انتشرت في الفترة الأخيرة أخبار عن وفاة الفنان القدير يوسف شعبان، الذي أبدى استياءه من هذه الشائعات، واستعاد في ظهوره الإعلامي الوحيد في رمضان بعض ذكرياته، وتحدث عن العديد من الأمور الفنية الحالية والفرق بين الفنانين القدامى والحاليين، رافضاً فكرة التعاون مع الفنان محمد رمضان مبرراً السبب.
• في الفترة الأخيرة ترددت شائعات عن وفاتك.. ما موقفك من هذه الأقاويل؟
من يطلقون شائعات كهذه، مجموعة لا ضمير عندهم، يريدون فقط أن يملؤوا المساحات التي يكتبونها دون أن يتحروا الحقيقة، وقد تعودت على الشائعات منذ عملت في الفن، وكنت أتجاهلها تماماً طوال عمري، وليست هذه المرة الأولى التي يُنشر فيها خبر وفاتي، ففي عام 2012 تعرضت لذلك، لدرجة أن هناك مَن اتصل بأسرتي يُعزّيهم في وفاتي. وعام 2014 تكررت شائعة الوفاة مرة أخرى، وقيل إني توفيت أثناء تصويري أحد مشاهد فيلم «وش سجون». وعام 2015 نشرت إحدى القنوات على «يوتيوب» فيديو بعنوان «وفاة الفنان المصري يوسف شعبان بعد معاناة مع المرض»، ضم 25 ثانية من مشاهد إحدى الجنازات، وحصد الفيديو ملايين المشاهدات في وقت قياسي.
• من أدوارك السينمائية الجريئة والمهمة، ما قدمته في فيلم «حمام الملاطيلي» حيث جسدت شخصية الرسام الشاذ جنسياً.. كيف استطعت تأديته؟
هذا الدور لن يموت على الإطلاق وسيظل حياً ما بقيت السينما. وكان الدور صيحة تنبه الأسر العربية للاهتمام بأطفالها وعدم تركهم للخدم. وقد مثّل لي نوعاً من الاستفزاز يتمثل في التساؤل: هل يقل الفنان المصري قدرة عن الفنان الغربي في أداء دور كهذا، خصوصاً أن كثراً من الممثلين العالميين أدوه، أمثال: بيتر أوتول وهمفري بوغارت ورود شتايغر وغيرهم، ونالوا عنه جوائز عالمية. وسعدت جداً عندما علمت أن المخرج يوسف شاهين درّس أدائي في هذا الدور للطلبة في معهد السينما.
• ماذا تقول عن دورك الأشهر، رجل المخابرات محسن ممتاز في مسلسل «رأفت الهجان»؟
رغم اعتزازي بهذا الدور إلا أني سأكشف سراً، هو أني فكرت في الاعتذار عن الاستمرار في المسلسل، وعدم المشاركة في الجزء الثاني منه، ولم أكن وحدي من فكر في ذلك، فقد شاركتني الفنانة يسرا وجهة النظر نفسها، ذلك لأن مؤلف العمل صالح مرسي، حوّل البطل إلى رجل كل همّه وحياته النساء والغراميات، وهذا أمر لم يعجبني؛ لأني اعتبرت أن فكرة العمل وطنية، ولكن صفوت الشريف الذي كان يشغل منصب وزير الإعلام وقتها، أقنعني بالاستمرار.
اعتزال
• ابتعدت عن العمل الفني وأعلنت ما يشبه الاعتزال عام 2017، ما الذي جعلك تبتعد؟
بعد مشاركتي في بطولة أكثر من 250 عملاً فنياً مع كبار الفنانين من الأجيال الفنية السابقة أسهمت معهم في أن تكون مصر هي هوليوود الشرق، أنظر الآن وأرى أن الأعمال التي تقدم في الوقت الحالي لا تشرف أي مصري، بعدما صارت شركات الإنتاج تتسابق من أجل توزيع أعمالها على الدول العربية، وهو عكس ما كان يحدث في السابق، حينما كان الخارج هو من يطلب الأعمال المصرية ويسعى إليها.
لن أغامر بتاريخي
• لماذا لم تشارك في دراما رمضان هذا العام ؟
لن أشارك في أي أعمال درامية هذه الفترة؛ فكيف أغامر بتاريخي الفني خاصة بعدما تدنى مستوى الدراما التلفزيونية إلى هذا الحد، فلم يعد هناك ما يشبه (ليالي الحلمية، الشهد والدموع، الضوء الشارد)، وهذا المحتوى لا يناسب ولا يشرف مصر بعد الأعمال التي قدمت في تاريخ الدراما.
• هل تراجعت ريادة الدراما المصرية أمام الدراما الخليجية؟
نعم، غابت الريادة عن الدراما المصرية وتراجعت أمام الخليجية، ولم تعد القنوات العربية تتهافت لعرض مسلسلات مصرية على شاشاتها في رمضان. كنت في الكويت منذ فترة وتحدثنا عن المحتوى الفني، فقالوا لي: لماذا ليس لديكم محتوى فني جيد في مصر؟ والآن تجد المنتج مثل تاجر الشنطة (يلف) على القنوات من أجل بيع وتسويق المسلسل.
محمد رمضان
• يلمع حالياً في مصر اسم الفنان محمد رمضان، فهل يمكن أن تشاركه في عمل درامي؟
بالطبع لا، وذلك لعدة أسباب، أهمها أن الفنان الحقيقي لا يتطاول على زملائه ويحترم مشاهديه ويتمتع بمصداقية في ما يقدمه لجمهوره، فالفنان منا قديماً عندما كان يشاهد فناناً كبيراً أقدم منه بسنة واحدة كان يقف له احتراماً وتقديراً، فالفنان دون أخلاق لا يساوي شيئاً فما بالك لو تطاول على زملائه، كذلك الفنان من الأساس لا يجوز أن يطلق على نفسه لقب رقم واحد، ونحن كنا نقدر الجيل السابق مثل شكري سرحان وأحمد رمزي، ونكمل ما تركه لنا النجوم الذين سبقونا، ولا نبهدلهم من أجل الأموال.
• أخيراً، هل أنت مع قرار تقليص عدد المسلسلات الدرامية المصرية في رمضان الحالي أم ضده؟
أنا مع تقليص عدد المسلسلات؛ لأن الذي يعيش هو الفن الجيد، وما يقدم الآن ينقص من مكانة مصر ، فيجب أن تختفي الأعمال التافهة ويبقى العمل الجيد الذي يقدم رسالة ورؤية هادفتين تفيدان الناس وتخدمان الوطن.