مريم الدخيل، شابة كويتية تخرجت في كلية الحقوق، وعملت في تحصيل الأموال لمدة سبع سنوات، وكأن القدر اختار لها التوجه إلى الثراء، فبعد أن عانت فترة من حياتها، إذ لم يكن دخلها كافياً لسد احتياجاتها هي وأبنائها، قررت تغيير مصيرها بكل شجاعة، لتتحول اليوم إلى سيدة أعمال بل ومُدرِّبة في مجال الثراء المالي.
• كيف بدأت الحكاية؟
بدأت من معاناتي الشخصية في الأمور المادية، وأنا مؤمنة بأن الإنسان أقدَر الناس على فهم مشكلته والبحث عن حلول لها، فقررت التوجه للبحث عن حل لتلك المشكلة وتعلم كيفية الوصول إلى الإدارة المالية الناجحة، لأضمن لنفسي ولأبنائي حياة كريمة طيبة كما أريد، فقرأت كتباً وأخذت دورات واجتهدت وتعبت حتى وصلتُ إلى ما أنا عليه اليوم.
• لك كتاب من تأليفك بعنوان «كيف تُصبح ثرياً في 40 يوماً»، فهل يمكن تحقيق ذلك واقعياً؟
ألّفت الكتاب عن تجربة شخصية، فقد تمرنت على مدار 40 يوماً لأصل إلى الثراء، وبعد نجاح الأمر عملياً على المستوى الشخصي قررت تحويل الفكرة إلى كتاب لتعميم الفائدة.
• ولماذا 40 يوماً؟
من وجهة نظري الرقم 40 ليس بالمدة القصيرة التي لا يحدث معها التغيير، أو بالمدة الطويلة التي تُشعر الشخص بالملل فيضجر ويترك الأمر.
داء الثراء
• هل الثراء داء مُعدٍ؟
الثراء سلاح ذو حدين وليس داءً، فبحسب نوايا الإنسان الذي يسعى بها إلى الحصول على الثراء، ستكون النتائج إما إيجابية أو سلبية، مع ضرورة التفريق بين الشخص الثري والشخص الذي يمتلك الكثير من المال، فليس كل مليونير ثرياً، الشخص الثري هو الذي استطاع تحقيق أهدافه المالية واستمتع بها، فوصل إلى مفهوم «الثري السعيد»، الذي يحيا براحة وسعادة واستمتاع بالحياة. والثراء مُعدٍ جداً، هذا حقيقة، فنجد كل فئة تجتمع مع من يُشبهها، الأغنياء يجتمعون مع بعضهم البعض، والفقراء يقتربون من بعضهم، وكذا الحال مع المدينين، لأن كل فئة تشترك بذبذبات الطاقة نفسها.
• لماذا يربط الناس الثراء بالتعب والعناء، وبأنه يحتاج إلى وقت طويل ليحدث؟
هذه برمجة غير صحيحة، لأننا نرى كثيراً من الأشخاص يتحولون إلى أثرياء في لحظة، حين يكسب في «مسابقة» أو «يانصيب»، أو أن يحصل على ميراث كبير، ولكن الأهم من وجود المال مدى قدرة واستعداد الشخص لإدارة المال الذي وضع في يده. فالثراء يحتاج إلى عقلية ذكية ولا يُقاس أبداً باستهلاك مزيد من الوقت أو الجهد والتعب. فالشخص الذي يعمل بذكاء يحصل على المال بأقل وقت وجهد.
• ما الخطوات التي يمكن أن يبدأ بها الشخص رحلة الثراء من دون أن يملك شيئاً؟
عليه بالاستعداد الروحي والنفسي والجسدي، فعلى المستوى الروحي يستعد بأن يدعم إيمانه بقدرة الله وحُسن الظن به، والاستعداد النفسي بأن يُهيّئ نفسه أن الطريق لن يكون سهلاً، وستواجهه حتماً بعض العقبات والتحديات فعليه أن يستعد للحلول، وهنا يأتي دور الدافع الذي يجب أن يضعه أمام عينيه ويدعم نفسه ليستمر ويواصل في هذه الرحلة. أما الاستعداد الجسدي فيكون في ممارسة القيم كافة للوصول إلى هدفه، مثل: النشاط، الحركة، التركيز، النية، العمل والإنجاز، وحين يقوم بهذا الاستعداد سيصنع تحوّلاً حقيقياً في حياته المالية.
نوايا
• كيف نصنع نوايانا بشكل صحيح للوصول إلى الثراء؟
النية يجب أن تكون خالصة ونابعة من القلب، فلا يمكن أن تنطق بالنية ولم تصل إلى القناعة الكاملة بها، فإذا تطابق شغفك ورغبتك في الثراء، وبدأت تأخذ خطوات جادة في التنفيذ تكون بالفعل النية صحيحة.
• وكيف يمكننا تحقيق الثراء؟
تحقيق الثراء يأتي من تعلم قواعد المال والثراء، وهذه القواعد ثابتة منذ القرن الـ18، المهم أن نتعرف إلى مفهوم الثراء الحقيقي، فالثراء شيء وأن تُصبح مليونيراً أمر آخر، فالثراء قيمة معنوية وليست مادية، نصل إليها من خلال قربنا وعلاقتنا الطيبة بأنفسنا وبمن حولنا، وحين نؤمن تماماً بأن الثروة الحقيقية ليست بجني الأموال، إنما الثروة الحقيقية ورأس المال في هذا العصر يكمنان في العقل والروح والخيال البشري، والإيمان بالمستقبل.
• ما صفات الشخص الثري؟
الجدية والعزيمة وتحمل المسؤولية والرغبة، والقدرة على دفع ثمن هذا الثراء ببذل المجهود والعمل الجاد والمثابرة والتعب.
ثري فقير
تجيب المدربة في مجال الثراء المالي عن سؤال: هل يوجد ثري فقير؟، قائلة: «الثراء الحقيقي ينبع من اتزان النفس في الدرجة الأولى، فحين يمتلك الشخص الفقير الرضا والراحة والسعادة، فهو مستمتع بما يملك ولا يفكر في غير ذلك، في مقابل كثير من الأغنياء لا يصلون إلى الراحة والسعادة، على الرغم مما يملكونه، لأنهم دوماً في حالة عدم رضا وخوف وقلق من الغد. ولكي نُهيئ أرضاً صلبة للثراء الحقيقي، لا بد أن نتعلم كيفية الوصول إلى الراحة والسعادة في ظروف حياتنا كافة».