خاض الفنان المصري ياسر جلال المنافسة الرمضانية هذا الموسم، بعمله الدرامي «لمس أكتاف»، الذي عرض على «قناة أبوظبي» وأثار ردود فعل قوية، أثبتت صعوده سلم النجومية وصوابية اختياراته.
• كيف وجدت ردود الفعل على «لمس أكتاف»؟
المسلسل نافس في رمضان بشكل جيد، وردود الفعل كانت إيجابية جداً، ونال العمل إعجاب الجمهور، وهو ما ألمسه من خلال التعليقات الموجودة على مواقع التواصل وما ينقله لي أصدقائي، ونجح العمل في أن يصبح «تراند» على «جوجل» وهذا في حد ذاته نجاح، ولا أخفيكم أني كنت أخشى ألا يحصد العمل النجاح، الذي حققه مسلسلا «ظل الرئيس» و«رحيم» لكني أحسنت الاختيار.
تدريبات رياضية
• كيف حضّرت لشخصية «أدهم»؟
«أدهم» بطل رياضي، بالتالي كان لا بد من إجراء تدريبات رياضية حتى أحصل على جسم رياضي وأكون مقنعاً للجمهور، كما تدربت على لعبة المصارعة الرومانية لأتمكن من تقديم المباراة التي جمعتني بالكابتن كرم جابر، الذي دربني وساعدني لتخرج المباراة بالشكل المطلوب، أما باقي تفاصيل الشخصية فكانت من خلال النص الدرامي والمناقشة مع المؤلف والمخرج.
• لماذا ظهر «أدهم» كبطل رياضي في بداية الأحداث؟
هناك نوع من الدراما مبني على الصراع بين الشيء ونقيضه، بطل رياضي يدخل عالم المخدرات لإنقاذ ابن صديقه، ثم يموت ابنه بالمخدرات، ويتورط هو في غسيل أموالها.
• هل تتدخل في اختيار الفنانين المشاركين في أعمالك ؟
مستحيل أن أفرض ممثلاً أو أتدخل لترشيح ممثل، وأنا على يقين بأن ترتيب الأدوار وترشيح الفنانين هي مسؤولية المخرج، لذا لا أقترب من هذه المنطقة، قد يُؤخذ رأيي في ترشيح البعض، ولكن الكلمة الأخيرة له، وعلاقتي بكل زملائي في الوسط الفني طيبة وبعيدة عن أي توتر أو صدامات.
الأكشن والسينما
• رغم تصدرك العمل إلا أنك تعتبره بطولة جماعية، لماذا؟
أنا ابن فنان كبير هو الفنان المخرج المسرحي جلال توفيق، ودرست الفن وأعرف أنه عمل جماعي في الأول والأخير، وعلى العاملين فيه الالتزام بأماكنهم حتى يخرج العمل منضبطاً، كما أني ممثل وسط فريق عمل من ممثلين ومخرج ومدير تصوير وديكور وصوت، أي جيش كبير من العاملين لا يمكننا أن نغفل أدوارهم، وأي عمل هو نتاج جماعة، وليس مجهوداً فردياً، فالموضوع لا علاقة له بالتواضع، لذا لم أهتم بنسب «لمس أكتاف» إلى اسمي في المقام الأول، وقد تربيت على أننا فريق و«مفيش حد بيمثل وحده».
• هل ستستمر في تقديم الأكشن؟
القوالب الدرامية التي يقبل عليها الجمهور هي الأكشن والرومانسي والكوميدي، وأحاول قدر الإمكان الاختلاف والتنوع في ما أقدمه للجمهور، ففي «ظل الرئيس» قدمت دور ضابط شرطة يقاوم الفساد، وفي «رحيم» جسدت شخصية رجل أعمال خارج عن القانون وتحدثنا عن غسيل الأموال، وفي «لمس أكتاف» أديت دور رياضي يُناقش قضية المخدرات.
