لا يمكن لأولئك الذين يحبون الفن وزيارة مدينة فلورنسا الإيطالية أن يتجاوزوا «متحف أوفيزي»، الذي يعد من أقدم وأشهر المتاحف الكبرى في العالم، وبالنسبة إلى قيمة وأهمية الأعمال التي يحتضنها، يمثل التجول بين ردهاته رحلة جمالية استثنائية، وتحليقاً رائعاً في سماء الفن الإيطالي والعالمي الراقي العريق.

تعود قصة «متحف أوفيزي»، الذي تم بناؤه بين عامي 1560 و1580، لحاكم فلورنسا كوزيمو دي ميديتشي، الذي كلف المهندس جورجيو فاساري، بتصميم قصر كبير بجناحين، على ضفاف النهر، وتخصيص جزء لوضع بعض الأعمال الفنية لمجموعته الشخصية، والتي لا حصر لها والتي جمعتها عائلة ميديشي على مدار عقود عدة، وكذلك لاستيعاب المكاتب الإدارية والقضائية  للدولة ومن هنا جاء اسم «أوفيزي» والذي يعني المكاتب.

معرض فني
عندما اكتمل بناء القصر قرر فرانشيسكو، ابن كوزيمو، تحويله إلى معرض فني  وتكونت أول نواة حقيقية له من القطع الفنية الخاصة بالعائلة والتي احتوت على من كنوز وأعمال مذهلة، وهي عدد كبير من اللوحات من القرن الـ15، وكذلك الأحجار الكريمة والمجوهرات والتماثيل والبرونز والمنمنمات والأدوات العلمية، وكانت تتم زيارته من قبل شخصيات محددة وحسب طلبهم، وبعد ذلك افتتح المعرض للجمهور منذ عام 1765م كمتحف. وأعيد تنظيم المجموعات وفقاً لمعايير التنوير، التي تفصل أعمال الفنون الكبرى عن أعمال الفنون الثانوية.

أعظم الأعمال
يحتوي «متحف أوفيزي» على 45 غرفة، والمنطقة الأكثر شهرة فيه هي المنطقة المخصصة لعصر النهضة ويحتفظ بإحدى أهم مجموعات اللوحات في العالم وتضم الغرف أعمالاً فنية تعود لأشهر وأعظم فناني إيطاليا مثل ليوناردو دافنشي ومايكل أنجلو ورافائيل ويبلغ عددها ما يقارب الـ100 ألف لوحة، وأخرى مخصصة للوحات فناني فرنسا، ويتم ترتيب الغرف المخصصة  للأعمال ترتيباً زمنياً، مع روائع من سادة فناني العالم من عيار بوتيتشيلي، تينتوريتو، بونتورمو وغيرهم.

تماثيل
وتزدان أروقة المتحف بالآلاف من اللوحات، التي تعتبر روائع فنية مطلقة، وعدد كبير من المنحوتات القديمة والمنمنمات والمنسوجات.
كما يضم أعمالاً للفنون الأوروبية الأخرى، وخاصة الألمانية والهولندية والفلمنكية، ومن خلال الممر الداخلي الضيق الطويل الذي يقسم الغرف والذي تمتلئ أسقفه بالزخرفات الفنية رائعة الجمال، تتوزع على الطرفين تماثيل لأشهر فناني القرن الـ19.

الأكثر زيارة
في القرن الـ20 تم نقل العديد من التماثيل إلى متاحف أخرى في فلورنسا، وتم جلب العديد من اللوحات  للمتحف والتي تنتمي إلى مجموعات من الكنائس والمؤسسات الدينية. يعد «متحف أوفيزي» من أكثر المتاحف زيارة في إيطاليا والعالم لما يتميز به من ثروة فنية ويستقبل أكثر من مليوني زائر في السنة.