يمثل متحف «عبوات رش الملح والفلفل» في أميركا، شهادة على الشغف بإيجاد جمال وتاريخ أحد أكثر العناصر شيوعاً في الحياة اليومية، ومكاناً مدهشاً وجاذباً للمهتمين بالقطع الأثرية وعشاق التفاصيل.
يقع المتحف في مدينة جاتلينبرج بولاية تينيسي الأميركية، وهو مخصص لعرض عبوات رش الملح والفلفل والتي تحكي تاريخاً عريقاً من ثقافة ممتدة شملت كثيراً من المجتمعات وأفرادها من النجوم والملوك والشخصيات الشهيرة.
تتبع التاريخ
تعود قصة إنشاء المتحف إلى عالمة الأنثروبولوجيا أندريا لودن، التي بدأت بجمع مرشات الفلفل في عام 1984، كان هدفها المعلن هو تتبع التاريخ من خلال عبوات الملح والفلفل إضافة إلى إظهار إبداع جميع الفنانين الذين صمموا أداة استخدام يومية بمواد بسيطة وألوان مدهشة بعدد لا يحصى من الأشكال.
تحاول لودن من خلال هذه العبوات، إظهار تطور ثقافات الشعوب واختلافاتها عبر ما تعكسه من تحولات في المجتمعات، وفي عام 2002 قررت افتتاح متحفها إذ أرادت أن تشارك مجموعاتها مع الآخرين، ويعد هذا المتحف الوحيد من نوعه في العالم، مع متحف ثانٍ مشابه له في إسبانيا، ويزوره حوالي 20 ألف شخص سنوياً. وتعتبر قيمة المشاركة والترابط بين هواة جمع هذه العبوات كذلك، من أهم الأهداف التي قامت عليها فكرة المتحف، إذ تعكس ذكريات وتفاصيل من الطفولة وغيرها من مراحل الحياة المختلفة والمرتبطة بها.
تغييرات وأمزجة
يحتوي المتحف على 22 ألف قطعة من الأواني الصغيرة التي يوضع بداخلها الملح والفلفل، إضافة إلى أكثر من 1500 مطحنة فلفل من جميع أنحاء العالم وجدت في عصور مختلفة، و«ملاحة» ثمينة من الكريستال خاصة بإحدى السفن القديمة، وأخرى مطلية بالذهب وتبلغ قيمتها 60 مليون دولار، إذ من الممكن رؤية التغيرات التي طرأت على ثقافة الناس وأمزجتهم، من العصور القديمة إلى القرن الـ18 الميلادي، والأربعينات، الستينات حتى وقتنا الحاضر. مع إضافة تصاميم جديدة عند توفرها.
أشكال وألوان
يتم عرض قطع حفظ الملح والفلفل في المتحف حسب الموضوعات والألوان. مع معلومات تحكي قصصاً صغيرة (على شاشات) عنها وعن تاريخها، حيث تتكون المجموعات من البلاستيك والخشب والزجاج وفي أشكال متنوعة لحيوانات وشخصيات شهيرة، مصنوعة بتقنيات مختلفة للاستعمال، إضافة إلى مجموعة من مرشات الفلفل، يصل ارتفاع بعضها إلى متر واحد.