إذا كنتم تُحبون الموضة والتسوق والعيش الرغيد. هناك، في بقعة جميلة، مذهلة، خضراء، واقعة على نهر الراين، تسمى «دوسلدورف»، ستحيون الرفاهية وتختبرون المرور في أهم مركز للأزياء والتسوق في ألمانيا.
مدينة راقية جداً، زاخرة بالهندسة المعمارية المذهلة، التي قد تصادفون وأنتم تسرحون في أحيائها العريقة أشخاصاً يصنفون من أثرى أثرياء العالم. وبالتالي، إذا كنتم ممن ينشدون الرفاهية فأمامكم عاصمة شمال الراين «دوسلدورف».
شارع ماركات عالمية
الاسم صعب. الأسماء الألمانية في أغلبيتها صعبة اللفظ لكنها، في الإجمال، جميلة. لذا أمسكوا ورقة وقلماً ودونوا كل الأسماء التي ستسمعون بها، لأن حفظها ليس سهلاً أبداً. فلنبدأ من الشارع الفخم «شارع كونجيساليه» الذي يعرفه السياح باسم «شارع الملوك» ويطلق عليه المواطنون اسم «كو». سمّوه إذاً «كو» أسهل من «كونجيساليه» وتجدون فيه كل الماركات العالمية: شانيل، كارتييه، غوتشي، لويس فيتون، برادا، تيفاني آند كو وسواها. يمتد هذا السوق نحو كيلومتر ويضم جسوراً أنيقة ومقاهي أرستقراطية وتفاصيل لن تنسوها ما حييتم، خصوصاً بعد أن تشاهدوا في الشارع العام عروض الأزياء الحيّة الفاخرة. ستشعر السيدات هناك بأنهنّ أصبحنّ جزءاً من هذه العروض وسيتبخترن بثيابهن وكأنهن عارضات. شعور قد يعجب نساء كثيرات.
معارض فريدة
ليست «الماركات» العالمية والأسواق الفاخرة وحدها سبباً لوضع «دوسلدورف» على لائحة المدن السياحية في العالم. هي زاخرة أيضاً بالمتاحف وتجري فيها أهم معارض الرسم والفنون الفريدة، وتضم أكثر من 100 معرض وصالة وفيها «أكاديمية الفن» الشهيرة عالمياً منذ أكثر من 230 عاماً، ودار الأوبرا. اقصدوا تلك الصالات. زوروا الأكاديمية. واكتشفوا أهم تقنيات الفنون البصرية في العالم.
«دوسلدورف» تُعد المدينة الأكثر خضاراً في ألمانيا. خُمس مساحتها غابات ومناطق خضراء ومحميات طبيعية وحدائق ومتنزّهات. وهذا ما زادها سحراً وأناقة. اقصدوا البلدة القديمة الواقعة بين نهر الراين الشهير و«جادة هاينرش». هناك ستجدون الأزقّة الضيقة والمباني التراثية الغائرة في التاريخ. هناك ستتعرفون بالعين المجردة وبكل الحواس أكثر إلى المدينة الألمانية. ولا تنسوا أن تسألوا عن أطول حانة في العالم تتمدد في زقاق قديم طويل.
الأطول والأعلى
«برج الراين» ستعرفونه من علوِّه. هو أحد رموز المدينة كونه يوفر للسائح إطلالة رائعة مدهشة على كل «دوسلدورف». امشوا على ضفاف نهر الراين. استأجروا دراجات هوائية وانطلقوا على طول كورنيش النهر. رحلة من العمر. ثمة مبنى آخر عالٍ جداً يُعد الأعلى في المدينة ويقع على الجانب الشرقي من «ميديان هافن» ويرتفع 240 متراً وفي قمته مطاعم ومقاهٍ ومنحوتة ضوئية على شكل أكبر ساعة رقمية في العالم. المدينة تأتي في المرتبة الثانية لأهم مركز اقتصادي وعالمي في ألمانيا بعد فرانكفورت. وفي حال قررتم حجز رحلتكم إلى هناك في شهر يونيو فستحلون ضمن أربعة ملايين سائح يتقصدون هذا الشهر بالذات ليشاركوا في أكبر معرض فرح يُنظم سنوياً هناك. ولا تنسوا وأنتم تخططون للرحلة المقبلة أن الكرنفالات في المدينة الجميلة تُنظم على مدار السنة.
المدينة التي تقرأ
راقبوا جيداً. تمعنوا في التفاصيل. ثمة مساكن وكنائس موغلة في العصور الوسطى بناها أباطرة الزمن الغابر. ثمة ممشى طويل احرصوا على العبور فيه، خصوصاً في يوم مشمس، حيث ستشعرون بزحمة السكان وبهدوئهم. ستجدونهم يجلسون على المقاعد المنتشرة يقرؤون الكتب. سكان المدينة ما زالوا يقرؤون في زمن ابتعد فيه كثيرون عن الكتاب. تجدون في وسط المدينة، في غابة «زان»، حديقة للحيوانات عمرها 200 عام فيها أكثر من مئة حيوان بينها غزلان وقطط وحشية وخنازير برية، وفيها عدد كبير من مربي النحل يقدمون عروضاً حيّة.
سماء وأرض
قبل أن تقرروا رحلتكم المقبلة شاهدوا أفلاماً صُورت هناك قد تحثكم أكثر على دقة الاختيار بينها:Dreaming, for love and others, song of love. ولا تعودوا من هناك قبل أن تتذوقوا الأطباق التقليدية المتنوعة. جربوا طبق «هالف هاهن» التقليدي البسيط، ويتكوّن من خبز وزبدة وجبن وإلى جانبه يقدم البصل والخردل والمخللات. محبو الشواء أمامهم طبق آخر تقليدي لكن اسمه صعب: Rheinischer sauerbraten ويتكون من لحم البقر أو الغزلان أو الضأن المنقوع بالخل والتوابل والأعشاب، يضاف إليه عصير البنجر، وهو الشمندر نفسه، والزبيب ويقدم مع صلصلة التفاح والبطاطس والملفوف. ثمة طبق آخر تذوقوه ليس لمذاقه الشهي فقط، بل لاسمه المميز: طبق السماء والأرض Heaven and earth أو كما يُكتب بلغة سكان تلك البلاد: Himmel und erde وأهم مكوناته التفاح والبطاطس والبودنج الأسود والبصل. التفاح يدخل في كثير من الأطباق التقليدية هناك. وتذوقوا أيضاً الخبز الخاص بالسكان الأصليين وفيه عصير البنجر وصلاحيته تدوم فترة طويلة.
التوابل الألمانية
مروحة خياراتكم من الهدايا التذكارية في تلك البلاد، ستكون واسعة. اشتروا الأكواب الخاصة المصنوعة من البورسلان لوضع البيض المسلوق. الألمان عموماً يحبون تناوله صباحاً؛ لهذا يهتمون، في صناعاتهم اليدوية، بالتفنن بأكواب البيض وملاعقه. التوابل الألمانية تُعد هدية قيّمة ومثلها العسل الممتاز. ثمة محلات متخصصة في الأرجاء لبيع الخردل الأصيل بنكهات متنوعة، والمذيَّل بعبارة: «صنع في دوسلدورف». هو تذكار جميل من هناك. اشتروا منه طازجاً واشتروا لاصقاً يوضع على الثلاجة ويرمز إلى هذا الصنف.