يشتكي البعض من شح الحب، وحب المصلحة، والحب المزيف، فهل أصبح الحب لهؤلاء مشوهاً؟ وهل أصبح البشر خاوين من الحب الحقيقي؟ أم أنهم لم يفهموا المعنى الحقيقي للحب؟
إذا بحثنا عن المعنى اللغوي للحب، سنجد معاني متعددة كالمودة والعشق والجذب والرومانسية والإخاء والوداد والشغف والإخلاص والكثير من المرادفات. ولكن ما لا ندركه هو أننا نستطيع أن نختار المعنى والمرادف باختيارنا، وحسب الموقف والوضع الذي نكون فيه. تكوين مفهومنا للحب يعتمد على ثقافتنا وحسب الطريقة التي تعلمنا فيها الحب لنكون سعداء، ويأتي ذلك من خلال مشهد تمثيلي بفيلم رومانسي، أو كلمات لأغنية رومانسية، شكلت لدينا تلك المشاعر والخيال، فتكون لدينا المعنى التقليدي، ولكن في الحقيقة والواقع، هناك عالم لا حصر له من إمكانات التجربة بطرق أكثر واقعية وأهمية لأنفسنا، ولأفراد الأسرة والأصدقاء ولكل من يهمنا.
فضول واستمتاع
الحب الحقيقي هو الفضول والاستمتاع، وهو فعل يمكننا أن نمارسه من خلال تجاربنا التي نمر بها لحظة بلحظة، فالحب الحقيقي هو اتصال حقيقي بعيداً عن الادعاء والحنكة. لدى الكثير فكرة يؤمنون بها وهي إمكانية العثور على الحب من مكان آخر، ولذلك يقضون الكثير من الوقت والعناء للبحث عن ذلك الآخر الذي سيهبهم الحب، وبمجرد العثور عليه عليهم التشبث به، متناسين حقيقة أن الحب متغير ودائم الديناميكية. ماذا لو فكرنا في الحب كقدرة بداخلنا وليس، كما نراه، شيئاً في أيدي الآخر، يسلمه إلينا لنكتمل ونتميز، وهذه بحد ذاتها فكرة تجعلنا نعيش بين البحث ومعاناة التمسك بذلك الحب، والذي يجعلنا نعتقد أنه مصدر سعادتنا، ونبذل الكثير لنبقى نعيش ذلك الشعور الخاطئ، باحثين عمّن يكملنا على وجه التحديد.
استكشاف السعادة
النوع الذي نحتاج إليه لاستكشاف السعادة هو «حب أنفسنا»، ولكن علينا أن نحذر من التصرف بأنانية ومن تضخم الذات، فأحياناً نلاحظ بعض المتحدثين عن الحب ينصحون بحب الذات وعدم الاكتراث بالآخرين، مما يسبب الكثير من المشاكل بين الأزواج والأصدقاء. علينا أن نتقبل أنفسنا قبل أن نتمكن من حب الآخر. فحب الآخرين مستحيل إذا لم نحب أنفسنا أولاً، ففاقد الشيء لا يعطيه، فزراعة الحب والرحمة مهمة جداً للآخر، ومن الضروري أن نشمل أنفسنا. فالحب هو السلام الذي يكسونا من الداخل لينير قلوبنا وينثر النور لمن حولنا من دون عناء، هو الذي يشعرنا بالبهجة، وليس بالضرورة أن يكون مرتبطاً بعلاقة رجل وامرأة، بل هو أبعد من ذلك.
استشارة
• أشعر بالعزلة المتزايدة، أنا متزوجة وعندي ولد، ونعيش كأسرة حياة مريحة، لا توجد لدينا أي مشاكل تُذكر، لكنني لم أشعر أبداً بعلاقة مناسبة مع الأشخاص المحيطين سواء الأصدقاء أم الأهل، زوجي يعمل في إمارة أخرى، لديّ عدد قليل من الأصدقاء، ولكن للأسف لا أشعر بعلاقة عميقة مع أي منهم، دائماً ما أكون الشخص الذي يبذل جهداً للاتصال بأحد لأنني أخشى الرفض، وهذا ليس بالأمر السهل بالنسبة إلي. ماذا في إمكاني أن أفعل؟
- لم تذكري عمر ابنك، إذا كان طفلاً فقد تكون لديك أعراض اضطراب الاكتئاب ما بعد الولادة، أحياناً مشكلات تغيير الهرمونات تسبب تلك الأعراض، أو إذا كنت تعانين مشكلة الغدة الدرقية يرجى مراجعة طبيبك لتلافي الأعراض الأخرى. وقد يكون زوجك له دور في شعورك بالوحدة، أما التواصل مع الآخرين والخوف من الرفض، فهناك بعض الأشخاص الذين يعانون ذلك يتطوعون وبالذات مع كبار السن.