• أين أنت من السينما؟
كانت بداية انطلاقتي من خلال شاشة السينما، وشاركت في أعمال مهمة، ولكن فجأة أدارت لي السينما ظهرها وتوقفت شركات الإنتاج عن الاستعانة بي لذا ابتعدت وركزت في الدراما التلفزيونية التي أنصفتني، وأنا راضٍ عن كل شيء مر في حياتي. وبعد «ظل الرئيس» عُرضت عليَّ الكثير من الأعمال السينمائية، وأتمنى أن أجد عملاً أحبه وأتحمس له ويحمل بين طياته مقومات النجاح.
اعتراف واتهام
• هل تغيرت القواعد التي تختار عليها أعمالك بعد سطوع نجمك؟
بصراحة شديدة يجب الاعتراف بأن نجاح الفنان يحوله إلى سلعة في يد المنتج والموزع، وهذا أيضاً يفرض عليه تقديم ثيمات أكثر رواجاً مثل الأعمال التي تعتمد على الأكشن. وأنا لست «سوبرمان» كي أؤدي كل الأدوار والشخصيات، ولكني بالرغم من كل ذلك أحاول التنوع والتجديد في أدواري الفنية، وأهتم بتقديم محتوى جيد وقضايا مهمة.
• البعض يتهم جيلك بالابتعاد عن القضايا الاجتماعية وتقديم أعمال على الطريقة الأميركية، ما تعليقك؟
سأتكلم عن نفسي وليس من حقي الحديث بلسان جيل كامل، لكن لو تأملت أعمالي الأخيرة ستجد أنني أناقش العديد من القضايا مثل تهريب الأموال في مسلسل «رحيم»، وفي «لمس أكتاف» أناقش قضية المخدرات الجديدة التي طالت الشباب وبات يهرب من خلالها من مشاكله مهما كانت بسيطة. باختصار، كما أرى الفن متعة ورسالة، أيضاً أعتبره بالفعل قوة ناعمة ومؤثرة.
• تم تقديم أعمال كثيرة عن المخدرات وآثارها السلبية، فما الجديد حتى تطرق «لمس اكتاف» لهذا الجانب؟
-قضية المخدرات ظاهرة سلبية موجودة في كل المجتمعات وعلى مر السنين، وبالتوازي مع دور الدولة في محاربة الإتجار والتعاطي، لا بد من أن يلعب الفن دوراً في محاربة الظواهر السلبية، وكل زمن يختلف عن ما سبقه، والمسلسل يتناول أنواعاً جديدة من المخدرات باتت منتشرة بين الشباب، ولم يتم وضعها في جدول المخدرات فليست ممنوعة واخترنا أن نلقي الضوء عليها، حتى تنتبه الدولة وتحاربها، وليس معنى أن بعض الأعمال تناولت ظاهرة سلبية أن نتوقف عن مناقشتها مرة أخرى، خاصة أنها ما زالت مستمرة بيننا.
العودة إلى المسرح
والد ياسر جلال هو المخرج المسرحي جلال توفيق، رغم ذلك هناك حالة خصام بين ياسر والمسرح، وعن ذلك يقول: «قدمت العديد من التجارب المسرحية كان آخرها مسرحية (النجاة) عام 2010، وحصلت على المركز الأول في (مهرجان المسرح العربي)، لكني ابتعدت عن المسرح لأنه يحتاج إلى تفرغ كامل وهذا يتعارض مع برنامج العمل في الدراما، وإذا أتيحت لي الظروف والنص الجيد سأعود إلى المسرح».
حقيقة الاستفتاء
رغم وجود صفحة على «الفيس بوك» باسم ياسر جلال، جاء فيها أنه يجرى استفتاء على أعماله، ويجري مسابقة لاكتشاف الوجوه الجديدة، لكن ياسر نفى الأمر، وأوضح قائلاً: «ليس لي صفحة على منصات فيسبوك أو تويتر أو إنستجرام، وفوجئت بحساب مزور يحمل اسمي ويجري استفتاءات على مسلسلاتي الأخيرة، ولم أفعل هذا على الإطلاق، لأني لا أفضل عملاً عن الآخر. كما لم أُجرِ أي مسابقات لاختيار وجوه جديدة، ومحال أن أقبل على هذه الخطوة لأني لست منتجاً أو مخرجاً، وأحزنني أن بعض المواقع كذّبت على لساني ونقلت هذه الأخبار المغلوطة من الصفحات المزورة».