رمضان شهر الصوم، هل فكرت يوماً ما الذي تسعين إليه في حياتك؟ هل يمكن ربط أهدافك بهذا الشهر؟ كونك ستتمتعين في هذا الشهر بحالة من الصفاء الذهني، والوقت الكافي للتأمل في حياتك، وسؤال نفسك: ماذا تريدين أن تحققي من أهداف؟ إنها فرصة لاكتشاف طاقتك وقدرتك على تجاوز الصعاب والتحديات التي تعرقل طريق حياتك، وتغيير بعض من عاداتك السلبية.
كون شهر رمضان فرصة لتحسين الذات، فهو الفترة المثالية للبدء بإعادة النظر في بعض العادات السلبية التي قد تكون من مبطلات الصوم، أو من النوعية التي تنقص أجر الصائم. فالتخلص من العادات السيئة ليس بالأمر الهين، والتغيير لن يكون بين ليلة وضحاها بطبيعة الحال، ولكن رمضان فرصة مثالية؛ كونه يوفر لك كل ما تحتاجين إليه؛ كي تتمكني من استبدال العادات السلبية بأخرى جيدة.
إرادة قوية
إن كنت قادرة في رمضان على الامتناع عن الطعام والشراب، وهي أكثر شهوة تتحكم في البشر، شهوة الطعام والشراب، ففي الصوم ترين كل أصناف الطعام أمامك، ويكون لديك رغبة التذوق من هذا وذاك من الطعام، لكنك تمنعين نفسك بطيب خاطر، وإرادة قوية. لذا من السهل تعميم تجربة الصيام على باقي العادات في حياتك، فلو كنت مثلاً مدمنة عادة سلبية، وتحاولين التخلص منها، فكري خارج الصندوق، أي فكري في مقدار القدرة والطاقة التي تمتلكينها والتي تمنعك عن أشهى المأكولات لمدة تزيد على 14 ساعة يومياً.
شهر كسر الروتين
رمضان يُتيح لك التتخلص من العادات السلبية، التي أخذت منك سنوات، كي تصبح جزءاً من حياتك، وهي تترعرع وتنمو على المداومة اليومية والروتين. لكن شهر رمضان يكسر هذا النمط الروتيني للحياة اليومية، ويمنحك فرصة لا تعوض لفكرة التغيير. وإذا رجعنا إلى الأغلبية الساحقة من برامج التدريب والتطوير الشخصي والمهني، وكذلك العلاجات النفسية العملية، يتم تنفيذها من 21 إلى 30 يوماً. وها أنت في شهر رمضان الذي يختصر عليك الطريق، فهو وفر عليك مشقة كسر الروتين، وقدم لك الراحة النفسية، وأظهر لك أنك تملكين القوة والإرادة، وفتح لك كل أبواب المساعدة، سواء من خلال التعبد أو اللجوء إلى الله. وتذكرك بأنك إن تمكنت من تجاوز الثلاثين يوماً، فأنت ستتخلصين من أي عادة السلبية تريدين تغييرها، ليس لفترة محددة، بل إلى الأبد.
خطوات
لتغيري عادة سلبية من عاداتك اتبعي الخطوات الآتية:
1 التحديد والاعتراف:
الخطوة الأولى هي أن تعترفي بأن لديك عادة سلبية، وتحددي اسمها؛ لأنك إن لم تعترفي بوجود مشكلة حينها لن تجدي ضرورة للتغيير، العيش في حالة من النكران سيمنعك من رؤية عيوبك، لذلك ما تحتاجين إليه هو جلسة مصارحة مع الذات، وكتابة ما تريدين تغييره.
2 معرفة الأسباب:
الطريقة الوحيدة للانطلاق، من خلال معرفة الأسباب التي جعلتك تمارسين هذه العادة أو تلك، تختلف الأسباب من شخص إلى آخر؛ لأنها غالباً ما ترتبط بنمط حياتك، أو تربيتك، أو قناعتك.
مثلاً إن كنت من النوع الذي يتأخر على مواعيده دوماً، فأنت تعانين حالة ما تجعلك تحاولين فرض سيطرتك على الآخرين طوال الوقت؛ لأنك حين تجعلينهم ينتظرون فأنت تجعلينهم يعيشون تلك المرحلة وفق وقتك وليس وقتهم. تعرفي إلى الأسباب التي جعلتك تتبنين هذه العادة، أو تلك ثم انتقلي إلى نقطة التغيير.
3 نتائج العادة:
كي تقتنعي بضرورة التغيير عليك أن تري نتائج أفعالك. مثلاً بالعودة للمثل أعلاه، تأخرك الدائم لا يعني عدم احترام وقت الآخرين فحسب، بل سيجعلك تخسرين كثيراً من الأصدقاء أو الزملاء في مرحلة ما. كذلك عادة مثل التدخين نتائجها أنها تهدد حياتك، كما أن عادة كالكذب سينتهي الأمر بك في مرحلة ما أن يعرف الناس عنك هذه الصفة الذميمة، فيقال من وراء ظهرك كلام لا تحبين سماعه، مما يؤثر في سمعتك في الحياة أو العمل، وربما كذبك على زوجك سيؤدي إلى الطلاق أو المشاحنات.