شغف الدكتورة فادية خلف الله بالفن والموسيقى قادها لاحتراف العزف والغناء، بعد أن أصبحت أستاذة جامعية في علوم الحاسوب، فأسست مع عازف جيتار إيطالي فريقهما الصغير واختارا أن يجولا بلدان البحر الأبيض المتوسط، بحثاً عن أجمل أغانيها.
• من النادر أن نجد مغنية وعازفة عود بذات الوقت، فلماذا اخترت العود من الآلات الموسيقية؟
العود في البداية كان مجرد صدفة، حيث كنت في نادي للموسيقى تعلمت فيه العزف على العود، ووقعت في حب هذه الآلة، وصوتها الرقيق وتماشيه مع الآلات الأخرى.
بيت العود
• وصلتِ إلى بيت العود، لماذا اخترته كاختصاص؟
بدأت بالموسيقى وكان عمري 10 سنوات وكنت هواية، ورافقتني الموسيقى فترة طويلة حتى تخرجي في المعهد وإنهاء دراستي الجامعية، كانت الموسيقى هي الملجأ الذي يقلل توتر العمل وكان اختصاصي يتطلب عملاً وجهداً كبيرين، حيث درست علم الحاسوب في تونس، ورغم أنني حصلت على درجة الدكتوراه في التخصص، ولكن الموسيقى بقيت هواية، وعند انتقالي للعيش إلى أبوظبي، انتسبت لـ«بيت العود العربي» في عام 2008، وتم افتتاح قسم الأصوات والغناء في 2012، وفضلت دخول هذا القسم لتطوير تقنيات الغناء.
• هل درستِ العود بعدما أصبحت دكتورة؟
درست العود منذ أن كان عمري 10 سنوات، ولكن في بيت العود درست اختصاص الغناء وتخرجت في قسم الأصوات والغناء والبحوث، وهذا القسم افتتح للمرة الأولى في بيت العود بكل مناطقه تحت إشراف الدكتور فتح الله أحمد.
جمهوري نخبوي
• نجاح الفنان مرتبط بالجمهور، أين جماهيرية فادية وأين الأغاني الجماهيرية؟
الموسيقى بالنسبة إليّ كانت هواية ولا تزال وستبقى هواية، لأنه مع ضغط العمل لم يعد هناك استمتاع، وجمهوري هو نخبوي، لأن الوسط الذي أغني به هو الجامعات والسفارات، وأغلبه جمهور فرانكفوني، أضف إلى ذلك أن نوعية الأغاني التي نقدمها مختلفة عن الطرب الأصيل الذي يعرفه أصحاب العود الكلاسيكي، وأنا أحب أن أتحدث عن هذا البرنامج الذي أعمل عليه وهو «رحلة حول البحر الأبيض المتوسط»، التي بدأت عام 2008، حيث شكلت ثنائياً مع عازف الجيتار الإيطالي الذي يعيش في أبوظبي جينارو سيينا، إذ جمعنا العود والجيتار، والأغاني التي نقدمها هي معروفة بالبحر الأبيض المتوسط، ونزور 12 بلداً ونغني بـ12 لغة مختلفة، إسباني وفرنسي ويوناني وقبرصي وعربي وبلهجات البلدان العربية المختلفة، ونحضر عملاً عن الإمارات، لأن حلمنا تحقق من هذا البلد، فالجمهور هو عالمي يحب سماع أغانيه ويكتشف أغاني جديدة، وكذلك الجمهور الشرقي يحب أن يكتشف الأغاني الغربية، ونود أن نبرز هذا الاختلاف بين الشعوب وتوحدهم في الأغاني، حيث أعدنا توزيع الأغاني بطريقتنا، وقد وجدنا أن بعض الأغنيات قد تم غناؤها في إيطاليا وفرنسا والجزائر.
• أخيراً، هل يمكن أن يتحول هذا المشروع النخبوي إلى مشروع جماهيري ليسمعه الكثيرون؟
هذا حلمي، والآن بدأنا تقديم هذا المشروع في نيويورك أكاديمي والسفارة الفرنسية، وقدمناه مع الرابطة الفرنسية في اليوم العالمي للغناء وعرضناه في كل مكان ونحن نستمتع وهم أيضاً، واليوم بدأنا نسجل أسطوانة من 12 أغنية.
أمنية تبحث عنها الدكتورة
على هامش الحوار، أطلقت الدكتورة فادية خلف الله أمنيتها في أن تتم توسعة الحفلات الخاصة والمهرجانات، بطريقة تمكنها من التعريف بالموسيقى التي تقدمها، خاصة أنها لا تحب العزف في المطاعم أو الفنادق، بسبب: «عادة عندما تجد الطعام.. لا يمكن الاستماع للموسيقى، خاصة أن هذه هوايتي، وليست مصدر رزق، بالتالي عندما لا أجد من يتجاوب معي، لا أبدع، ويجب أن يكون هناك تفاعل ودهشة وهو ما أبحث عنه».