استطاعت رائدة الأعمال والمديرة العامة لمجموعة Etoile Group والمديرة الإبداعية لعلامة Ingie Paris والزوجة والأم إنجي شلهوب، الموازنة بين كل هذه المهمات، متسلحة بقوة ذكاء عملي وقوة ذكاء إبداعي. في تاريخها سلسلة من الإنجازات المتصاعدة، فهي من جلبت علامة «شانيل» الفاخرة إلى الشرق الأوسط بدءاً من دبي، وأطلقت بعد سنوات علامة أزيائها التي تعرضها في باريس موسمياً.
• نراك حريصة على لقاء الإعلاميين دورياً لعرض تشكيلاتك عليهم.. فما السبب؟
تهمني العلاقات مع الناس والأشخاص الذين أرى أنهم يفهمونني ويشعرون بي، ويستطيعون رؤية الجمال الداخلي للناس، فهم أول من يرون إنتاجاتي الجديدة، وأفضل أن أسمع آراءهم الناقدة.
• تحملين ألقاباً عديدة مثل: «سفيرة الأزياء في الشرق الأوسط»، «أفضل سيدة أعمال» و«المصممة المبدعة».. ما اللقب الأقرب إليك؟
اللقب مجرد مظهر، وإنجاز واعتراف بي من الغير، وكان لدي الكثير منها، كجائزة Lifetime Achievement من الـ«موركس دور»، ودائماً ما أتوجه بالشكر لكل من منحني جوائز أو تكريمات، لكني اليوم أحب دعم غيري من المواهب الجديدة في التصميم وإرشادهم وإعطاءهم الأفكار.
شرق وغرب
• عبرت في مجموعتك لخريف وشتاء 2019، عن الحوار المتواصل بين الشرق والغرب.. فماذا ينقصنا كشرقيين لنقيم حواراً متناغماً مع الغرب؟
لا شيء، وبكل صراحة عندما وصلت إلى باريس كنت شابة صغيرة، ووجدت نفسي متفوقة على الآخرين مع ثلاث لغات ونجاح مدرسي. والتحقت بمدرسة داخلية مع الراهبات. لقد عانيت ولكنني أنجزت أفضل منهم. وهذا ما حصل عندما ذهبت إلى رئيس دار Chanel وقلت له إنني أريد جلب منتجات الدار إلى الشرق الأوسط، فكان الجواب أن الموضوع ليس من أولويات الدار، فأجبتهم لا، أنتم لا تعرفون الإمكانات والقوة التي نتحلى بها. ودعيت فرانسواز ماتنيه إلى دبي، حيث أمضت ثلاثة أيام، وقالت لي شيئاً لن أنساه أبداً: أنا أؤمن بك. ومن ثم أقمنا أول عرض أزياء لـ«شانيل» في الشرق الأوسط بدبي. وقالت لي: إن حرف C لشانيل تعني شانيل وشلهوب. وهذا ما لن أنساه في حياتي وصرحت به أمام 550 شخصاً، وكان تصريحاً رائعاً يعبر عن الواقع وجعلهم يدركون أننا جزء مهم من العالم وأساسي لعلامتهم. لذا علينا أن نثق أكثر بأنفسنا ونفتخر بثقافتنا. فلدينا ثقافة وعادات رائعة، وهذا ما أترجمه في تشكيلة أزيائي.
• تضمنت تشكيلتك مفردات غنية منها الورود واللآلئ والزهور والخيوط الذهبية.. فماذا عنها؟
هذه التشكيلة قريبة إلى قلبي؛ لأنها تعبر عن ثقافتين. أحيّي فيها كليوباترا برؤية معاصرة تعبر عن القرن الـ21، فتعبر التشكيلة عن «كليوباترا» بأسلوب «الروك آند رول» مع الجلد والبوتس، وهي مستوحاة من الأهرامات. والإلهام الكامل من كليوباترا كان لعدة أسباب، فهي كانت ملكة مصر، ومحاربة نشيطة وجميلة ومحبة ولم تكتفِ بما لديها فكانت طموحة وذات شخصية قوية. ثمة أمور كثيرة أحبها بها وألهمتني في كامل التشكيلة.
