لطيفة الكعبي لاعبة منتخب الإمارات لألعاب القوى، بطلة مزدوجة، دخلت إلى عالم الرياضة في سن صغيرة، من بوابة «أم الألعاب» وبرعت خلال منافساتها مع بطولة «الأولمبياد المدرسي»، الذي شكّل نقطة انطلاقتها نحو المنتخب الوطني لاحقاً، إذ تمكنت من تحقيق العديد من الألقاب محلياً وخليجياً، ليدفعها شغفها الرياضي إلى لعب كرة الطائرة والتألق بها، إلى أن أصبحت عضواً في الفريق الأول لمؤسسة الشارقة لرياضة المرأة.
• لماذا اخترت ألعاب القوى دون غيرها؟
لم أختر الدخول إلى عالم رياضة ألعاب القوى المعروفة بـ«أم الألعاب»، بل موهبتي الفطرية هي التي أهّلتني لذلك، والتي اكتشفتها معلمتي خلال حصص الرياضة المدرسية، عندما كنت في الصف الرابع الابتدائي، إذ إنها شجعتني على المشاركة في البطولات المدرسية وقالت إنني سأكون نجمة في هذه الرياضة، وبعد ذلك شاركت في «الأولمبياد المدرسي» الذي كان نقطة انطلاقي نحو الانضمام إلى صفوف المنتخب الوطني، في رياضة الجري والتتابع، في عمر 13 عاماً.
المنتخب الوطني
• ماذا مثّل لك الانضمام إلى صفوف المنتخب في هذا العمر؟
كان نقطة تحول لمسيرتي، إذ تطور مستواي الفني كثيراً، من خلال التدريبات الأكثر احترافية مع المنتخب، إلى جانب مشاركتي في البطولات الخارجية التي استفدت منها، في صقل خبراتي، وحصد العديد من الميداليات باسم دولتي، فمثلما كنت محظوظة في «الأولمبياد المدرسي»، حالفني الحظ في بطولة «المرأة الخليجية»، التي أقيمت في سلطنة عمان عام 2015، إذ تعد أول بطولة أشارك فيها مع المنتخب، وتمكنت من تحقيق المركز الأول في التتابع.
• كيف مارست رياضة كرة الطائرة؟
عن طريق الصدفة، عندما قررت في الـ11 من عمري، الانتساب إلى نادي الشارقة لرياضة المرأة؛ لصقل مهاراتي في رياضة ألعاب القوى، ولكن حينها لم تكن رياضة ألعاب القوى ضمن الرياضات التي يضمها النادي، ولشغفي بالرياضة بشكل عام، شاركت في لعبة كرة الطائرة، التي تعلقت بها بعد ذلك، إلى أن التحقت بصفوف الفريق الأول، وحققنا العديد من الإنجازات داخل الدولة وخارجها.
• كيف تعاملت أسرتك مع حبك للرياضة؟
حظيت بدعم عائلتي منذ الصغر، إذ إنني أنتمي لأسرة محبة للرياضة والحياة الصحية، وطالما شجعتني عائلتي داخل المدرجات في البطولات المحلية، ولم تتركني أيضاً خلال سفري للمشاركة في البطولات الخارجية، على نفقتها الشخصية لحرصها الشديد على نجاحي وتألقي.
منجم ذهب
• ماذا ينقص رياضة ألعاب القوى الإماراتية لتحقيق ميدالية أولمبية؟
لا ينقصها شيء، لديها الدعم الكافي لصنع أبطال ينافسون على المستوى الأولمبي. لكن هي مثل باقي الألعاب الفردية التي تعاني من سطوة كرة القدم وهيمنتها، إذ تستحوذ على كل الاهتمام والدعم، على الرغم من أن التاريخ يؤكد أن أعظم الإنجازات الرياضية على مستوى العالم، تحققت من خلال الألعاب الفردية، خاصة رياضة ألعاب القوى التي تعد بمثابة منجم الذهب، والمصدر الأساسي لملء خزينة الدول المشاركة بالميداليات الأولمبية.
• ما الرسالة التي تودين توجيهها إلى الفتاة الإماراتية؟
ممارسة الرياضة ليست عيباً، وهناك ألعاب تلائم عادات وتقاليد الفتاة الإماراتية، وعلينا أن نستفيد من دعم الدولة، وتحفيزها للجنس اللطيف على ممارسة الرياضة بشتى أنواعها، فالرياضة وسيلة مهمة لتنمية المجتمع.
• ما أحلامك التي تسعين إلى تحقيقها؟
أحلم وأسعى إلى أن أكون أول بطلة إماراتية تحصل على ميدالية أولمبية، إذ إن هذا الحلم يراودني من فترة، لكني لا أستطيع أن أقطع وعداً حاسماً بهذا الإنجاز، وكل ما أعد به أن أجتهد في التدريبات والمعسكرات وأعمل بجد لتحقيق حلمي برفع علم دولتي في سماء العالمية.
تغيير شخصي
تقول اللاعبة لطيفة الكعبي، إن ممارستها لرياضة ألعاب القوى، غيّرت شخصيتها نحو الأفضل، موضحة: «بعدما مارست رياضة (أم الألعاب)، تبّدلت شخصيتي من الخجل الشديد إلى القوة والثقة بالنفس، غير أن الرياضة، في حياتي بصفة عامة، جعلتني أكثر نظاماً وحمّستني لترتيب أولوياتي في الحياة».