هناك من يُسميه «الحمل الخفي»، وهناك من يطلق عليه تسمية «الحمل السري»، وفي الحالتين هو الحمل الذي تفشل كل طرق الفحوص الطبية التقليدية، والأعراض الأولية البديهية في اكتشافه. فهل تصدقون أن امرأة ما قد تحمل جنيناً ولا تعرف بحملها إلا في مرحلة متقدمة؟
أغلبية النساء يكتشفن حملهن في غضون خمسة أسابيع إلى 12 أسبوعاً بعد الحمل، ويتأكدن منه غالباً عبر اختبار الحمل المنزلي، تليه اختبارات البول والدم والموجات فوق الصوتية، ولا تلبث أن تبدأ أعراض الحمل في الأشهر الثلاثة الأولى من انتفاخ في البطن وتقلبات في المزاج وتعب وغثيان.
سمعنا جميعنا قصصاً عن نساء قصدن الطوارئ، ظناً منهن أنهن مصابات بفيروس ما، يسبب لهن آلاماً في المعدة، واكتشفن أنهن حوامل. قصص تبدو مضحكة لكنها صحيحة وتصيب واحدة من كل 450 امرأة.
خلل هرموني
كيف لامرأة ألا تكتشف وجود حمل؟ سؤال يحتاج إلى جواب مقنع
ثمة هرمون تنتجه مشيمة الجنين، اسمه «إتش سي جي» ترتفع معدلاته كثيراً في جسم المرأة، في فترة الحمل، وهذا الهرمون يساعد الجسم على الاستمرار في إنتاج البروجستيرون ما يتيح استمرار الحمل. ويساعد وجود هذا الهرمون المرأة على اكتشاف حدوث الحمل بعد تسعة أيام من حصول التخصيب. وفي حال الحمل الخفي تأتي النتيجة سلبية عند إجراء هذا الفحص نتيجة خلل هرموني. وأسباب هذا الخلل كثيرة بينها: متلازمة المبيض متعدد الكيسات، حيث لا تعود الهرمونات إلى طبيعتها بعد الحمل الأخير، أو حدوث الحمل في وقت لا تزال فيه المرأة تُرضع طبيعياً، مما يحول دون اكتشاف انقطاع الطمث، أو ربما بسبب انخفاض الدهون في الجسم، أو تناول كميات كبيرة من منتجات الصويا أو عقاقير خفض الوزن.
ويردّ أطباء كثيرون ذلك إلى توترات نفسية تمر بها المرأة، وهذا النوع من «الحمل الشبح» قد يكون مساعداً لها؛ لأنها لو عرفت بحملها ، وهي في حالة توتر، لكانت شعرت بالضغوطات الطبيعية القادرة على تقليص فرصة إبقاء الجنين.
كما أن حصول نزيف متكرر لدى بعض الحوامل يدفعهن للاعتقاد بأنهن في «دورة شهرية» غير منتظمة. وهذا النزف لا يسمح بتراكم هرمون «إتش سي جي» الذي تنتجه مشيمة الجنين، والذي تُحدد نسبته في جسم المرأة وجود الحمل أو عدم وجوده. وبالتالي انخفاض هذا الهرمون يجعل نتيجة الفحص الأولي خاطئة.
بطن الحامل
هناك من يبتسمن ويقلن: وماذا عن بطن الحامل؟ ألا يُنبئها بوجود حمل؟ زيادة الوزن قد تبدو عادية، تدريجية، في الأشهر الأولى، وقد تفقد بعض النساء من وزنهن خلالها بسبب الغثيان والإعياء، ما يُبعد الشبهة لدى بعض النساء بحدوث حالات حمل. إضافة إلى أن الخلل في هرمون «إتش سي جي» يُخفض من شهيتها للطعام.على كل حال، يهم أن تعرف النساء اليافعات أن انخفاض الدهون في الجسم والنشاط الرياضي المكثف، يؤديان إلى اختفاء الدورة الشهرية أشهراً عدة، كما أن النساء اللواتي يشاركن في رياضات قوية تنخفض لديهن هرمونات معينة، مما يجعل من الصعب اكتشاف الحمل.
لسن عقيمات
نساء كثيرات لم يعرفن بحملهن إلا بعد مرور أشهر، وهؤلاء ممن لديهن، فترات حيض غير منتظمة، فهن يعتدن على دورة عشوائية، تتأخر أو تتقدم، وبعضهن لا يعانين أعراض الحمل، لهذا لا تستغربن ألا تعرف بعض النساء أنهن حوامل إلى حين بلوغهن الأسبوع الـ20 أو ربما أكثر.وهناك نساء قيل لهن إنهن مصابات بمتلازمة تكيس المبايض التي تسبب العقم، وهنّ يعتقدن بالفعل أنهن ما عدن قادرات على الحمل والإنجاب. وهذه المتلازمة تسبب انتفاخاً في البطن وزيادة الوزن وحب الشباب وآلام الحوض، لذا قد يخلن أن أعراض الحمل هي أعراض تكيس المبايض ويبقين على ظنونهن عدة أشهر، قبل اكتشاف أنهن كسرن المتوقع وأصبحن حوامل.
أسباب علمية
قد تطول مدة «الحمل الخفي» أو قد تقصر، لكن في النهاية يأتي المخاض والولادة مشابهين لأي حمل عادي، فتحصل الانقباضات والتشنجات ويتمدد عنق الرحم تمهيداً للولادة.
لا تحكمن على النساء اللواتي لم يعرفن أنهن حوامل حتى مرحلة متأخرة من الحمل، ولا تصفن إياهن بالجاهلات اللواتي لا يفهمن أجسامهن، لأن أي امرأة قد تواجه هذه الحالة التي لها أسباب علمية، وفهمها يتيح تجنب الوقوع فيها.