عاشت المغنية اللبنانية باسكال مشعلاني عند انطلاقتها عصراً ذهبياً، لكن باسكال التي تعي تماماً أن الفن والأضواء لا يدومان، اتخذت قراراً ذكياً بالزواج وتكوين أسرة، ومن ثم عادت للفن بعد أن أنجبت طفلها وحققت حلم الأمومة، فأصدرت العام الماضي أسطوانتها «بخاف أعشقك»، وصوّرت أغنية «اتعذّبت كتير»، كما تُجهز حالياً لأكثر من أغنية منفردة، إضافة إلى ألبومها الجديد.
• ما الرسالة التي رغبت بتوجيهها من خلال أحدث أغانيك «تعذبت كفاية»؟
تم تصوير «الكليب» في تركيا لمدة ثلاثة أيام مع المخرج زياد خوري، وأؤدّي من خلاله دوراً تمثيلياً، فهو يحمل رسالة عن مُعاناة المرأة مع الرجل، والأغنية بمثابة عودة لي لغناء اللون الدرامي الحزين، بالتعاون مع الشاعر والملحن محمد رفاعي. وتقول كلماتها: «أنا مبقيتش أخاف ولا عندي شيء أبقى عليه.. دموعي خلاص مفيش.. طب قولي تاني أنا هبكي ليه.. بعد اللي عملته فيّا». وحالياً أجهز لأغنية «سنغل» سأطرحها بعد شهرين تقريباً، ومن الممكن أن أصدر «ألبومي» الجديد في الصيف، هذا عدا عن أني تعاقدت على عدد من الحفلات والمهرجانات.
• نلاحظ قلة تقديمك لأغانٍ باللهجة المصرية.. لماذا؟
هذا صحيح، ولكني عوّضت هذا النقص بأن نجحت بأغنياتي اللبنانية في مصر. ثم إن الفنان عندما يغني لا يفكر في غناء شيء معين، ويتوقف الأمر على ما يُعرض عليه، وما يعجبه من كلمات وألحان.
«شريط كوكتيل»
• حللت مؤخراً ضيفة على الفنان هشام عباس في برنامجه «شريط كوكتيل».. فهل يمكن أن تقدما «دويتو» معاً، خاصة بعد أن لاحظنا تناغماً كبيراً بينكما؟
لمَ لا. فهشام فنان موهوب وأكنّ له كل محبة واحترام، وعلى الصعيد الشخصي هو إنسان طيب، وأدعوه أن يجهّز لـ«ديو» ويعرضه علي لنغنيه معاً.
• تبدين من خلال «كليباتك» ذات قـدرات تمثيلية.. فلماذا لا نراك ممثلة؟
لديّ قُدرات تمثيلية فعلاً، وأنا من أكثر الفنانات اللواتي تلقّين عُروضاً لأدوار تمثيلية منذ بداية مسيرتي، وبالفعل أعتقد أنه علي أن أمثل يوماً ما، شرط أن يحمل الدور الذي أختاره قضية مهمة، وإن حدث هذا فلن أتأخر أبداً.
• ماذا تعني العالمية بالنسبة إليك؟
العالمية عند الكثيرين تعني الشهرة والنجاح في أوروبا وأميركا، لكن هذا ليس مهماً بالنسبة إلي، وفي نظري تكمن عالميتي في محليتي. أي أن نجاحي في العالم العربي يحسسني بأني فعلاً مطربة عالمية.
• ألا تفكرين في طرح «ألبوم» للأطفال تغنين فيه لابنك إيلي، مثلما فعلت كثيرات من الفنانات اللواتي غنين لأولادهن؟
قدمت لابني إيلي أغنية خاصة به عنوانها «ليللو» عندما ولد، ومن الممكن أن أقدم «ألبوم» باسمه لأنه يطلب مني ذلك.
