«دكتور»، فأنا حسن الذي يفترش الأرض، ويجلس في القهوة، ويذهب إلى البحر، ولــن أتــغيــّر.
• أصبحت لك مدرستك الفنية. فما سر الاحتواء والحب الــذي يجمعك بالممـثلين الشـــباب؟
أنا كفنان موجود لفترة معينة وبعدها أذهب، بعدها يتبيّن ماذا قدمت لنفسي أو للشباب أو للدولة كمواطن كويتي خليجي، لهذا عمدت إلى تكوين «جروب فني» من كل الأطياف، على غرار الذي كوّنه كل من عبد الحسين عبد الرضا وسعد الفرج وخالد النفيسي، وهذا «الجروب» على درجة عالية من الموهبة والكفاءة، فأصغر فنان عندي هو خالد السيجاري، الذي سبق له أن حصل على «جائزة أفضل ممثل» على مستوى الخليج، وحُبّنا لبعضنا نبع من حُب الأسرة، فليس مهماً من يصنع «الإفيه» والمهم أن يكون موجوداً. أذكر موقفاً مع أستاذي في «جامعة الإسكندرية» الدكتور جمال ياقوت، بعد أن شاهد لي أحد العروض، قال لي ملاحظة مهمة، وهي أنه لاحظ في العرض شيئاً لم يرَهُ في أي مسرح آخر، وهو حرص كل ممثل على أن يسند زميله على الخشبة، وهذا يؤكد أننا تجاوزنا مرحلة أننا نمثل فقط، بل نحن أسرة واحدة.
تهميش المرأة مسرحياً
سألنا حسن البلام عن سبب تهميشه العنصر النسائي في مسرحياته، فأجاب: «بصراحة، أخاف من وجود المرأة على خشبة المسرح، فالمرأة كيان ومجتمع وبيت، وهي أمك وأختك وابنتك، وبقدر ما تحافظ عليها ستصبح محترماً، وبسبب تعلقي الشديد بوالدتي أحب أن تكون المرأة دائماً في المكانة الأجمل». وحول ما يُقال إنه يفكر في الاستعانة بـ«فاشينيستات» ضمن عروضه المسرحية، نفى الأمر مُجيباً: «بالطبع لا. فقط سبق أن قدمت الدعوة لإحداهن لحضور أحد العروض، وكان ذلك من قَبيل المجاملة لا أكثر ولا أقل».
جديد البلام
انتهى حسن البلام من تصوير مسلسل «سيت كوم» من إنتاجه، بعنوان «السجن»، سيُعرض خارج الموسم الرمضاني، وعنه يقول: «لكم أن تعلموا أن الفريق المشارك معي رفض أخذ أي مقابل مادي حتى أنتهي من تسويق العمل»، وهناك أيضاً عمل مُزمَع أن يبدأ به البلام من إنتاج «تلفزيون الكويت» بالتعاون مع «التلفزيون السعودي».