المرأة العصرية
• ما الفراغات أو الثغرات التي تملؤها تصاميمك وترين أن المرأة العصرية تحتاج إليها؟
«الروك آند رول» هو ما نحتاج إليه هنا، الناس أحياناً محافظون، وقد أعطيناهم القليل من الجرأة ليتبعوا الروك قليلاً بأسلوب شرقي. فلماذا لا نعلّم الأوروبيين؟ نحن لدينا هذا العمق. وأسعى إلى احتضان الثقافتين الغربية والشرقية في كل تشكيلة.
• على ماذا أنت منكبّة حالياً؟
حضرت Condé Nast International Luxury Conference، وأنهي تشكيلتي الجديدة التي سأطلقها قريباً، والتي ستكون لأزياء النهار؛ لأنني ركزت سابقاً على أزياء السهرات، وإذا لاحظت في تشكيلة الخريف والشتاء هذه، بدأت بإدخال بعض القطع النهارية، وأريد التركيز على قطع النهار بطريقة أنيقة ومبهرة. وفي نهاية العام أفكر في تصميم الأزياء لأطفال اليونيسف، أريد أن أبتكر شيئاً يربط بين الاثنين وربما يرى النور في شهر نوفمبر. أريد رد الجميل للمجتمع، فأنا أم وأريد أن يكون الأطفال في قلب ما أفعل. وأسعى لإيجاد الطريقة المستدامة لإخراجهم من هذه المعاناة.
نشاطات هادفة مع اللاجئين
تقول المصممة إنجي شلهوب إنها مستمرة في خوض التحديات، موضحة: «إذا اكتفى الإنسان يموت، المهم أن تكون لديه رؤية بعيدة. سألوا ريتشارد برونسون مراراً متى ستتقاعد، وجوابه كان دائماً: توقفوا عن هذا السؤال، لأنني لا أنوي أو أخطط للتقاعد. وأنا أقول الأمر نفسه وأريد أن أموت مثل داليدا على المسرح. فعلى الشخص ألا يفكر أنه أنهى ما عليه، بل يجب التفكير بتحديات جديدة دائماً». وعن التحدي الجديد في حياتها، تفصح: «التحدي هو اليونيسيف، الذين اختاروني لأكون جزءاً من Leadership Circle كعضوة، ولأول مرة صار عندهم أعضاء رسميون في المنطقة. وأريد أن يكون لدينا التأثير والقدرة على العطاء؛ لأن هذا جزء من ثقافتنا ومعتقداتنا وطريقة تربيتنا وهو شيء من الداخل. وكوني أماً فهذا مهم بالنسبة إليّ؛ لأن ثمة أطفالاً ليس لديهم ما لدى أطفالنا من دعم. وأحد الأمور المهمة التي قمت وسأقوم بها هي رحلات اليونيسف إلى مخيمات اللاجئين، وأولها كان منذ أقل من شهرين حين زرت مخيم اللاجئين السوريين في الأردن. وتأثرت كثيراً بسرعة تأقلم هؤلاء الأطفال مع الظروف المحيطة بهم ووجدت الأمل في عيونهم، وأعجبت بالمجهود الذي تبذله منظمة اليونيسف لتؤمّن ذهابهم إلى المدارس مثل بقية الأطفال وتضمن لهم حقهم في التعليم والعيش بسعادة وأمل. زرنا مخيم اللاجئين والمدارس ومركز التدريب المهني، وذلك للاطلاع على البرنامج الذي أعدّته منظمة اليونيسف في الأردن الذي يضمن حصول 340 ألف طفل سوري لاجئ على الدعم والرعاية في هذه الظروف الصعبة».