في فنلندا وعلى بعد حوالي ساعة ونصف من العاصمة هلسنكي، اشترت سيدة الأعمال الأميركية كريستينا روث البارزة في مجال تكنولوجيا المعلومات، في سبتمبر 2017 جزيرة، حولتها إلى منتجع فائق الترف مخصص للنساء فقط ويحظر دخوله من قبل الرجال. وأطلقت روث على الجزيرة اسم Super She أو «سوبر شي» نسبة لاسم مجموعة شبكات نسائية أسستها من قبل. على أن تبدأ هذه الجزيرة استقبال النساء مطلع هذا الصيف.
موسم الترفيه
يمتد موسم الترفيه لعضوات «سوبر شي» على الجزيرة النسائية لمدة 12 أسبوعاً، اعتباراً من شهر يونيو، ومن الممكن أن تتسع الكبائن الأربعة المتوفرة في منتجع الجزيرة لـ10 نساء بحد أقصى في أي وقت، وهذا يعني أن 120 امرأة من أصل الـ6000 الحاليين، بإمكانهن الاعتكاف في الجزيرة لمدة أسبوع واحد في الموسم. وهناك ثلاث باقات لنيل فرصة الوجود على بقعة من الجزيرة، فتخول الحزمة الأساسية التي تتراوح بين 3500 دولار و7250 دولاراً، حصول العضوة الواحدة على سرير مزدوج، داخل غرفة مشتركة في مقصورة تتسع لأربعة أشخاص. ويستثنى من المبلغ الطعام وجلسات المساج وعلاجات الوجه وتذاكر الطيران وخدمة الاستقبال في المطار. كما يمكن اختيار ركوب طائرة هليكوبتر لمدة 20 دقيقة إضافية. ويبدأ البرنامح الترفيهي للسيدات في المنتجع، منذ بداية نقلهن من مطار هلسنكي إلى الجزيرة ليمارسن رياضة التجذيف، وركوب الدراجات، والمشي مسافات طويلة وممارسة تمارين اليوغا، بالإضافة إلى علاجات الوجه والتدليك، وحمامات الساونا الفنلندية مرة واحدة على الأقل في اليوم، وقد أبدت الإدارة استعدادها لإضافة نشاطات أخرى ترغب فيها النساء. أما قائمة الطعام المقدمة في الجزيرة فهي صحية، وتهدف إلى التخلص من السموم وفقدان الوزن بشكل طفيف مع نهاية إقامة الضيفة.
صعوبة الانضمام
مع التأكيد أن هناك عدداً قليلاً من النساء المرشحات ستتاح لهن فرصة البقاء في الجزيرة مجاناً، يصعب على الراغبات الأخريات ذلك، لأن إدارة الجزيرة صعّبت فرصة الانضمام إلى المؤسسة من خلال ملء نموذج القبول المدرج على الإنترنت، والذي يفرض على الراغبة في الانضمام إلى التجربة المثيرة على جزيرة النساء، أن تروي قصتها، وإذا توافقت مع أفكار المؤسسة يتم قبولها. كما يشار إلى أن كل امرأة مرشحة للانضمام إلى «سوبر شي»، تمر بعملية تدقيق من قبل كريستينا روث نفسها، بل تشارك في اختيارها، وتصر على أن تكون شخصية متفائلة ورائعة ومستقلة مادياً ونفسياً، وتحسن التركيز على نفسها دون الالتفات إلى الجنس الآخر، وتتمتع بشخصية فذّة لتجعل الأمر ممتعاً بالنسبة إلى النساء الموجودات معها، وتسهل مسألة الارتباط معهن بصداقات مميزة.
منتجع للإناث
المنتجع الجديد على جزيرة «سوبر شي» التي تبلغ مساحتها 8.4 فدان، يسلط الضوء على جمال فنلندا والأرخبيل الذي يتميز بأشجاره دائمة الخضرة، والمنشآت العلاجية والساحل الصخري، والبحر الدافئ خلال فصل الصيف وشروق الشمس الجميل. وتنطلق فكرة الجزيرة النسائية من واقع مضايقات الرجال للإناث في العطلات الصيفية، مما يحتم وجود مكان مخصص لهنّ للاستجمام بعيداً عن هذه المضايقات، علماً أن النشاطات في المنتجع سوف تركز على صحة المرأة وجمالها والعناية بجسمها وبشرتها. وتجدر الإشارة إلى أن «ماتيسيا للاستشارات» التابعة لكريستينا روث، حصلت في عام 2015، على المركز السابع في قائمة مجلة «فوربس» الأسرع نمواً في قائمة الشركات المملوكة للنساء، وكانت إيراداتها في ذلك الوقت تبلغ 45 مليون دولار، ولكن صاحبتها قررت أن تبيعها بعد عام، وتطلق مؤسسة توفر الكثير من أشكال الترفيه للعضوات، بمقابل مالي يصل إلى 8000 دولار.
أعين الرجال
تعرضت مالكة الجزيرة كريستينا روث لانتقادات حادة، إذ اتهمها البعض بأنها تؤسس مستعمرة نخبوية ومتميزة للنساء الثريات وتستثني الرجال، ما استوجب رداً منها تبرر فيه أن مشروعها لا ينم عن موقف عدائي ضد الرجل، لكنها شعرت فقط بأن النساء بحاجة للاسترخاء في مكان هادئ بعيداً عن أعين الرجال، مبدية انفتاحها على فكرة إطلاق منتجع خاص بالجنس الخشن مستقبلاً.