• في الآونة الأخيرة كتبت المطربة نجوى كرم كلمات الكثير من أغانيها، وكذلك المطربة ماجدة الرومي، ألا تفكرين في كتابة أو تلحين بعض أغنياتك في الفترة المقبلة؟
برا?ـو لنجوى وماجدة، إنما ليس لدي موهبة كتابة الأغنيات أو التلحين مثلهما، لكن لدي أفكار «كليبات» من الممكن أن أشارك في كتابة أفكارها، وليس أكثر من ذلك.
احترم خصوصياتي
• كيف توفقين بين العائلة والفن؟
أنظم أوقاتي، والفضل الكبير في ذلك يعود إلى والدتي التي ترافقني منذ بداياتي ولا تزال حتى الآن. فهي دائماً تهتم بابني في غيابي، وأنا أعطيت فترة كبيرة لفني وعملي، وحالياً أعطيه لابني وعائلتي.
• هل أنت ناشطة على مواقع «التواصل الاجتماعي»؟
نعم، وأتناول كل ما له علاقة بأعمالي الفنية. أما بالنسبة إلى حياتي الخاصة، فلا أتطرق إليها إلا بتغريدات قليلة احتراماً لخصوصياتي.
• ماذا غيرت فيك الأمومة؟
جعلتني أتحمل مسؤولية أكبر، وأصبحت حنونة أكثر، ملتزمة، أهتم بنفسي ولأجل ابني صرت أخطط كثيراً.. فعندما يكون لدي حفل أسافر وأعود في اليوم نفسه، حتى لا أبتعد عنه كثيراً أو يشعر بغيابي، وأسعى جاهدة إلى العيش كل لحظة معه، لأن الوقت والحياة يمران بلمحة بصر، ولا يبقى منهما عندما نكبر إلا الذكريات، التي تظل محفورة في قلب كل «أم».
• ما أهم صفات وعيوب ابنك «إيلي»، وكيف تتعاملين معه عند الغضب منه؟
إيلي طفل حساس، طيب القلب وحنون إلى أبعد حد، لكن عيبه أنه عنيد. وعندما أغضب منه أحرمه من الأشياء التي يحبها مثل الـ(iPad)، ومعه أسترجع طفولتي.
• وهل لدى ابنك أي ميول فنية؟
نعم. ما دامت أمه مطربة ووالده ملحناً وموزعاً موسيقياً فمن الطبيعي أن يكتسب الجينات الفنية منا، لذلك هو يعزف لكبار الفنانين حالياً، كما يعزف لي ولوالده، ويعزف الموسيقى في المدرسة، وأنا أفسح له المجال لهوايته، وفي المستقبل له حرية الاختيار في أن يحترف الفن إن أراد.
شباب دائم
منذ أن عرفنا باسكال مشعلاني وملامحها لا تكبُر، فسألنها عن ذلك؟ وتجيب: «أحافظ على هذه النعمة من ناحية وضع الكريمات المرطبة، أوازن في طعامي، لا أحرم نفسي من أي شيء ولكن بتوازن، أمارس الرياضة، أحمي نفسي من الشمس، لا أدخن، أستعين برياضة «اليوجا» للهدوء، كما لم أجعل وجهي حقل تجارب أمام خبراء التجميل وحقن البوتوكس والفيلر».
جمال طبيعي
بدا ملاحظاً على باسكال الحشمة في إطلالاتها الأخيرة، لكن هل هذا سببه غيرة زوجها عليها؟ أم خيار شخصي بعد أن أصبحت أماً؟ وحول ذلك، تقول مشعلاني: «في الواقع طوال عملي الفني لم أتجرّأ كثيراً بملابسي. وأؤمن بأن الجمال يكمُن في العيون، الضحكة، الصوت، البَحّة والنعومة. هذا هو الإغراء الحقيقي. وقوّتي تكمُن في صوتي وجمالي الطبيعي، ولست بحاجة إلى التعري لكي أجذب الجمهور.