يومياً تصلنا إعلانات عن ورش عمل، ومحاضرات، ودورات علمية وغير علمية بخصوص الذات وتطويرها، وتعلم طرق حديثة للوصول إلى السعادة والحياة بإيجابية، وهناك عدد كبير من الأشخاص يهرعون للتسجيل في هذه البرامج والدورات بحثاً عن السعادة، تُرى لماذا يريدون الأكثر من السعادة؟
تقدير ذاتي
علم النفس لسنوات كان مهتماً باكتشاف المشاكل النفسية وحلها بطرق مختلفة، وفي عام 1985 بدأ يُطرح موضوع التأكيد على الصحة النفسية، بحيث يكون الشخص راضياً عن ذاته وقادراً على التعامل مع نفسه ومتقبلاً لها، أي أن لديه تقديراً ذاتياً مرتفعاً، وذلك يساعده على التعامل مع الآخرين بشكل جيد، وأن تكون له القدرة على مواجهة المشاكل والصعاب دون التأثر بها بشكل سلبي.
السبب الحقيقي لعدم وصول الفرد إلى الشعور بالسعادة وراحة البال، هو أنه لم يتعلم أن يكون سعيداً، لذا لا بد أن نعلم أطفالنا كيف يكونون سعداء ولا نتركهم للزمن، ولأصحاب الدورات والمحاضرات ليعلموهم وإن نجحوا معهم قليلاً، ولكن يبقى التعلم في الصغر هو الأهم والأكثر تأثيراً.
خطوات للسعادة
سعادة أطفالنا ليست بالطعام الجيد وشراء الأشياء والألعاب الإلكترونية وسواها. بل لجعلهم سعداء، هناك خطوات بسيطة يمكن اتباعها وستكون النتيجة حتماً إيجابية:
• لا تتركهم يسهرون، فالنوم لساعات طويلة مهم جداً للأطفال، وذلك يعتمد على أعمارهم، ومن المهم ألا تقل ساعات النوم عن ثماني ساعات، وأثبتت الدراسات النفسية أن النوم يقي الأشخاص من القلق والتوتر والاكتئاب، بل يجعلهم قادرين على التحكم في حياتهم، ولديهم علاقات اجتماعية جيدة.
• الحاجة إلى الانتماء أساسية للفرد حيث تشعره بالسعادة والقبول والأمان، ولذلك عليكم أن تعززوا علاقاتهم بأفراد الأسرة والأرحام من خلالكم، فتكونون قدوة لهم بارتباطكم بأفراد العائلة وتعزيز العلاقات معهم.
• اجعل أطفالك يبتسمون فللابتسامة تأثير سحري على الفرد، إذ تشرح صدره وتملؤه بالفرح سواء له أم لمن حوله، فاجعلها عادة وشجع أطفالك على ممارستها، ودعهم يرونك مبتسماً دائماً، واخلق لهم جواً من المرح في البيت. وإن كان لديك مراهقون احرص أكثر على تبديد انفعالاتهم، واجعلهم أكثر هدوءاً.
• من يصاب بالاكتئاب لا يحب الحركة كثيراً، بل نراه مستلقياً معظم الأوقات؛ لأنه يشعر بالوهن، ولمقاومة ذلك ننصحه بتغيير هذه العادة ونحثه على الحركة وممارسة الرياضة البدنية، فالرياضة تسهم بشكل كبير في إفراز هرمون السعادة.
• العطاء والتقدير مهمان جداً، ولتصل فكرة أنك تستطيع أن تكون سعيداً إذا قدمت لغيرك ما يسعده، يمكنك أن تعود أبناءك أن يكتبوا في كل ليلة ثلاثة أشياء أو مواقف إيجابية حدثت معهم، وأن يختاروا شخصاً ليشكروه ولماذا، فهذا يعزز لديهم التقدير للآخرين، وعدم التردد في العطاء، وبذلك سيشعرون بالسعادة.
استشارة
• لدي مشكلة كبيرة تخص ابنتي (5 سنوات)، ففي لقاء مع مديرة المدرسة فاجأتني بأن تصرفات ابنتي غير طبيعية، فهي منطوية ولا تلعب مع الأطفال الآخرين، بل تكون عدوانية وعنيفة، وسألتني إذا كنت أعاقبها بالضرب. في الواقع أنا لا أضربها أبداً، وهي طبيعية في البيت، ولكن ألاحظ أن لديها مشاكل أثناء النوم كالكوابيس. فما العمل؟
وضع ابنتك غير سوي، وأرجو أن تعرضيها على أخصائي نفسي إكلينيكي لتشخيص الوضع، وتأكدي في هذه المرحلة من إبعاد كل الأجهزة الذكية كالموبايل والآيباد وغيرهما عنها؛ لأن تأثيرهما قوي جداً عبر الموجات الكهرومغناطيسية في الدماغ؟ فهناك كثير من الأطفال يتأثرون بتلك الأجهزة؛ لأنهم يقضون أوقاتاً طويلة باستخدامها، وبالتالي يؤثر في أدائهم الوظيفي، وفي قدراتهم المعرفية وانفعالاتهم.