ولدت شما عبد العزيز (17 عاماً)، بإعاقة حركية تُسمّى «الشلل الدماغي». تحمل قلباً يَسَع العالم كله، كما يصفها مقربون، علاوة على خفة ظلها. لا تبارحها الابتسامة حتى وهي تحدثك عن همومها وشجونها وأحوالها.
اجتهاد
لا تزال شما على مقاعد الدراسة الإعدادية، وتقول عن ذلك: «صحيح أنني متأخرة في الدراسة كوني في الصف التاسع، ولكن العمر أمامي والدراسة هدفي الأساسي في الحياة لأصل إلى تحقيق أهدافي الكبيرة».
تتحدث بحماسة كبيرة عن دخولها بطولة الشباب في ألعاب القوى «رمي القرص» في سويسرا، والفوز بـ«الميدالية البرونزية» في المركز الثالث عام 2017، وعن مشاركتها الأخيرة التي حصلت في شهر أغسطس الماضي في كل من إسبانيا وأيرلندا، وتحسين مستواها في اللعب، وتقول: «سعيدة بما أنجزته منذ بدأت وإلى اليوم، وأجتهد حالياً في التدرُّب الرياضي لأضمن المراتب الأولى، ولن أستسلم قبل أن أحقق هذه الغاية مهما كلفني من تعب وجُهد ووقت».
توجيه المسار
تشير شما إلى أن بعض أهالي أصحاب الهمم «يعتنون بأولادهم في البيوت، ولكنهم يمتنعون عن دعمهم أو تشجيعهم على الانخراط في المجتمع، أو ممارسة أي نشاط رياضي أو اجتماعي يساعدهم في الانفتاح على العالم، وإثبات قدرتهم على الإنجاز وتحقيق الكثير من الأحلام».
وتضيف: «أجدني مكلفة للتحدث نيابة عن تلك الفئة، وأنطق بلسانهم لأغير من المفهوم السائد عنهم، وأحاول توجيه المسار نحو مستقبل أفضل لهم».
النجاح جميل
لا تنسى شما فضل والدها، حيث تعتبره مثلها الأعلى في الحياة، والذي يرافقها خطوة بخطوة ويدعمها من النواحي كافة، وكذلك مدربتها الرياضية التي تعتبرها قدوتها، حيث تقول: «لا أشعر بأنها مدربتي، لأن الذي يربطني بها أقوى من ذلك بكثير، وتشجيعها المستمر لي يزيدني طاقة وأملاً بالوصول إلى النجاح، فالنجاح شعور جميل ونحن نستحقه».
وتتوجه شما عبد العزيز إلى أصحاب الهمم، مختتمة حديثها بالقول: «تمسكوا بالعزم والقوة، وتقدموا بخطوات واثقة حتى لو لم يكن هناك من يدعمكم، وإياكم أن تستسلموا، فالنجاح جميل وأنتم تستحقونه».
دراسة الإعلام
لا تخفي شما أنها تسعى إلى دراسة الإعلام، بهدف تطوير هذا المجال ليصبّ في مصلحة «أصحاب الهمم»، فتقول: «يجب أن يضيء الإعلام على «أصحاب الهمم» وما يحتاجوه، ويغير من طريقة تفكير الناس تجاههم، فعلى الرغم من تطور العصر، إلا أن بعض الأشخاص ينظرون إلى أصحاب الهمم نظرة دُونيّة من بعيد».