الفنانة الكويتية هند البلوشي تستطيع أن تطلق عليها «كوكتيل فني»، فهي ناقدة وممثلة ورسامة وتشكيلية ومؤلفة مسرحية بل تغني وتنتج أيضاً، قطعت في التمثيل شوطاً ليس بالهين، مما جعل لها مكانة مرموقة في سماء الدراما الخليجية، تتسم بالحدة أحياناً، لكنها متصالحة مع نفسها ومتسقة مع ذاتها.
• حدثينا عن تجربتك مع الفنان طارق العلي في مسرحية «عنتر المفلتر» التي عرضت في عيد الفطر؟
سعدت للغاية بعودتي إلى مسرح الكبار من خلال هذه الخشبة التي بدأت منها، وسأبقى مخلصة ووفية له طالما العمل للكبار، وأحب أن أغلق الباب في وجه كل من يحاولون تخريب علاقتي بطارق العلي أقول لهم، هند البلوشي عندما تقدم مسرحاً للكبار لا بد أن تكون بصحبة طارق العلي، لكن في حالة تقديم عمل عائلي أو للطفل فسيكون من خلال شركتي الخاصة.
• وهل هناك مسلسل سيجمع بينك وبين طارق العلي؟
نعم مسلسل «المتزوجون» وسنبدأ تصويره قريباً، وهو عمل اجتماعي درامي بعيد عن الكوميديا.
سبب الغياب
• ما سبب عدم وجودك في دراما رمضان هذا العام؟
السبب يرجع إلى تزاحم كم كبير من الأعمال، تضاربت مع دراستي وجدول امتحاناتي ما جعلني لا أجد وقتاً لقراءة النصوص والتماهي مع أي شخصية، أو إن كنت سأجد نفسي في أي مما عرض عليَّ من أعمال أم لا.
• لكنك أنهيت دراستك بالفعل، فلماذا الابتعاد؟
أنهيت للتو امتحاناتي، واستلمت شهادة تخرجي، الأعمال التي قُدمت لي استلمتها قبيل رمضان بشهر ونصف فقط، وهو وقت محدود جداً، وكل تلك الأعمال بُدئ بتصويرها في نفس الوقت، وكلها أعمال كانت تتطلب «تحديد أجر»، أي أن كل منتج يطلبني يخبرني أنه يريدني في هذا الدور بهذا المبلغ، وهو رقم تقاضيته قبل 10 سنوات من الآن، ومن الطبيعي في هذه الحالة أن أرفض، تخيل عندما تعرض عليك 10 أعمال بنفس المبلغ ونفس طبيعة الدور، من البديهي أن أعتذر، فأنا وُلدت بطلة وسأستمر بطلة، ولو قدمت عملاً كبطلة سأسخِّر من أجله كل ما له علاقة بالفن، وهو أمر حدث بالفعل في مسلسل «25 دقيقة» الذي أعطيته كل شيء لكن مع الأسف دون مردود.
تعرضت للظلم
• لماذا تبرأت من هذا العمل؟
لأنني تعرضت للظلم في هذا العمل من الألف إلى الياء، وجميع أفراده ظلموني سواء كان مخُرجاً أو مؤلفاً أو منتجاً.
• كيف كان رد فعلك عندما أحسست بهذا الظلم؟
لا شيء، اكتفيت بتصريح قلت فيه إن اسمي أكبر منكم.
• كان لك في رمضان ظهور في أولى حلقات مسلسل «دُفعة القاهرة»، فهل من الطبيعي أن ممثلة في مكانتك تظهر في حلقة واحدة؟
وجودي في هذا العمل كان بمثابة إنقاذ موقف، ويشــرفني الظهور في عمل نوعي ومميز مثله، فهو لأول مرة عمل كويتي مصري، حمل دمجاً للثقافات ظهر جلياً على الشاشة، وأعتبره عملاً كويتياً بصبغة مصرية.
متعددة المواهب
• أنت ممثلة وشاعرة ورسامة وفنانة تشكيلية وكاتبة، فمن أين لك كل تلك المواهب؟
أنا سليلة عائلة فنية، ووالدي عازف عود وقانون، وكان أيضاً يُلحّن ويغني في حدود العائلة، وجدي لأمي كان نوخذة ونهّاماً، وهناك أنا ومرام ومي وبناتها وسعود الشويعي، فهي عائلة انغرس فيها الفن منذ نعومة أظافرها.
• حجم تاريخك الفني لا يتناسب مع قلة أعمالك، هل لاحظت ذلك؟
لي الشرف أن أكون كذلك، ودعنا نقول إن قليلاً دائماً خير من كثير منقطع، فسيرتي الذاتية في الأعمال القليلة ذات البصمة، فالجمهور رغم قلة أعمالي لكنه يعرف قيمتها وقيمتي، فهند التي شاركت في «الخراز، الفرية، دموع الأفاعي، الجيران، حبر العيون وعيون الحب»، لم تقدم عملاً ليس له بصمة، وبالتالي أنا رابحة ولست خاسرة، بل هو أفضل من أن أقدم 80 عملاً ولا يبقى منها إلا عمل أو اثنان.
