تبدع الفنانة التشكيلية الإماراتية عزة القبيسي، منذ 18 عاماً، في صناعة المجوهرات اليدوية، والمنحوتات الجدارية، والأعمال الفنية، والتحف، وتصميم الهدايا، والدروع التقديرية، وفي تصميم الأثاث المصنوع من جريد النخيل. حصدت العديد من الجوائز العالمية، واختيرت من بين أقوى 200 امرأة عربية. هي سيدة أعمال، إلى جانب كونها زوجة وأماً ناجحة لخمس فتيات.
• إلى جانب كونك مصممة مجوهرات، تبدعين أعمالاً عديدة أخرى في مجال التصميم، فهلّا أخبرتنا عنها؟
أعمالي تتركز على صناعة وتصميم الدروع والهدايا، للسباقات والمهرجانات والجهات الرسمية، وهذا ما تميزت به منذ عام 2005. وتجربتي الفنية تتراوح بين قطع المجوهرات والتحف الكبيرة، التي أعتبرها مجوهرات ولكن بحجم كبير.
مكونات طبيعية
• ما المواد التي تستخدمينها في قطعك؟
على صعيد شخصي أعشق صنع التصاميم من الإسفلت والرمل ومواد مختلفة، إلا أن اكتشاف مواد محلية أخرى كان مهماً في تطور تجربتي الفنية. فاستعنت كفنانة إماراتية، بمكونات طبيعية في بعض التصاميم خاصة الأخيرة منها، ومنها تصاميم بالاعتماد على جريد النخيل.
• كيف قررت صنع التصاميم بالاعتماد على جريد النخيل؟
بعد أن عدت من بريطانيا، توليت مسؤولية مزرعة والدي، لأن لدي عشقاً للطبيعة والصحراء، وفي أحد الأيام التي كنت أتفقد فيها المزرعة، أخذت قطع كرب نخل فأمسكتها وتمعنت بها، واستطلعت جمالياتها الحقيقية، وأذهلني لونها؛ فبدأت بالعمل على العينات الصغيرة من كرب النخيل. أول كرسي نفذته كان مستوحى من قطع جريد منحوتة، قطع طويلة كعينة، فابتدأت أعمالي في كرب وجريد النخيل بأحجام جداً كبيرة. كنت أريد أن أعيش تحدياً مع نفسي، فأول قطعة نفذتها كانت لا تقل عن أربعة أمتار. صنعت منها أشكالاً مثل العواميد أسميتها Foundation، وأطلقت المجموعة هذه في أول احتفالية نُظمت بمناسبة (عيد الاتحاد الأربعين).
• ما المنتجات التي استخدمت كرب وجريد النخيل في صناعتها؟
استخدمتها في قطع الأثاث والجداريات الفنية المنحوتة، التي لا أنتج منها في السنة أكثر من أربع قطع. وأفضل أن يطلب إلي العمل على جدار معين، وعدم القيام بعمل فني وتخزينه، لأن تخزين الأعمال الفنية يحزنني، وأهدف إلى تحقيق الاستدامة وراء استخدام الجريد في الأثاث، عبر حفظ النخيل أطول وقت ممكن.
مفروشات النخيل
• متى أطلقت مفروشات جريد النخيل؟
منذ العام 2011. وحالياً أصمم حسب الطلب تحت براند «يريدة»، إذ قمت بتأنيث الكلمة، ليصبح لها معنى آخر وهو يريدها أي يحتاجها.
• كم يتيح جريد النخيل إنتاج قطع إبداعية ووظائفية؟
كقطع أثاث هو في الأخير من الألياف المرنة، إذا لم يتعرض للمياه يعيش فترة طويلة جداً. لدي قطع تجريبية في حديقة منزلي منذ 10 سنوات. طبعاً لم تبق على الجمال نفسه، فهو كأي مادة طبيعية تحصل فيها بعض التشققات وتخف اللمعة منها. لكن الجميل في المقاعد المصنوعة من جريد النخيل، أنها يجب أن تكون في الداخل. القطع الخارجية أصممها بحيث أنها بعد خمس أو ست سنوات إذا ملّ الشخص منها، يمكنه أن يقص جريد سعف جديداً ويضعه مكان القديم، ومن لديه نخل في منزله بإمكانه تغيير الطبقة العليا سنوياً، لأنها مجرد تنظيف للسعفة وتدخيلها في التصميم، الذي أنفذه بشكل يستطيع أي شخص تنفيذه.
عناية واهتمام
• هل تختلف طريقة العناية والاهتمام بمفروشات جريد النخيل عن سواها؟
يتعرض الخشب والسعف لدخول الحشرات والفطريات، وبالتالي أعالجها معالجة حرارية وأضع عليها مادة تحميها من الحشرات والفطريات. فالعوامل الطبيعية والمعالجات التي تؤثر في الخشب تؤثر أيضاً في الجريد، وبالتالي تعتمد على مدى اهتمامنا بالمادة نفسها.
• هل فكرت في إطلاق خط للمفروشات من مواد أخرى؟
عشقي الأساسي للفن وطرح المواضيع البيئية من خلال أعمالي، والتحدث عن الثقافة المحلية وخصوصيتنا وهويتنا. فإذا لم يكن الشيء مرتبطا ارتباطاً حقيقياً بمبادئي الأساسية فالأمر سيكون صعباً. أنهيت 10 سنوات من فهمي لهذه المادة. فأنا لا أعمل في الخشب لأسباب عاطفية وخوفاً على الأشجار. الجريد يمكن أن أفكر به من ناحية تجارية، لأن كمية الأطنان التي تخرج من المزارع لا تعد ولا تحصى. وشخصياً أحول ما يصل إلى 90% مما لدي من شجر نخل إلى أثاث أو قطع فنية وأعطيه عمراً لكي لا يتحول مباشرة إلى سماد. وطريقتي في العمل به، تجمع ما بين صناعة المجوهرات وأسلوبي في إخراج القطعة، بحيث تكون وظائفية وهو أمر ليس بالسهل، ولكن خبرتي علمتني ولعبت دوراً في استمرار تجربتي ونجاحها.
جوائز
عن أبرز الجوائز التي نالتها، تقول المصممة عزة القبيسي: «نلت في عام 2011 ثلاث جوائز دفعة واحدة، أهمها من دولتي الإمارات، الأولى كانت عن عملي «سيدة أعمال» والثانية عن فئة الأعمال المجتمعية. أما الجائزة الثالثة فكانت من المركز الثقافي البريطاني وهي Young Creative Entrepreneur، وتقضي بأن يسافر الفائز بها إلى بريطانيا، ويلتقي بالأشخاص الذين فازوا بالجائزة نفسها من 12 دولة مختلفة، ويعيش تجربة لقاء أهم المصممين والاطلاع على المعارض وتبادل الآراء والأفكار، وكانت تجربة لا تقدر بثمن».