الروبوت هو صديق الإنسان اللدود!.. يشارك في أول جراحة تجميلية في لبنان والمنطقة العربية معيداً ترميم ثدي امرأة مصابة بالسرطان. هي ثورة تتمادى في رسم مستقبل الجراحة في العالم.
جرت الجراحة الروبوتية على يدي الدكتور أمير إبراهيم، وهو أستاذ مساعد في الجراحة التجميلية والترميمية في قسم الجراحة بالمركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، وعاونه الأستاذ المساعد في قسم الجراحة السريرية الدكتور رمزي علمي. طبيبان وروبوت وعدد كبير من أفراد طاقم طبي متكامل.. فماذا حصل؟ وما جديد الجراحة الروبوتية التجميلية؟
نجح «الروبوت» في استخراج العضلات التي تُرفع عادة في عمليات كهذه من الظهر من دون إحداث جرح، وهذا محال في العمل الجراحي التقليدي حيث يضطر الجراح فيها إلى إحداث جرح بطول يصل إلى 25 سنتمتراً على الظهر. هذه ليست الإيجابية الوحيدة بحسب الدكتور إبراهيم بل يضاف إليها أن المريضة تمكنت من الخروج من المستشفى خلال يوم واحد بدل الأيام الثلاثة التي كانت تقتضيها الجراحة التقليدية.
ثورة تكنولوجية
هذا الإجراء الأوّل من نوعه إيذان بثورة تكنولوجية جديدة في استئصال الثدي والإجراءات الترميمية المرافقة، كفيلة بتسهيل حياة النساء اللواتي طالما ظننّ أنهن خسرن أنوثتهن عند إجراء هذه العملية مع ما كان يرافقها من آلام نفسية وجسدية. الطب يتقدم. التكنولوجيات الطبية تتلاحق. والدكتور إبراهيم يجزم بأن المستقبل سيحمل مفاجآت شتى في مجال الجراحة العامة عموماً والتجميلية تحديداً.
أوّل جراحة
روبوت «دا فينتشي»، كما أسماء الأطباء، بات أشهر من نار على علم، واسمه يتكرر في المحافل الطبية. فماذا عنه؟ وماذا عن سائر الروبوتات الجراحية؟
أوّل جراحة تجميلية ناجحة للوجه جرت في روسيا، قبل أعوام أربعة بأنامل روبوت لا جراح؛ أجراها الروبوت «دا فينتشي»، وجراحو التجميل يتحدثون بإسهاب عن دور الروبوت حتى ولو كان، بقدراته، ينافسهم، فالروبوت الجراح يستخدم أربع أذرع بدل اثنتين وهو يوفر للطبيب الجراح الذي يتعامل معه وراء الكاميرا قدرة تقنية هائلة، فأيدي الروبوت ثابتة، لا ترتجف، بنسبة 100?، وهي قادرة على أن تتجنب الإضرار بالعصب المحاذي والأوعية الدموية والأنسجة.
جراحو «دا فنتشي»
كثيرون يتحدثون ويسهبون عن محاسن هذا النوع من الجراحة الروبوتية لكن ماذا عن مساوئها؟ كلنا نعلم أن استخدام المساعدة الروبوتية في الجراحة تمدد وانتشر بسرعة كبيرة خلال الـ20 عاماً الأخيرة، وتحديداً منذ تمت الموافقة أول مرة على هذا النوع من الجراحة عام 2000، وتشير الأرقام إلى أنه في سنة واحدة، في 2014، جرت 570 ألف عملية مع نظام جراحي دافنتشي، وهذا الرقم يزيد بنسبة 10% سنوياً. وهذه التقنية باتت تستخدم في جراحة المسالك البولية وأمراض النساء وجراحة القلب والجراحة العامة وطب الأنف والأذن والحنجرة وفي الجراحة التجميلية أيضاً. وهذه الجراحة التي تقترن بكثير من الإيجابيات تخلق أيضاً مجموعة من المخاطر التي قد يصادفها المريض في الجراحة المفتوحة وجراحة المناظير بينها احتمال الإصابة بالتهاب أو نزيف وهناك احتمال حدوث خطأ بشري في تشغيل التكنولوجيا الآلية أو تعطلها أثناء الاستخدام لا سيما الكاميرا والأذرع الآلية والأدوات. وثبت أن هذا الإجراء يستغرق وقتاً أطول من الجراحة التقليدية المفتوحة وهو أغلى منها. في كل حال، من المهم معرفة أن منافع هذه التقنية الجديدة تبقى كثيرة حتى ولو اقترنت ببعض المخاطر القليلة. في كل حال جرى التبليغ عن أقل من 800 مضاعفة نتجت عن استخدام الروبوت في الجراحة طوال الأعوام الـ10 الماضية.
بين الخيال والواقع
جراحة الروبوت ثورة حقيقية في الطب المعاصر، خصوصاً في الجراحات التي تتطلب دقة متناهية، والخيال سيُتيحُ لنا، إذا أطلقناه، تصوّر مستقبل الجراحات الروبوتية التجميلية والاحتمالات المدهشة، لكن، نصيحة من الجراحين أنفسهم بوجوب أن تبقى توقعات المريض في هذا النوع من الجراحات في المستوى المتوسط، كي لا يفاجأ بالنتيجة التي كان يترقبها، وهو بذلك كمن يبلغ القمر وهو يظن أنه سيصل إلى المريخ. فالروبوت ثورة لكن يديرها إنسان (طبيب) و«الخوارق» الكبرى في الطب تبقى في حدود النظريات.