مصدر رزق
• ترددين دائماً جملة «الفن مهنة من لا مهنة له»؟
فعلاً، لأن الواقع أصبح كذلك، بل صار هناك خلط في الأمور والأدوار، وأصبح مصدراً للرزق وليس مكاناً للإبداع والفن وتقديم رسالة، وكثيراً ما يأتيني أحدهم يشتكي قلة ذات اليد، ويطلب مني المساعدة على إدخاله الفن من أجل إنعاش حالته المادية، وساعتها أرد بتلقائية: (ومن أخبرك أن الفن جمعية خيرية؟) فالمجال الفني مجال لأصحاب الموهبة الحقيقية أو هكذا من المفترض أن يكون، لذلك أكرر أن المجال الفني أصبح مهنة من لا مهنة له.
• ما ردك على من يتهم الدراما الكويتية بأنها أصبحت «مؤنثة»؟
هذا صحيح، أتفق مع من يقول إن الدراما الكويتية أصبحت مؤنثة، فمؤخراً أصبحت بطولات القصص إما بطولات جماعية شبابية، وإما فردية نسائية، وأنا أشارك في تلك الأعمال سواء التي كُتبت للنجوم الشباب أو للنجمات القديرات كبطولة فردية، وعلى مر السنوات الخمس الماضية لم نرَ عملاً درامياً من بطولة رجل، وأصبح وجود الشاب أو الرجل في العمل مسانداً ومُكملاً، وكل القضايا التي طرحت كانت تخص المرأة، كالطلاق أو العنف الأسري، وأتمنى من الكُتّاب تسليط الضوء على دور الرجل، فهو القائد والرئيس والموجه، وهناك مادة غنية للرجل تستحق أن تُطرح للمناقشة درامياً كالفساد الإداري وغيره من الأمور، لكننا أصبحنا نناقش جل الأعمال من منظور المرأة، على أساس أنها هي من وقع عليها الظلم، إذاً دعونا نعكس الأمر ولنرَ ما ستتمخض عنه الأحداث، وكيف ينظر الرجل إلى المرأة، ورئيسه ومرؤوسه في العمل.
• صرحت بأن اتجاهك لدراسة النقد نابع من غيرتك على الفن ونجومه؟
نعم، وسبب التصريح أنني واجهت اتهاماً متكرراً بأنني أتباهى بتلك الشهادة، وأوجه أصابع الاتهام لزملائي من دون وجه حق، وسمعت كثيراً جملة «بأي حق تتكلم؟!»، فأحببت أن أؤكد للسائل أنني ذهبت إلى هذا المعهد الجامع بين كل الفنون السبع ويدرس تاريخ كل تلك الفنون، ويسلط عليها الضوء ويرتقي بها، وأعتبره أساساً لكل فن وكل مبدع.
سهام النقاد
• هل تعاني الممثلة الخليجية من تجريح النُقاد؟
جداً، بل الممثلة على مستوى العالم العربي دائماً في مرمى سهام النقاد، وضحية لنظراتهم الجارحة، لذا فأنا إذا تحدثت بشكل نقدي لن أتطرق إلى الفنان، فالعمل الفني مجموعة من العناصر تقدم إبداعاً، لكن في الآونة الأخيرة كل النقد صب على الفنانين دون غيرهم.
• هل صراحتك جعلت لك أعداء وحُسّاداً؟
ليس لدي مشكلة مع هذا الأمر، فإذا كان عدوي في مواجهتي لأنني أريد مصلحته، فليظل عدوي حتى آخر نفس فيَّ.
• هل هناك من يكرهون نجاحك؟
بكل تأكيد وهم كُثر، وأي إنسان ناجح معرض لتلك المشاعر السلبية، وأقول للكارهين «يا ليت تصيرون نفسي».
رامز في الشلال
حول مشاركتها في برنامج المقالب الكوميدي «رامز في الشلال» الذي يقدمه الفنان رامز جلال، تقول: «لديّ الكثير الذي أود أن أقوله وأوضحه بخصوص هذا الأمر؛ لأن هناك أشخاصاً ظُلموا ولا بد من رفع الظلم عنهم، فأنا لم أقل أبداً إن مُعدة البرنامج في مصر كشفت لي عن أن هذا برنامج رامز جلال، وهذا تلفيق نُسب إليّ، ولم أتفوّه به يوماً، فتصريحي كان واضحاً وصريحاً، وقلت فيه: «إنني ذهبت وفي ذهني أنه برنامج مسابقات واستشفّيت من أسئلة المعدة أنه قد يكون برنامج رامز جلال»، لكن هناك من يسعى خلف المانشيتات والعناوين الساخنة، وأعلن تبرئي من كل ما نُسب إليّ من تصريحات على الـ«سوشيال ميديا» حول هذه الواقعة.