دربي طفلك على خطة جديدة في تحمل مسؤولية البيت، إذا كان فوق عمر7 سنوات، دربيه على مبدأ «إدارة المصروف حسب الدخل»، عن طريق تدريجه في أخذ مصروفه. فإن لم يكن له مصروف شخصي، فاجعلي له مبلغاً  ثابتاً دورياً، وإذا كنت تعطينه مصروفاً يومياً فاجعلي مصروفه أسبوعياً. وإذا كنت تعطينه مصروفاً أسبوعياً فاجعلي مصروفه شهرياً.
إن هذه المساحة الشخصية التي يحصل عليها طفلك مهما كان صغيراً، ستجعله يتفهم فوائد إدارة المصروف، ويحقق فائدة شخصية من التوفير.
شاركيه بالمسؤوليات إن كان راشداً فوق 12 عاماً، وذلك عن طريق إعطائه مسؤوليات محدّدة، مثل:
1 - سلّمي ابنتك الكبرى مثلاً بند الطعام، وأعطيها مبلغاً في بداية الشهر، وأخبريها بأنها ستكون المسؤولة هذا الشهر عن هذا الجانب. فإن استطاعت أن تجلب كل حاجات الطعام ضمن المبلغ المحدد فهذا ممتاز، وإن استطاعت أن توفر جزءاً من المال، دونما تقصير في الحاجات، فهذا رائع فعلاً ويستحق المكافأة والتشجيع.
2 - سلمي طفلك مبلغ رسوم تسديد الماء أو الكهرباء أو الغاز أو الهاتف، علميه كيف يقسم المبلغ حسب الأشهر السابقة، فهناك متوسط لاستهلاك أسرتك شهرياً، إنك بذلك تجعلين طفلك، يعرف كيف يقرأ فاتورة الماء والكهرباء، كذلك يعرف أهمية ترشيد الاستهلاك، وحين ينفصل عنك ويذهب إلى الجامعة، سيكون من السهل تقسيم المبالغ التي تُرسل إليه، حسب حاجاته الأساسية، واضعاً في اعتباره، الماء، والكهرباء، والغاز، والهاتف، والطعام.. إلخ.
بعد تطبيق مبدأ إدارة المصروف، مع أفراد أسرتك، ستكتشفين متعة الإدارة، وسيعرف طفلك أن يقول (لا) لإغراءات التسوق، بل تصبحين قدوة لطفلك في ترتيب أموره المالية، على نحو يكفل له العيش الكريم، بل يكفل لك أيضاً الطمأنينة على أن طفلك، حين يغادرك، سيكون لديه القدرة على إدارة ما يملكه من مال على وجه صحيح، دون تبذير، أو إنفاق بلا هدف ومن دون معنى، هو سيعرف أن كل درهم ينفقه لا بد أن يكون في مكانه الصحيح، إنها مهارة عظيمة تدخله إلى عالم المال والأعمال.